بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله بديع السموات و فاطرها ، و باسط الأرض و عامرها ، و ساطع المدحيات و قادرها ، و مؤيد الجبال و ساغرها ، و مفجر العيون و باقرها ، و مرسل الرياح و زاجرها ، و ناهي القواصف و آمرها ، و مزين السماء و زاهرها ، و مدبر الأفلاك و مسيرها ، و مظهر البدور و نائرها ، و مسخر السحاب و ماطرها ، و مقسم المنازل و مقدرها ، و مدلج الحنادس و عاكرها ، و محدث الأجسام و قاهرها ، و منشئ السحاب و مسخرها ، و مكور الدهور ومكررها ، و مورد الامور و مصدرها ، و ضامن الأرزاق و مدبرها ، و منشئ الرفات و منشرها ، أحمده على آلائه و توافرها ، و أشكره على نعمائه و تواترها ، و اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة يؤدي الإسلام ذاكرها ، و يؤمن من العذاب يوم الحساب ذاخرها ، و اشهد أن محمدا ً عبده الخاتم لما سبق من الرسالة و فاخرها ، و رسوله الفاتح لما استقبل من الدعوة و ناشرها ، أرسله إلى أمة قد شغل ( شغلت ) بعبادة الأوثان سايرها ، و اغتلطس بضلالة دعاة الصلبان ماهرها ، و فخر بعمل الشيطان فاخرها ، و هداها عن لسان قول العصيان طائرها ، و ألم بزخرف الجهالات و الضلالات سوء ماكرها ، فأبلغ رسول الله في النصيحة و ساحرها ، و محا بالقرآن دعوة الشيطان و دامرها ، و أرغم معاطس جهال العرب و أكابرها ، حتى أصبحت دعوته بالحق ينطق ثامرها ، و أستقامت به دعوة العليا و طابت عناصرها .

أيها الناس صار المثل و حقق العمل و كثر الوجل و قرب الأجل ، و دنى الرحيل و لم يبقى من عمري إلا القليل فسلوني قبل أن تفقدوني .

أيها الناس أنا المخبر عن الكائنات ، أنا مبين الآيات ، أنا سفينة النجاة ، أنا سر الخفيات ، أنا صاحب البينات ، أنا مفيض الفرات ، أنا معرب التوراة ، أنا المؤلف للشتات ، أنا مظهر المعجزات ، أنا مكلم الأموات ، أنا مفرج الكربات ، أنا محلل المشكلات ، أنا مزيل الشبهات ، أنا ضيغم الغزوات ، أنا مزيل المهمات ، أنا آية المختار ، أنا حقيقة الأسرار ، أنا الظاهر علي حيدر الكرار ، أنا الوارث علم المختار ، أنا مبيد الكفار ، أنا أبو الإئمة الأطهار ، أنا قمر السرطان ، أنا شعر الزبرقان ، أنا أسد الشرة ، انا سعد الزهرة ، أنا مشتري الكواكب ، أنا زحل الثواقب ، أنا عين الشرطين ، أنا عنق السبطين ، أنا حمل الأكليل ، أنا عطارد التعطيل ، أنا قوس العراك ، أنا فرقد السماك ، أنا مريخ الفرقان ، أنا عيون الميزان ، أنا ذخيرة الشكور ، أنا مصحح الزبور ، أنا مؤل التأويل ، أنا مصحف الإنجيل ، أنا فصل الخطاب ، أنا أم الكتاب ، أنا منجد البررة , أنا صاحب البقرة ، أنا مثقل الميزان ، أنا صفوة آل عمران ، أنا علم الاعلام ، أنا جملة الأنعام ، أنا خامس الكساء ، أنا تبيان النساء ، أنا صاحب الأعراف ، أنا مبيد الأسلاف ، أنا مدير الكرم ، أنا توبة الندم ، أنا الصاد و الميم ، أنا سر إبراهيم ، أنا محكم الرعد ، أنا سعادة الجد ، أنا علانية المعبود ، أنا مستنبط هود ، أنا نحلة الخليل ، أنا آية بني إسرائيل ، أنا مخاطب الكهف ، أنا محبوب الصحف ، أنا الطريق الأقوم ، أنا موضح مريم ، أنا سورة لمن تلاها ، أنا تذكرة آل طه ، أنا ولي الأصفياء ، أنا الظاهر مع الأنبياء ، أنا مكرر الفرقان ، أنا آلاء الرحمن ، أنا محكم الطواسين ، أنا إمام آل ياسين ، أنا حاء الحواميم ، أنا قسم ألم ، أنا سائق الزمر ، أنا آية القمر ، أنا راقب المرصاد ، أنا ترجمة الصاد ، أنا صاحب الطور ، أنا باطن السرور ، أنا عتيد قاف ، أنا قارع الأحقاف ، أنا مرتب الصافات ، أنا ساهم الذاريات ، أنا سورة الواقعة ، أنا العاديات و القارعة ، أنا نون و القلم ، انا مصباح الظلم ، أنا مؤل القرآن ، أنا مبين البيان ، انا صاحب اديان ( الأديان ) ، انا ساقي العطشان ، أنا عقد الإيمان ، أنا قسيم الجنان ، انا كيوان الأمكان ، أنا تبيان الإمتحان ، أنا الأمان من النيران ، أنا حجة الله على الإنس و الجان ، أنا أبو الإئمة الأطهار ، أنا أبو المهدي القائم في آخر الزمان .

قال : فقام إليه مالك الأشتر فقال : متى يقوم القائم من ولدك يا أمير المؤمنين ؟
فقال عليه السلام : إذا زهق الزاهق و خفت الحقائق و لحق اللاحق ، وثقلت الظهور و تقاربت الأمور و حجب المنشور ، و أرغم المالك و سلك السالك و هلك الهالك ، و عمت الغنوات و بغت العشيرات و كثرت الغمرات ، و قصر الأمد و دهش العدد ، و هاجت الوساوس و غيطل العساعس ، و ماجت الأمواج و ضعف الحاج ، و أشتد الغرام و ازدلف الخصام ، و اختلفت العرب و أشتد الطلب و نكص الهرب ، و طلبت الديون و ذرفت العيون و اغبن المغبون ، و شاط النشاط و حاط الهباط ، و عجز المطاع و أظلم الشعاع و صمت الأسماع ، و ذهب العفاف و سجسج الأنصاف ، و استحوذ الشيطان و عظم العصيان و حكمت النسوان ، و فدحت الحوادث و نفثت النوافث ، و هجم الواثب و اختلفت الأهواء ، و عظمت البلوى و اشتدت الشكوى و استمرت الدعوى ، و قرض القارض و لمض اللامض ، و تلاحم الشداد و نقل الملحاد ، و عجت الفلاة و عجعج الولاة ، و نضل البارخ و عمل الناسخ ، و زلزت الأرض و عطل الفرض ، و كتمت الأمانة و بدت الخيانة و خشيت الصيانة ، و أشتد الغيض و اراع الفيض ، و قام الأدعياء و قعد الأولياء و خبثت الأغنياء و نالوا الأشقياء ، و مالت الجبال و أشكل الإشكال و شيع الكربال و منع الكمال ، و ساهم الشحيح و منع الفليح و كفكف الترويح ، و خدخد البلوع و تكلل الهلوع ، و فدفد المذعور و ندند الديجور و نكس المنشور ، و عبس المعبوس ، و كشكش الهموس و اجلب الناموس ، و دعدع الشقيق و جرثم الأنيق و نور الأفيق ، و أذاد الذائد و زاد الرايد ، و جد الجدود و مد المدود و كد الكدود و حد المحدود ، و ظل الظليل و علعل العليل و فضل الفضيل ، و شتت الشتات و شمت الشمات ، و كد الهرم و قضم القضم و سدم السدم ، و بار الراهب و ذاب الذائب و نجم الثاقب ، و ورور القرآن و أحمر الديان و سدس الشيطان و ربع الزبرقان ، و ثلث الحمل و ساهم زحل ، و أفل الفرار و أكثر الزخار و أنبت الاقدار ، و كملت العشرة و سدس الزهرة و غمرت الغمرة و طهرت الأفاطس و توهم الكساكس و تقدمتهم النفايس ، فيكدحون الحرائر و يملكون الجرائر ، و يحدثون في كيسان و يخربون خراسان و يصرفون الحلسان ، و يهدمون الحصون و يظهرون المصون و يقتطفون الغصون ، و يفتحون العراق و يحجمون الشقاق بدم يراق ، فعند ذك ترقبوا خروج صاحب الزمان ( عليه السلام ).
ثم جلس ( عليه السلام ) على أعلى مرقاة من المنبر و قال : آه ثم آه لتعريض الشفاه و ذبول الأفواه .
ثم التفت يمينا ً و شمالا ً و نظر إلى بطون العرب و ساداتهم و وجوه أهل الكوفة و كبار القبائل بين يديه و هم صمود كأن على رؤوسهم الطير ، فتنفس الصعداء و أن كمدا ً و تململ حزنا ً و سكت هنيئة !!

