حسن الظن بالله ....
الانسان لا يخلو من حالتي الشده والرخاء . المؤمن في كلتا حالتيه لا يعرض عن الله . وذلك اذا كان صحيح الجسم قوي البدن . غني المال . عريض الجاه . متفضل الاداب . قادرآ على ما يشاء . ممكنآ لما يريد . فهو مع هذه الحالات كلها يكون متكلآ على الله , مستندآ اليه , مستعينآ به , متبرئآ من حوله وقوته الا بالله , كما قال سليمان _ عليه السلام _ : (( هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر او أكفر )) ....
الكافر فهو في هذه الحالات كلها يكون راجعآ الى نفسه وحوله وقوته ومشيئته وارادته واجتهاده وحيلته , متكلآ على اسبابه , معرضآ , عن ربه , ناسيآ ذكره , كما قال قارون : (( انما أوتيته على علم عندي )) .
المؤمن في حالة الشده والبلوى يكون صابرآ , بقضاء الله راضيآ , مقبلآ بحكم الله , حامدآ له, حسن الظن برحمته , سائلآ عفوه , مستسلمآ لاحكامه , كما ذكر الله تعالى بقوله : { الذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا انا لله وانا اليه راجعون } ..
اما الكافر فانه سيء الظن بالله , ضجور النفس , جزعآ من الشدائد , ساخطآ على المقادير , ذامآ لاسبابه , آيسآ من روح الله , قنوط من رحمته , كما ذكر الله تعالى : { ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به * وان اصابته فتنه انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخره * ذلك هو الخسرا المبين } .... والحمد لله رب العالمين