فقام إليه سويد ابن نوفل كالمستهزء و هو من سادات الخوارج فقال : يا أمير المؤمنين أنت حاضر ما ذكرت و عالم بما أخبرت ؟؟!!

قال : فالتفت إليه الإمام ( عليه السلام ) و رمقه ُ بعينه رمقة غضب ، فصاح سويد بن نوفل صيحة عظيمة من عظم نازلة نزلت به فمات من وقته و ساعته فأخرجوه من المسجد و قد تقطع إربا ً إربا !!

فقال ( عليه السلام ) : أ بمثلي يستهزءون ؟؟ أم علي يتعرض المتعرضون ؟؟
أو يليق لمثلي أن يتكلم بما لا يعلم و يدعي ما ليس له بحق ، هلك و الله المبطلون و أيم الله لو شئت ما تركت عليها من كافر بالله و لا منافق برسوله و لا مكذبا ً بوصية ، و إنما أشكو بثي و حزني إلى الله و أعلم من الله لا تعلمون .


قال : فقام إليه صعصعة بن صوحان و ميثم و إبراهيم بن مالك الأشتر و عمر بن صالح فقالوا : يا أمير المؤمنين قل لنا بما يجري في آخر الزمان ؟؟ فإن قولك يحي قلوبنا و يزيد في إيماننا ؟؟
فقال ( عليه السلام ) : حبا ً و كرامة .
ثم نهض ( عليه السلام ) قائما ً و خطب خطبة بليغة تشوق إلى الجنة و نعيمها ، و تحذر من النار و جحيمها ، ثم قال ( عليه السلام ) :

أيها الناس إني سمعت أخي رسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلم ) يقول : " تجتمع في أمتي مائة خصلة لم تجتمع في غيرها " .

فقام العلماء و الفضلاء يقبلون بواطن قدميه و قالوا : يا أمير المؤمنين نقسم عليك بإبن عمك رسول الله أن تبين لنا ما يجري في طول الزمان بكلام يفهمه العاقل و الجاهل !!

فقال ( عليه السلام) بعد أن حمد الله و أثنى عليه و ذكر النبي فصلى عليه : أنا مخبركم بما يجري من بعد موتي ، و بما يكون إلى خروج صاحب الزمان القائم بالأمر من ذرية ولدي الحسين ، و إلى ما يكون في آخر الزمان حتى تكونون على حقيقة من البيان .

فقالوا : متى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟؟

فقال ( عليه السلام ) : إذا وقع الموت في الفقهاء ، و ضيعت أمة محمد المصطفى الصلاة و اتبعوا الشهوات و قلت الأمانات و كثرت الخيانات و شربوا القهوات و استشعروا ( استشرعوا ) شتم الأباء و الأمهات ، و رفعت الصلاة من المساجد بالخصومات و جعلوها مجالس الطعامات و أكثروا من السيئات و قللوا من الحسنات و عوصرت السموات ، فحينئذ تكون السنة كالشهر و الشهر كالأسبوع و الأسبوع كاليوم و اليوم كالساعة ، و يكون المطر فيضا ً و الولد غيضا ً و يكون أهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة و ضمائر ردية من رآهم أعجبوه و من عاملهم ظلموه ، وجوههم وجوه الآدميين و قلوبهم قلوب الشياطين فهم أمر من الصبر و أنتن من الجيفة و أنجس من الكلب و اروغ من الثعلب و أطمع من الأشعب و الزق من الجرب ، لا يتناهون عن منكر فعلوه ، إن حدثتهم كذبوك ، و إن أمنتهم خانوك ، و إن وليت عنهم إغتابوك ، و إن كان لك مال حسدوك ، و إن بخلت عنهم بغضوك ، و إن وضعتهم شتموك ، سماعون للكذب أكالون للسحت يستحلون الزنا و الخمر و المقالات و الطرب و الغناء ، الفقير بينهم ذليل حقير ، و المؤمن ضعيف صغير ، و العالم عندهم وضيع ، و الفاسق عندهم مكرم ، و الظالم عندهم معظم ، و الضعيف عندهم هالك و القوي عندهم مالك ، لا يأمرون بالمعروف و لا ينهون عن المنكر ، عندهم الأمانة مغنمة و الزكاة مغرمة ، و يطيع الرجل زوجته و يعصي والديه و يجفوهما و يسعى في هلاك أخيه ، و ترفع أصوات الفجار يحبون الفساد و الغناء و الزنا ، و يتعاملون بالسحت و الربا ، و يعار على العلماء و يكثر ما بينهم سفك الدماء و قضاتهم يقبلون الرشوة ، و تتزوج المرأة بالمرأة و تزف كما تزف العروس إلى زوجها ، و تظهر دولة الصبيان في كل مكان ، و يستحل الفتيان المغاني و شرب الخمر و يكتفي الرجال بالرجال و النساء بالنساء ، و تركب السروج الفروج فتكون الإمرأة مستولية على زوجها في جميع الأشياء ، و تحج الناس ثلاثة وجوه : الأغنياء للنزهة ، و الأوساط للتجارة ، و الفقراء للمسألة .

و تبطل الأحكام و تحبط الإسلام و تظهر دولة الأشرار و يحل الظلم في جميع الأمصار فعند ذلك يكذب التاجر في تجارته ، و الصايغ في صياغته ، و صاحب كل صنعة في صناعته ، فتقل المكاسب و تضيق المطالب و تختلف المذاهب ، و يكثر الفساد و يقل الرشاد ، فعندها تسود الضمائر و يحكم عليهم سلطان جائر ، و كلامهم أمر من الصبر و قلوبهم أنتن من الجيفة ، فإذا كان كذلك ماتت العلماء و فسدت القلوب و كثرت الذنوب و تهجر المصاحف و تخرب المساجد و تطول الآمال و تقل الأعمار و تبنى الأسوار في البلدان مخصوصة لوقع العظائم النازلات ، فعندها لو صلى أحدهم يومه و ليلته فلا يكتب له منها شيء و لا تقبل صلاته لأن نيته و هو قائم يصلي يفكر في نفسه كيف يظلم الناس ؟! و كيف يحتال على المسلمين ؟! ، و يطلبون الرياسة للتفاخر و المظالم ، و تضيق على مساجدهم الأماكن ، و يحكم فيهم المتآلف ، و يجور بعضهم بعضا عداوة و بغضا ، و يفتخرون بشرب الخمور و يضربون في المساجد العيدان و الزمور فلا ينكر عليهم أحد ، و أولاد العلوج يكونون في ذلك الزمان الأكابر و يرع القوم سفهاؤهم و يملك المال من لا يملكه كان له باهل لكع من اولاد اللكوع ، و تضع الرؤساء رؤسا لمن لا يستحقها ، و يضيق الذرع و يفسد الزرع و تفشوا البدع و تظهر الفتن ، كلامهم فحش و عملهم وحش و فعلهم خبث ، و هم ظلمة غشمة و كبراؤهم بخلة عدمة ، و فقهاؤهم يفتون بما يشتهون و قضاتهم بما لا يعلمون يحكمون ، و أكثرهم بالزور يشهدون ، من كان عنده درهم كان عندهم مرفوعا و من علموا أنه مقل فهو عندهم موضوع ، و الفقير مهجور و مبغوض و الغني محبوب و مخصوص ، و يكون الصالح فيها مدلول الشوارب يكبرون قدر كل نمام كاذب ، و ينكس الله منهم الرؤوس و يعمي منهم القلوب التي في الصدور ، أكلهم سمان الطيور و الطياهيج و لبسهم الخز اليماني و الحرير ، يستحلون الربا و الشبهات ، و يتعارضون للشهادات يراءون بالأعمال قصراء الآجال ، لا يمضي عندهم إلا من كان نهاما يجعلون الحلال حراما ، أفعالهم منكرات و قلوبهم مختلفات ، يتدارسون فيما بينهم بالباطل و لا يتناهون عن منكر فعلوه يخاف أخيارهم أشرارهم يتوازرون في غير ذكر الله تعالى ، يهتكون فيما بينهم بالمحارم و لا يتعاطون بل يتدابرون إن رأووا صالحا ً ردوه ، و إن رأووا نهاما ً إستقبلوه ، و من اساءهم يعظموه ، و تكثر أولاد الزنا و الآباء فرحين بما يرون من أولاد القبيح فلا ينهوهم و لا يردونهم عنه ، و يرى الرجل من زوجته القبيح فلا ينهاها و لا يردها عنه ، و يأخذ ما تأتي به من كد فرجها و من مفسد خدرها حتى لو نكحت طولا ً و عرضا ً لم تهمه و لا يسمع ما قيل فيها من الكلام الرديء فذالك هو الديوث الذي لا يقبل الله له قولا ً ولا عدلا ً، حذارا ً فأكله حرام و منكحه حرام فالواجب قتله في شرع الإسلام و فضيحته بين الأنام ، و يصلى سعيرا ً في يوم القيامة ، و في ذلك يعلنون بشتم الآباء و الأمهات و تذل السادات ، وتعلوا الأنباط و يكثر الإختباط ، فما أقل الإخوة في الله تعالى ، و تقل الدراهم الحلال و ترجع الناس الى شر حال ، فعندها تدور دول الشياطين و تتواثب على أضعف المساكين ، و ثوب الفهد إلى فريسته و يشح الغني بما في يديه ، و يبيع الفقير آخرته بدنياه فيا ويل للفقير و ما يحل به من الخسران و الذل و الهوان في ذلك الزمان المستضعف بأهله ، و سيطلبون مالا ً يحل لهم فإذا كان كذلك أقبلت عليهم فتن لا قبل لهم بها ألا و إن أولها الهجري القصير ، و في آخرها السفياني و الشامي و أنتم سبع طبقات
فالطبقة الأولى أهل تنكيل و قسوة إلى السبعين ( سنة ) من الهجرة .
و الطبقة الثانية أهل تبادل و تعاطف إلى المائتين و ثلاثين سنة من الهجرة .
و الطبقة الثالثة أهل تزاور و تقاطع إلى الخمس مائة و خمسون سنة من الهجرة .
و الطبقة الرابعة أهل تكالب و تحاسد إلى السبعمائة سنة من الهجرة .
و الطبقة الخامسة أهل تشامخ و بهتان إلى الثمانمائة وعشرين سنة من الهجرة .
و الطبقة السادسة أهل الهرج و المرج و تكالب الأعداء و ظهور أهل الفسوق و الخيانة إلى التسعمائة و أربعين سنة .
و الطبقة السابعة فهم أهل حيل و غدر و حرب و مكر و خدع و فسوق و تدابر و تقاطع و تباغض و الملاهي العظام و المغاني الحرام و الأمور المشكلات في إرتكاب الشهوات ، و خراب المدائن و الدور ، و إنهدام العمارات و القصور ، و فيها يظهر الملعون من وادي الميشوم ( المشؤوم ) ، و فيها إنكشاف الستر و البروج و هي على ذلك إلى أن يظهر قائمنا المهدي صلوات الله و سلامه عليه .
قال : فقامت إليه سادات أهل الكوفة و أكابر العرب و قالوا : يا أمير المؤمنين و بين لنا أوان هذه الفتن و العظائم التي ذكرتها لنا ، فقد كادت قلوبنا أن تنفطر و أرواحنا أن تفارق أبداننا من قولك هذا فوا أسـفاه على فراقنا إياك فلا أرانا الله فيك سوءا ً و لا مكروها ً .
فقال علي ( عليه السلام ) : قضي الأمر الذي فيه تستفتيان كل نفس ذائقة الموت !!
قال فلم يبق َ أحد إلا و بكى لذلك قال ( عليه السلام ) :

ألا و إن تدارك الفتن بعدما أنبئكم به من أمر مكة و الحرمين من جوع أغبر و موت أحمر ألا يا ويل لأهل بيت نبيكم و شرفائكم من غلاء و جوع و فقر و وجل حتى يكونوا في أسوأ حال بين الناس ألا و إن مساجدكم في ذلك الزمان لا يسمع لهم صوت فيها و لا تلبي فيها دعوة ثم لا خير في الحياة بعد ذلك و أنه يتولى عليهم ملوك كفرة من عصاهم قتلوه و من أطاعهم أحبوه ، ألا و إن أول من يلي أمركم بنوا أمية ثم تملك من بعدهم ملوك بني العباس فكم فيهم من مقتول و مسلوب ، ثم أنه ( عليه السلام ) قال :

آه آه ألا يا ويل لكوفانكم هذه و ما يحل فيها من السفياني في ذلك الزمان يأتي إليها من ناحية هجر بخيل سباق تقودها أسود ضراغمة و ليوث قشاعمة أول ( حرف ) بإسمه (( ش )) ، إذا خرج الغلام الأشتر و عالم بإسمه فيأتي إلى البصرة و آل بإسمه على البصرة ، أتى البصرة فيقتل ساداتها و يسبي حريمها فإني لأعرف بها كم من وقعة تحدث بها و بغيرها ، و تكون بها وقعات بين تلول و آكام فيقتل اسم و يستعبد بها صنم ثم يسير فلا يرجع إلا بالجرم فعندها يعلو الصياح و يقتحم بعضها بعضا ، فيا ويل لكوفانكم من نزوله بداركم يملك حريمكم و يذبح أطفالكم و يهتك نساءكم ، عمره طويل و شره غزير رجاله ضراغمة و تكون له وقعة عظيمة ألا و أنها فتن يهلك فيها المنافقون و القاسطون و الذين فسقوا في دين الله تعالى و بلاده و لبسوا الباطل على جادة عبادة ، فكأني بهم قد قتلوا أقوى ما تخاف الناس أصواتهم و تخاف شرهم فكم من رجل مقتول و بطل مجدول يهابهم الناظر إليهم ، قد تظهر الطامة الكبرى فيلحقوا أولها آخرها ألا و إن لكوفانكم هذه آيات و علامات و عبرة لمن إعتبر ألا و إن السفياني يدخل البصرة ثلاث دخلات يذل العزيز و يسبي فيها الحريم ، ألا يا ويل المنتفكة و ما يحل بها من سيف مسلول و قتيل مجدول ، و حرمة مهتوكة ثم يأتي " الزوراء " الظالم أهلها فيحول الله بينها و بين أهلها فما أشد أهلها بنيه و بنيها و أكثر طغيانها و أغلب سلطانها .

ثم قال ( عليه السلام ) :
الويل لديلم و أهل شاهون و عجم لا يفقهون تراهم بيض الوجوه سود القلوب نائرة الحروب قاسية قلبوهم سود ضمايرهم ، الويل ثم الويل لبلد يدخلونها و أرض يسكنونها خيرهم طامس و شرهم لامس صغيرهم أكثر هما ً من كبيرهم تلتقيهم الأحزاب و يكثؤ فيما بينهم الضراب و تصحبها الأكراد و أهل الجبال و سائر البلدان ، و تضاف إليهم الكرد و الهمدان و حمزة و عدنان حتى يلحقوا بأرض الأعجام من ناحية خراسان فيحلون قريبا ً من قزوين و سمرقند و كاشان فيقتلون السادات فيها من أهل بيت نبيكم ثم ينزل بأرض شيراز ، ألا يا ويل لأهل هرمز و قلهات و ما يحل بها من الآفات من أهل الطراطر المذهبات ، و يا ويل لأهل عمان و ما يحل بها من الذل و الهوان و كم من وقعة فيها من الأعراب فنتقطع منهم الأسباب ، فيقتل فيها الرجال و تسبى فيها الحريم و يا ويل لأهل آوال مع صابون من كافور الملعون يذبح رجالهم و يستحي نساءهم و إني لأعرف بها ثلاثة عشر وقعة : الأولى بين القلعتين ، و الثانية في الصليب ، و الثالثة في الجنيبة ، و الرابعة عند نوبا ، و الخامسة عند أهل عراد و أكراد ، و السادسة في أواكر خارقان ، و في سار و بين الجبلين و بئر حنين و يمين الكثيب و ذروة الجبل و يمين شجرات النبق ، ألا يا ويل للكنيس و ذكوان و ما يحل بها من الذل و الهوان من الجوع و الغلاء و الويل لأهل خراسان و ما يحل بها من الذل الذي لا يطاق ، و يا ويل للري و ما يجعل بها من القتل العظيم و سبي الحريم و ذبح الأطفال و إعدام الرجال ، و يا ويل لبلدان الإفرنج و ما يحل بها من الأغراب ، و يا ويل لبلدان السند و الهند و ما يحل بها من القتل و الذبح و الخراب في ذلك الزمان ، فيا ويل لجزيرة قيس من رجل مخيف ينزل بها هو و من معه فيقتل جميع من فيها و يفتك بأهلها و إني لأعرف بها خمس وقعات عظام فأول وقعة منها على ساحل بحرها قريب من برها ، و الثانية مقابلة كوشا ، و الثالثة من قرنها الغربي ، و الرابعة بين الزولتين و الخامسة مقابلة برها ، ألا يا ويل لأهل البحرين من وقعات تترادف عليها من كل ناحية و مكان فتؤخذ كبارها و تسبي صغارها و إني لأعرف بها سبعة وقعات عظام فأول وقعة فيها في الجزيرة المنفردة عنها من قرنها الشمالي تسمى سماهيج ، و الوقعة الثانية تكون في القاطع و بين النهرين عن عين البلد و قرنها الشمالي الغربي و بين الأبلة و المسجد و بين الجبل العالي و بين التلتين المعروف بجبل " حبوة " ثم يقبل الكرخ بين التل و الجادة و بين شجرات النبق المعروفة بالسديرات بجانب سطر الماجي ثم الحورتين و هي سابعة الطامة الكبرى ، و علامة ذلك يقتل فيها رجل من أكابر العرب في بيته و هو قريب من ساحل البحر فيقطع رأسه بأمر حاكمها فتتغير العرب عليه فتقتل الرجال و تنهب الأموال ، فتخرج بعد ذلك العجم على العرب و يتبعوهم إلى بلاد الخط ، ألا يا ويل لأهل الخط من وقعات مختلفات يتبع بعضها بعضا فأولها وقعة بالبطحاء و وقعة بالديورة و وقعة بالصفصف و وقعة على الساحل و وقعة بدارين و وقعة بسوق الجزارين و وقعة بين السكك و وقعة بين الزراقة و وقعة بالجرار و وقعة بالمدارس و وقعة بتاروت ، ألا يا ويل لهجر و ما يحل بها مما يلي سورها من ناحية الكرخ و وقعة عظيمة بالعطر تحت التليل المعروف بالحسيني ثم بالفرحة ثم بالقزوين ثم خنور بالأراكة ثم بأم خنور ألا يا ويل نجد ما يحل بها من القحط و الغلاء و إني لأعرف بها وقعات عظام بين المسلمين ، ألا يا ويل للبصرة و ما يحل بها من الطاعون و من الفتن يتبع بعضها بعض ا و إني لأعرف وقعات عظام بواسط و وقعات مختلفات بين الشط و المجينة و وقعات بين العوينات ألا يا ويل بغداد من الري من موت و قتل و خوف يشمل أهل العراق إذا حل فيما بينهم السيف فيقتل ما شاء الله و علامة ذلك إذا ضعف سلطان الروم و تسلطت العرب و دبت الناس إلى الفتن كدبيب النمل فعند ذلك تخرج العجم على العرب و يملكون البصرة ، ألا يا ويل لفلسطين و ما يحل بها من الفتن في ذلك الزمان و جميع البلدان الغرب و الشرق و الجنوب و الشمال ألا و إنه تركب الناس بعضهم على بعض ، و تتواثب عليهم الحروب الدائمة و ذلك بما قدمت أيديهم و ما ربك بظلام لعبيد .


ثم أنه ( عليه السلام ) قال :
لا تفرحوا بالخلوع من ولد العباس فإنه أول علامة التغيير ألا و إني أعرف ملكوهم من هذا الوقت إلى ذلك الزمان .
فقام إليه رجل إسمه القعقاع من سادات العرب و قال له : يا أمير المؤمنين بين لنا أسماءهم ؟؟
فقال ( عليه السلام ) : أولهم الشامخ فهو الشيخ و السهم المارد ، و المثير العجاج ، و السفور ، و الفجور ، و المقتول بين الستور ، و صاحب الجيش العظيم ، و المشهور ببأسه و المحشور من بطن السباع ، و المقتول مع الحرم و الهارب إلى بلاد الروم ، و صاحب الفتنة الدهماء ، و المكبوب على رأسه بالسوق ، و الملاحق المؤتمن ، و الشيخ المكتوف الذي ينهزم إلى نينوى و في رجعته يقتل رجل من ولد العباس ، و مالك الأرض بمصر ، و ماحي الإسم ، و السباع الفتان ، و الدناح الأملح ، و الثاني الشيخ الكبير الأصلع الرأس ، و النفاض المرتعد و المدل بالفروسية و اللسين الهجين ، و الطويل العمر ، و الرضاع لأهله ، و المارق للزور ، و الأبرش الأثلم ، و بناء القصور ، و رميم الأمور ، و الشيخ الرهيج ، و المنتقل من بلد إلى بلد ، و الكافر المالك أرباب المسلمين ، و ضعيف البصر ، و قليل العمر ألا و أن من بعده تحل المصائب و كأني بالفتن و قد أقيلت من كل مكان كقطع الليل المظلم .

ثم قال ( عليه السلام ) : معاشر الناس لا تشكوا في قولي هذا فإني ما أدعيت و لا تكلمت زورا ً و لا أنبئكم إلا بما علمني رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و لقد أودعني ألف مسألة يتفرع من كل مسألة ألف باب من العلم و يتفرع من كل باب مائة ألف باب ، و إنما أحصيت لكم هذه لتعرفوا مواقيتها إذا وقعتم في الفتن مع قلة إعتصابكم فيا كثرة فتنكم ، و خبث زمانكم ، و خيانة حكامكم ، و ظلم قضاتكم ، و كلابة تجاركم ، و شحة ملوككم ، و فشي أسراركم ، و ما تنحل أجسامكم ، و تطول آمالكم ، و كثرة شكواكم ، و يا قلة معرفتكم ، و ذلة فقيركم ، و تكبر أغنياءكم ، و قلة رحماءكم ، إنا لله و إنا إليه راجعون من أهل ذلك الزمان تحل فيهم المصائب و لا يتعضون بالنوائب ، و لقد خالط الشيطان أبدانهم و ربح في ابدانهم و ولج في دمائهم و يوسوس لهم بالأفك حتى تركت الفتن الأمصار و يقول المؤمن المسكين المجب لنا إني من المستضعفين ، و خير الناس نفسه و الذي يسكن قريبا ً من بيت المقدس طالبا ً لثأر الأنبياء .

معاشر الناس لا يستوي الظالم و المظلوم ولا الجاهل و العالم و لا الحق و الباطل و لا العدل و الجور إلا و أن له شرايع معلومة غير مجهولة ولا يكون نبي إلا وله أهل بيت و لا يعيش أهل بيت نبي إلا و لهم أضداد يردون إطفاء نورهم و نحن أهل بيت نبيكم ، ألا و إن دعوكم إلى سبنا فسبونا و إن دعوكم إلى شتمنا فاشتمونا و إن دعوكم إلى لعننا فالعنونا و إن دعوكم إلى البراءة منا فلا تتبرؤا منا و مدوا أعناقكم للسيف و احفظوا يقينكم فإنه من تبرء منا بقلبه تبرء الله منه و رسوله إلا و أنه لا يلحقنا سبا ً و لا شتما ً و لا لعنا ً .
ثم قال ( عليه السلام ) : فيا ويل مساكين هذه الأمة و هم شيعتنا و محبينا و هم عند الناس كفار و عند الله أبرار ، و عند الناس كاذبين و عند الله صادقين ، و عند الناس ظالمين و عند الله مظلومين ، و عند الناس جائرين و عند الله عادلين ، و عند الناس خاسرين و عند الله رابحين فازوا و الله بالإيمان و خسر المنافقون و معاشر الناس ، إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون ، معاشر الناس كأني بطائفة منهم يقولون إن علي بن أبي طالب يعلم الغيب و هو الرب الذي يحيي الموتى و يميت الأحياء و هو على كل شيء قدير كذبوا و رب الكعبة . .

أيها الناس قولوا فينا ما شئتم و اجعلونا مربوبين إلا و إنكم ستختلفون و تتفرقون إلا و أن أول السنين إذا إنقضت سنة مائة و ثلاثة و ستون سنة فتوقعوا أول الفتن فإنها نازلة عليكم ثم يأتيكم في عقبها الدهماء تدهم الفتن فيها و الغزو تغزوا بأهلها ، و السقطاء تسقط الأولاد من بطون أمهاتهم ، و الكسحاء تكسح فيها الناس من القحط و المحن ، و الفتناء تفتن بها من اهل الأرض ، و النازحة تنزح بأهلها إلى الظلم ، و الغمراء تغمر فيها الظلم ، و المنفية تنفي منهم الإيمان ، و الكراء تكر عليهم الخيل من كل جهة ، و البرشاء يخرج فيها الأبرش من خراسان ، و السؤلا يخرج فيها ملك الجبال إلى جزائر البحر يقهرهم ثم يؤيدهم الله بالنصر عليه ، ثم تخرج بعد ذلك العرب و يخرج صاحب علم أسود على البصرة فتقصده الفتيان إلى الشام ، ثم العناء عنت الخيل بأعنتها في ديار البصرة ، و الطحناء الأقوات من كل مكان ، و الفاتنة تفتن أهل العراق ، و المرحاء تمرح الناس إلى اليمن ، و السكتاء تسكت الفتن بالشام ، و الحدراء إنحدرت الفتن إلى الجزيرة المعرفة " أوال " قبال البحرين ، و الطموح تطمح الفتن في خراسان ، و الجوراء جارت الفتن بأرض فارس ، و الهوجاء هاجت الفتن بأرض الخط ، و الطولاء طالت الخيل على الشام ، و المنزلة نزلت الفتن بأرض العراق ، و الطائرة تطايرت الفتن بأرض الروم ، و المتصلة إتصلت الفتن بأرض الروم ، و المحربة هاجت الأكراد من شهر زور ، و المرملة ارملت النساء من العراق ، و الكاسرة تكسرت الخيل على أهل الجزيرة ، و الناحرة نحرت الناس بالشام ، و الطامحة طمحت الفتنة بالبصرة ، و القتالة قتلت الناس على القنطرة براس العين ، و المقبلة أقبلت الفتنة إلى أرض اليمن و الحجاز ، و الصروخ مصرخة أهل العراق فلا تئمن لهم ، و المستمعة اسمعت أهل الإيمان في منامهم ، و الساحبة سحبت الخيل في القتل إلى أرض الجزيرة و الأكراد يقتل فيها رجل من ولد العباس على فراشه ، و الكرباء أماتت المؤمنين بكربهم و حسراتهم ، و الغامرة غمرة الناس بالقحط ، و السائلة سال النفاق في قلوبهم ، و الغرقاء تغرق أهل الخط ، و الحرباء نزل القحط بأرض الخط و هجر كل ناحية حتى أن السائل يدور و يسأل فلا أحد يعطيه و لا يرحمه أحد ، و الغالية تغلوا طائفة من شيعتي حتى يتخذوني ربا ً و إني بريء مما يقولون ، و المكثاء تمكث الناس فربما ينادي فيها الصارخ مرتين ألا و إن الملك في آل علي بن أبي طالب فيكون ذلك الصوت من جبرائيل ، و يصرخ إبليس لعنه الله ألا و إن الملك في آل أبي سفيان فعند ذلك يخرج السفياني فتتبعه مئة ألف رجل ثم ينزل بأرض العراق ما بين جلولاء و خانقين فيقتل فيها الفجفاج فيذبح كما يذبح الكبش ، ثم يخرج شعيب بن صالح من بين قصب و آجام ، فالعجب كل العجب ما بين جمادي و رجب مما يحل بأرض الجزائر و عندها يظهر المفقود من بين التل يكون صاحب النصر فيواقعه في ذلك اليوم ، ثم يظهر برأس العين رجل أصفر اللون على رأس القنطرة فيقتل عليها سبعين ألف صاحب محلا و ترجع الفتنة إلى العراق ، و تظهر فتنة شهر زور و هي الفتنة الصماء و الداهية العظمى و الطامة الدهماء المسماة " بالهلهم " .

قال الراوي فقامت جماعة و قالوا : يا أمير المؤمنين بين لنا أين يخرج هذا الأصفر ؟؟ و صف لنا صفته ؟؟

فقال ( عليه السلام ) : أصفه لكم .. مديد الظهر قصير الساقين سريع الغضب يواقع إثنتين و عشرين و قعة و هو شيخ كبير كردي بهي طويل العمر تدين له ملوك الروم خدودهم وطاء لهم على سلامة من دينه و حسن يقينه ، و علامة خروجه يخرب ذلك الوادي الشيخ صاحب السرداق المستولى على الثغور ثم يملك رقاب المسلمين و تضاف إليه رجال الزوراء و تقع الواقعة ببابل فيهلك فيها خلق كثير و يكون خسف كثير و تقع الفتنة بالزوراء ، و يصيح صائح إلحقوا بإخوانكم بشاطىء الفرات و تخرج أهل الزوراء كدبيب النمل فيقتل منهم خمسون ألف قتيل و تقع الهزيمة عليهم فيلحقون الجبال و يرجع باقيهم إلى الزوراء ثم يصيح صيحة ثانية فيخرجون فيقتل منهم كذلك فيصل الخبر إلى أرض الجزائر فيقولون إلحقوا بإخوانكم فيخرج منهم رجل أصفر اللون ، و يسير في عصابة إلى أرض الخط و تلحقه أهل هجر و أهل نجد ثم يدخلون البصرة فيتعلق به رجالها و لم يزل يدخل من بلد إلى بلد حتى يدخل مدينة حلب فتكون فيها وقعة عظيمة فيمكثون بها مائة ثم أنه يدخل الأصفر الجزيرة ، و يطلب الشام فيواقعه وقعة عظيمة خمسة و عشرين يوما ً و يقتل فيما بينهم خلق كثير و يصعد جيش العراق إلى بلاد الجبل ، و ينحدر الأصفر يطلب الكوفة فيبقى فيها فيأتي الخبر من الشام أنه قد قطع على الحاج فعند ذلك يمنع الحاج جانبه فلا يحج أحد من الشام و لا من مصر و يكون الحج من مصر ثم ينقطع بعد ذلك و يصرخ صارخ من بلد الروم أنه قد قتل الأصفر فيخرج الجيش إلى الروم في ألف سلطان و تحت كل سلطان مائة ألف سلطان مقاتل و صاحب سيف محلي و ينزلون بأرض أرجون قريب مدينة السودان ثم ينتهي إلى جيش المدينة الهالكة المعروفة بأم الثغور الذي نزلها سام بن نوح ، فتقع الواقعة على بابها فلا يرحل جيش الروم عنها حتى يخرج عليهم رجل من حيث لا يعلمون و معه جيش عظيم فيقتل منهم مقتلة عظيمة ، و ترجع الفتنة الى الزوراء فيقتل بعضهم بعضا ثم تنتهي الفتنة فلا يبقى غير خليقتين يهلكان في يوم واحد فيتقل أحدهما في الجانب الغربي و الآخر في الجانب الشرقي ، فيكون ذلك فيما يسمعونه أهل الطبقة السابعة ، فيكون في ذلك خسف كثير و كسوف واضح فلا ينهاهم ذلك عما يفعلون من المعاصي .

قال : فقام إليه ابن اليقظين و جماعة من وجوه أصحابه و قالوا : يا أمير المؤمنين إنك ذكرت لنا السفياني و الشامي و نريد أن تبين لنا أمره ؟؟

قال ( عليه السلام ) : ذكرت خروجه لكم آخر السنة الكائنة ... !
فقالوا : اشرحه لنا فإن قلوبنا قد ارتاعت حتى نكون على بصيرة من البيان !؟
فقال ( عليه السلام ) : علامة خروجه ثلاث رايات : راية من العرب فيا ويل لمصر و ما يحل بها منهم ، و راية من البحرين من جزيرة " أوال " من أرض فارس ، و راية من الشام فتدوم الفتنة بينهم ثم يخرج رجل من العباس فيقولون أهل العراق قد جاءكم قوم خفاف أصحاب أهواء مختلفة فتضطرب أهل الشام و فلسطين و يرجعون إلى رؤساء الشام و مصر ، فيقولون اطلبوا ولد الملك فيطلبوه ثم يوافقوه بغوطة دمشق بموضع يقال له صرتا فإذا حل بهم أخرج أخواله بني كلاب و بني دهانة و يكون له بالواد اليابس عدة عديدة فيقولون له : يا هذا ما يحل لك أن تضيع الإسلام أما ترى إلى الناس فيه من أهوال و فتن ، فأتق الله و أخرج لنصر دينك .
فيقول : أنا لست بصاحبكم .
فيقولون له : ألست من قريش و من أهل بيت الملك القائم أما تغتصب لأهل بيت نبيك و ما قد نزل بهم من الذل و الهوان منذ زمان طويل ، فإنك ما تخرج رغبا ً بالأموال و رغد العيش بل محاميا ً لدينك ، فلا يزال القوم يختلفون إليه واحدا ً بعد واحد فعندما يقول : اذهبوا إلى خلفاءكم الذين كنتم لهم هذه المدة ، ثم أنه يجيبهم و يخرج معهم يوم الجمعة فيصعد منبر دمشق ثم يخطب و يأمرهم بالجهاد و يبايعهم ( و يبايعونه ) على أنهم لا يخالفون أمره رضوه أم كرهوه ، ثم يخرج إلى الغوطة و لا يلج بها حتى تجتمع الناس إليه و يتلاحقون أهل الصفائر فيكون في خمسين ألف مقاتل ، فيبعث أخواله بني كلاب فيأتون له مثل السيل السايل فيبايعون عن ذلك رجال بربين يقاتلون رجال الملك ابن ( فلان) العباس فعند ذلك يخرج السفياني في عصائب أهل الشام فتختلف ثلاث رايات فراية الترك ، و ( راية ) العجم و هي سوداء ، و راية السفياني فيقتتلون ببطن الأزرقي قتالا ً شديدا ً فيقتل منهم ستون ألف ثم يغلبهم السفياني فيقتل منهم خلق كثير و يملك بطونهم حتى يقال فيه " و الله ما كان يقال عليه إلا كذبا ً " ، و الله إنهم لكاذبون و لا يعلمون ما تلقه أمة محمد منه ما قالوا ذلك حتى يسير فأول سيره إلى حمص و إن أهلها بأسوء حال ثم يعبر الفرات من باب مصر و ينزع الله من قلبه الرحمة و يسير إلى موضع يقال له قرية سبأ فيكون له بها وقعة عظيمة فلا تبقى بلد إلا و بلغهم خبره فيدخل من ذلك خوف و جزع فلا يدخل بلدا ً بعد بلد إلا واقع أهلها فأول وقعة يوقعها بحمص ثم يرجع إلى دمشق و قد دانت له الخلق ، فيجيش جيشا ً إلى المشرق فيقتل بالزوراء سبيعن ألفا ً و يبقر بطون ثلثمائة إمرأة حامل ، و يخرج الجيش إلى كوفانكم هذه فكم من باك و باكية فيقتل بها خلق كثير ، و أما جيش المدينة فإنه إذا توسط البيداء صاح به جبرائيل صيحة عظيمة فلا يبقى منهم أحد إلا و خسف الله به الأرض و يكون في إثر الجيش رجلان أحدهما بشير و الآخر نذير فينظرون إلى ما أنزل بهم فلا يرون إلا رؤوسا خارجة من الأرض فيقولان بما أصاب الجيش فيصيح بهما جبرائيل فيحول الله وجوهما إلى القهقري فيمضي أحدهما إلى المدينة و هو البشير فيبشرهم بما سلمهم الله تعالى و الآخر نذير فيرجع إلى السفياني و يخبره بما أصاب الجيش قال و عند جهينه الخبر الصحيح لأنهما من جهينه بشير و نذير فيهرب قوم من أولاد رسول الله و هم أشراف إلى بلد الروم فيقول السفياني لملك الروم : رد علي عبيدي فيردهم إليه فيضرب أعناقهم على درج الباب الشرقي لجامع دمشق فلا ينكر ذلك عليه أحد ألا و إن علامة ذلك تجديد الأسوار بالمدائن .

فقيل : يا أمير المؤنين إذكر لنا الأسوار ؟؟
فقال ( عليه السلام ) : تجديد الأسوار و العجوز و حران يبنى عليهما سوران ، و على واسط سور ، و البيضاء يبني عليها سور ، و الكوفة يبني عليها سوران ، و على شوشتر سور ، و على أرمينية سور ، و على الموصل سور ، و على همدان سور ، و على الرقة سور ، و على ديار يونس سور ، و على حمص سور ، و على ماردين سور ، و على الرقطاء سور ، و على الرهبة يور و على دير هند سور و على القلعة سور
.
معاشر الناس ألا أنه و إذا ظهر السفياني تكون له وقايع عظام فأول وقعة بحمص ثم بحلب ثم بالرقة ثم بقرية سبـأ ثم برأس العين ثم بنصيبين ثم بالموصل و هي وقعة عظيمة ثم تجتمع إلى الموصل رجال الزوراء و من ديار يونس إلى اللخمة و تكون وقعة عظيمة يقتل فيها سبعون ألفا ً و يجري على الموصل قتال شديد يحل بها ثم ينزل إلى السفياني و يقتل منهم ستين ألفا و إن فيها كنوز قارون و لها أحوال عظيمة بعد الخسف و القذف و المسخ و تكون أسرع ذهابا ً في الأرض من الوتد الجيد في أرض الرجف .

حتى قال ( عليه السلام ) : و لا يزال السفياني يقتل كل من إسمه محمد و علي حسن و حسين و فاطمة و جعفر و موسى و زينب و خديجة و رقية بغضا ً و حنقا ً لآل محمد ، ثم يبعث في جميع البلدان فيجمع له الأطفال و يغلي لهم الزيت فيقول له الأطفال : إن كان آباءنا عصوك فما ذنبنا نحن ؟؟!!!

فيأخذ كل من إسمه علي فيغليهم في الزيت ثم يسير إلى كوفانكم هذه فيدور فيها كما تدور الدوامة فيفعل بالرجال كما يفعل بالأطفال و يصلب على بابها كل من إسمه حسن و حسين ثم يسير إلى المدينة فينهبها في ثلاثة أيام و يقتل فيها خلق كثير و يصلب على مسجدها كل من إسمه حسن و حسين فعند ذلك يغلي دمائهم كما غلي دم يحيى بن زكريا فإذا رأى ذلك الأمر أيقن بالهلاك فيولى هاربا ً و يرجع منهزما ً إلى الشام فلا يرى في طريقه أحد يخالفه عليه فإذا دخل إلى بلده إعتكف على شرب الخمر و المعاصي و يأمر أصحابه بذلك ، فيخرج السفياني و بيده حربة و يأمره بالمرأة فيدفعها إلى بعض أصحابه فيقول له : إفجر بها وسط الطريق ؟؟!!
فيفعل بها ثم يبقر بطنها و يسقط الجنين من بطن أمه فلا يقدر أحد أن ينكر عليه ذلك ، فعندها تضطرب الملائكة في السموات و يأذن الله بخروج القائم من ذريتي و هو صاحب الزمان ثم يشيع خبره في كل مكان فينزل حينئذ جبرائيل على صخرة بيت المقدس فيصيح في أهل الدنيا : " قد جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " ثم إنه ( عليه السلام ) تنفس الصعداء و جعل يقول :
بني إذا ما جاشت الترك فإنتظر ... ولاية المهدي يقوم و يعدلُ
و ذل الملوك الظلم من آل هاشم ... و بويع منهم من يذل و يهزلُ
صبي من الصبيان لا رأي عنده ... و لا عنده حد و لا هو يعقلُ
و ثم يقوم القـــــائم الحق منكم ... و بالحق يأتيكم و بالحق يعملُ
سمي رســـول الله نفسي فداؤه ... فلا تخـــذلوه يا بني و عجلوا



ثم قال ( عليه السلام ) : فيقول جبرائيل في صيحة يا عباد الله إسمعوا ما أقول : " إن هذا مهدي آل محمد خارج من أرض مكة فأجيبوه " .


قال الراوي : فقام إليه الفضلاء و العلماء و وجوه أصحابه و قالوا : يا أمير المؤمنين صف لنا هذا المهدي فإنا قلوبنا اشتاقت إلى ذكره ؟؟!!


فقال ( عليه السلام ) : هو صاحب الوجه الأقمر و الجبين الأزهر و صاحب العلامة و الشامة العالم الغير معلم و المخبر بالكائنات قبل أن تعلم معاشر الناس ، ألا و إن الدين فينا قامت حدوده و أخذ علينا عهوده ألا و أن المهدي يطلب القصاص ممن لا يعرف حقنا و هو الشاهد بالحق و خليفة الله على خلقه إسمه كأسم جده رسول الله ابن الحسن بن علي من ولد فاطمة من ذرية الحسين ولدي ، فنحن الكرسي و أصل العلم و العمل فمحبينا هم الأخيار و ولايتنا فصل الخطاب و نحن حجة الحجاب ألا و إن المهدي أحسن الناس خلقا ً و خلقة ثم إذا قام تجمع إليه أصحابه على عدة أهل بدر و أصحاب طالوت و هم ثلثمائة عشر رجل كلهم ليوث قد خرجوا من غاباتهم مثل زبر الحديد لو أنهم هموا بإزالة الجبال الرواسي لأزالوها عن مواضعها فهم الذين وحدوا الله تعالى حق توحيده ، لهم بالليل أصوات كأصوات الثواكل حزنا ً من خشية الله تعالى قوام الليل صوام النهار كأنما آباءهم أب واحد و أم واحدة قلوبهم مجتمعة بالمحبة و النصيحة ألا و إني لأعرف أسماءهم و أمصارهم .
.
فقاموا إليه جماعة من أصحابه و قالوا : يا أمير المؤمنين نسألك بالله و بإبن عمك رسول الله أن تسميهم بأسمائهم و أمصارهم فلقد ذابت قلوبنا من كلامك ، فقال ( عليه السلام ) :

إسمعوا أبين لكم أسماء أنصار القائم إن أولهم من أهل البصرة و آخرهم من الأبدال فالذين من أهل البصرة رجلان إسم أحدهما علي و الآخر محارب ، و رجلان من قاشان عبد الله و عبيد الله ، و ثلاثة رجال من المهجمة محمد و عمر و مالك ، و رجل من السند عبد الرحمن ، و رجلان من حجر موسى و عباس ، و رجل من كورة إبراهيم ، و رجل من شيراز عبد الوهاب ، و ثلاثة رجال من ساوة أحمد و يحيى و فلاح ، و ثلاثة رجال من زين محمد و حسن و فهد ، و رجلان من جمير مالك وناصر ، و أربعة رجال من شيران و هم عبد الله و صالح و جعفر و إبراهيم ، و رجل من عقر أحمد ، و رجلان من المنصورية عبد الرحمن و ملاعب ، و أربعة رجال من سيراف خالد و مالك و حوقل و إبراهيم ، و رجلان من خونخ محروز و نوح ، و رجل من المثقة هارون ، و رجلان من الصين مقداد و هود ، و ثلاثة رجال من الهوقين عبد السلام و فارس و كليب ، و رجل من الزناط جعفر ، و ستة رجال من عمان محمد و صالح و داوود و هواشب و كوش و يونس ، و رجل من العارة مالك ، و رجلان من صنعاء يحيى و أحمد ، و رجل من كرمان عبدالله ، و أربعة رجال من الصفا جبرائيل و حمزة و يحيى و سميع ، و رجلان من عدن عون و موسى ، و رجل من لونجة كوثر ، و رجلان من صمد علي و صالح ، و ثلاثة رجال من الطائف علي و سبا و زكريا ، و رجل من هجر عبد القدوس ، و رجلان من الخط عزيز و مبارك ، و خمسة رجال من جزيرة " أوال " ( وهي البحرين ) عامر و جعفر و نصير و بكير و ليث ، و رجل من الكبش ( محمد ) فهد ، و رجل من المجد إبراهيم ، و أربعة رجال من مكة عمر و إبراهيم و محمد و عبد الله ، و عشرة من المدينة على أسماء أهل البيت علي و حمزة و جعفر و عباس و طاهر و حسن و حسين و قاسم و ابراهيم و محمد ، و أربعة رجال من الكوفة محمد و غياث و هود و عتاب ، و رجل من مرو حذيفة ، و رجلان من نيشابور علي و مهاجر ، و رجلان من سمرقند علي و مجاهد ، و ثلاثة رجال من كازرون عمر و معمر و يونس ، و رجلان من الأسوس شيبان و عبدالوهاب ، و رجلان من دستر أحمد و هلال ، و رجلان من الضيف عالم و سهيل ، و رجل من الطائف ( اليمن ) هلال ، و رجلان من مرقون بشر و شعيب ، و ثلاثة رجال من زرعة يوسف و داود و عبد الله ، و رجلان من عسكر مكرم الطيب و ميمون ، و رجل من واسط عقيل ، و ثلاثة رجال من الزوراء عبد المطلب و أحمد و عبد الله ، و رجلان من سامراء ( سر من رأى ) مراءي و عامر ، رجل من السهم جعفر ، و رجل من كرخا بغداد قاسم ، و رجلان من النوبة واصل و فاضل ، و ثمانية رجال من قزوين هارون و عبد الله و جعفر و صالح و عامر و ليث و علي و محمد ، و رجل من بلخ حسن ، و رجل من مراغة صدق ، و رجل من قم يعقوب ، و أربعة و عشرون من الطالقان و هم الذين ذكرهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله و سلم ) فقال : " إني أجد بالطالقان كنزا ً ليس من ذهب و لا فضة " ، فهم هؤلاء كنزهم الله فيها و هم صالح و جعفر و يحيى و هود و فالح و داوود و جميل و فضيل و عيسى و جابر و خالد و علوان و عبد الله و أيوب و ملاعب و عمر و عبد العزيز و لقمان و سعد و قبضة و مهاجر و عبدون و عبدالرحمن و علي ، و رجلان من سحار أبان و علي ، و رجلان من سرخس ناحية و حفص ، و رجل من الأنبار علوان ، و رجل من القادسية حصين ، و رجل من الدورق عبد الغفور ، و ستة رجال من الحبشة إبراهيم و عيسى و محمد و حمدان و احمد و سالم ، و رجلان من الموصل هارون و فهد ، و رجل من البلقان صادق ، و رجلان من نصيبين أحمد و علي ، و رجل من سنجار محمد ، و رجلان من خراسان نكية و مسنون ، و رجلان من أرمينية أحمد و حسين ، و رجل من أصفهان يونس ، و رجل من وهان حسين ، و رجل من الري مجمع ، و رجل من دينا شعيب ، و رجل من هراش نهروش ، و رجل من سلماس هارون ، و رجل من بلقيس محمد ، و رجل من الكرد عون ، و رجل من الحبش كثير ، و رجلان من الخلاط محمد و جعفر ، و رجل من شوبا عمير ، و رجلان من البيضا سعد و سعيد ، و ثلاثة رجال من الضيعة زيد و علي و موسى ، و رجل من الأوس محمد ، و رجل من الأنطاكية عبد الرحمن ، و رجلان من حلب صبيح و محمد ، و رجل من حمص جعفر ، و رجلان من دمشق داود و عبد الرحمن ، و رجلان من الرملية طليق و موسى ، و ثلاث رجال من بيت المقدس بشر و داوود و عمران ، و خمسة رجال من عسقلان محمد و يوسف و عمر و فهد و هارون ، و رجل من عنزة عمير ، و رجلان من عكة مروان و سعد ، و رجل من عرفة فرخ ، و رجل من الطبرية فليح ، و رجل من البلسان عبد الوارث ، و أربعة رجال من الفسطاط من مدينة فرعون أحمد و عبد الله و يونس و ظاهر ، و رجل من بالس نصير ، و أربعة رجال من الإسكندرية حسن و محسن و شبيل و شيبان ، و خمسة رجال من جبل اللكام عبد الله و عبيد الله و بحر و طالوت ، و ثلاثة رجال من السادة صليب و سعدان و شبيب ، و رجلان من الإفرنج علي و أحمد ، و رجلان من اليمامة ظافر و جميل ، و أربعة عشر رجل من المعادة سويد و أحمد و محمد و حسن و يعقوب و حسين و عبدالله و عبد القديم و نعيم و علي و حيان و تغلب و كثير ، و رجل من ماطلة معشر ، و عشرة رجال من عبادان حمزة و شيبان و قاسم و جعفر و عمر و عامر و عبد المهيمن و عبد الوارث و محمد و أحمد ، و أربعة عشر رجل من اليمن جبير و حويش و مالك و كعب و أحمد و شيبان و عامر و عمار و فهد و عاصم و حجرش و كلثوم و جابر و محمد ، و رجلان من بدو مصر عجلان و دراج ، و ثلاثة رجال من بدو اعقيل منبة و ضابط و عريان ، و رجل من بدو أغير عمرو ، و رجل من بدو شيبان نهراش ، و رجل من تميم ريان ، و رجل من بدو قسين جابر ، و رجل من بدو كلاب مطر ، و ثلاثة رجال من موالي أهل البيت عبد الله و مخنف و براك ، و أربعة رجال من موالي الأنبياء صباح و صياح وميمون و هود ، و رجلان مملوكان عبدالله و ناصح ، و رجلان من الحلة محمد و علي ، و ثلاثة رجال من كربلاء حسين و حسين و حسن ، و رجلان من النجف جعفر و محمد و ستة رجال من الأبدال كلهم أسماءهم عبد الله
فقال علي ( عليه السلام ) : إنهم هؤلاء يجتمعون كلهم من مطلع الشمس و مغربها و سهلها و جبلها يجمعهم الله تعالى في أقل من نصف ليلة فيأتون إلى مكة فلا يعرفونهم أهل مكة فيقولون كبستنا أصحاب السفياني فإذا تجلى لهم الصبح يرونهم طائفين و قائمين و مصلين فينكرونهم أهل مكة .

ثم إنهم يمضون إلى المهدي و هو مختف تحت المنارة ، فيقولون له : أنت المهدي ؟؟
فيقول لهم : نعم يا أنصاري ثم أنه يخفي نفسه عنهم لينظرهم كيف هم في طاعته !! ، فيمضي إلى المدينة فيخبرونهم أنه لاحق بقبر جده رسول الله فيلحقونه بالمدينة فإذا أحس بهم يرجع إلى مكة فلا يزالون على ذلك ثلاثا ًثم يتراءى لهم بعد ذلك في بين الصفا و المروة فيقول : إني لست قاطعا ً أمرا ً حتى تبايعوني على ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيرون منها شيئا و لكم علي ثمان خصال ؟
فقالوا : سمعنا و أطعنا فاذكر لنا ما أنت بذاكره يا ابن رسول الله ؟

فيخرج الى الصفا فيخرجون معه فيقول : أبايعكم على أن لا تولون دابرا ً ، و لا تسرقون و لا تزنون و لا تفعلون محرما ً ، و لا تأتون فاحشة و لا تضربون أحدا ً إلا بحق ، و لا تكنزون ذهبا ً ولا فضة و لا برا ً و شعيرا ً ، و لا تخربون مسجدا ً و لا تشهدون زورا ً و لا تقبحون على مؤمن ، و لا تأكلون ربا ،وأن تصبروا على الضراء و لا تلعنون موحدا ً و لا تشربون مسكرا ً، و لا تلبسون الذهب و لا الحرير و لا الديباج و لا تتبعون هزيما ً و لا تسفكون دما ً حراما ً و تغدرون بمسلم ، ولا تبقون على كافر و لا منافق و لا تلبسون الخز من الثياب ، و تتوسدون التراب و تكرهون الفاحشة و تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر فإذا فعلتم ذلك فلكم علي أن لا أتخذ صباحا ً سواكم و لا ألبس إلا مثل ما تلبسون و لا آكل إلا مثل ما تركبون و لا أركب إلا كما تركبون و لا أكون إلا حيث تكونون و أمشي حيث ما تمشون و أرضي بالقليل و املأ الأرض قسطا ً و عدلا ًكما ملئت ظلما ً و جورا ً ، و نعبد الله حق عبادته و أوفوا لي .

فقالوا : رضينا و بايعناك على ذلك فيصافحهم رجلا رجلا .

ثم أنه بعد ذلك يظهر بين الناس فتخضع له العباد و تنقاد له البلاد و يكون الخضر ربيب دولته و أهل همدان وزرائه و خولان جنوده و حمير أعوانه و مضر قواده و يكثر لله جمعه و يشتد ظهره .

ثم يسير بالجيوش حتى يصير إلى العراق و الناس خلفه و أمامه و على مقدمته رجل إسمه عقيل و على ساقته رجل إسمه الحارث ، فيلحقه رجل من أولاد الحسن في اثني عشر ألف فارس ، و يقول ( له ) : يا ابن العم أنا أحق منك بهذا الأمر لأني من ولد الحسن و هو أكبر من الحسين !!
فيقول المهدي ( عليه السلام ) : إني أنا المهدي .
فيقول له : هل عندك آية أو معجزة أو علامة ؟؟
فينظر المهدي إلى طير في الهواء فيؤمي إليه فيسقط في كفه فينطق بقدرة الله تعالى و يشهد له بالإمامة ، ثم يغرس قضيبا ً يابسا ً في بقعة من الأرض ليس فيها ماء فيخضر و يورق ، و يأخذ جلمودا ً كان في الأرض من الصخر فيفركه بيده و يعجنه مثل الشمع .
فيقول الحسني : الأمر لك ، فيسلم له جنوده ، و يكون على مقدمته رجل إسمه كأسمه ثم يسير حتى يفتح خراسان ثم يرجع إلى مدينة رسول الله فيسمع بخبره جميع الناس فتطيعه أهل اليمن و أهل الحجاز و تخالفه ثقيف .

ثم إنه يسير إلى الشام إلى حرب السفياني فتقع صيحة بالشام ألا و إن الأعراب أعراب الحجاز قد أخرجت إليكم فيقول السفياني لأصحابه : ما تقولون في هؤلاء ؟؟
فيقولون : نحن أصحاب حرب و نبل و عدة و سلاح ، ثم إنهم يشجعونه و هو عالم بما يراد به .

قال الراوي : فقامت جماعة من أهل الكوفة و قالوا : يا أمير المؤمنين .. ما إسم هذا السفياني ؟؟
فقال ( عليه السلام ) : إسمه ( فلان ) ابن عنبسة بن مرة بن كليب بن ساهمة بن زيد بن عثمان بن خالد و هو من نسل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ملعون في السماء و الأرض أشر خلق الله تعالى و ألعنهم جدا ً و أكثرهم ظلما ً ، ثم أنه يخرج بجيشه و رجاله و خيله في مائتي ألف مقاتل فيسير حتى ينزل الحيرة ثم إن المهدي ( عليه السلام ) يقدم بخيله و رجاله و جيشه و كتائبه ، جبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله و النصر بين يديه و الناس يلحقونه في جميع الأفاق حتى يأتي أول الحيرة قريبا ً من السفياني و يغضب لغضب الله سائرا ً من خلقه حتى الطيور من السماء ترميهم بأجنحتها و إن الجبال ترميهم بصخورها و يجري بين السفياني و بين المهدي ( عليه السلام ) حرب عظيم حتى يهلك جميع عسكر السفياني فيهزم و معه شرذمة قليلة من أصحابه فيلحقه رجل من أنصار القائم إسمه ( صياح) و معه جيش فيستأ سره فيأتي به إلى المهدي ( عليه السلام ) و هو يصلي العشاء الآخرة فيخفف صلاته ، فيقول السفياني : يا ابن العم أستبقني أكون لك عونا ً ؟!!
فيقول لأصحابه : ما تقولون فيما يقول فإني آليت على نفسي لا أفعل شيئا ً حتى ترضوه ؟؟
فيقولون : و الله ما نرضى حتى نقتله لأنه سفك الدماء التي حرم الله سفكها و أنت تريد أن تمن عليه بالحياة ؟!!
فيقول لهم المهدي ( عليه السلام ) : شأنكم و إياه ، فيأخذه جماعة منهم فيضجعونه على شاطئ الهجير تحت شجرة مدلاة بأغصانها فيذبحونه كما يذبح الكبش و يعجل الله عز وجل بروحه إلى النار .

ثم قال علي ( عليه السلام ) : فيتصل خبره إلى بني كلاب إن ( فلان ) بن عنبسة قتله رجل من ولد علي بن أبي طالب فيرجعون بني كلاب إلى رجل من أولاد ملك الروم فيبايعونه على قتال المهدي و الأخذ بثار ( فلان ) بن عنبسة فتضم إليه بنو ثقيف ، فيخرج ملك الروم في ألف سلطان و تحت كل سلطان ألف مقاتل فينزل على بلد من بلدان القائم تسمى ( طرشوش) فينهب أموالهم و أنعامهم و حريمهم و يقتلون رجالهم و ينقض حجارتها حجرا ً على حجر كأني بالنساء و هن مردفات على ظهور الخيل خلف العلوج خيلهن تلوح في الشمس و القمر فينتهي الخبر إلى القائم فيسير إلى ملك الروم في جيوشه فيوقعه في أسفل الرقة بعشر فراسخ فتصبح بها الوقعة حتى يتغير ماء الشط بالدم و ينتن جانبها بالجيف الشديدة فينهزم ملك الروم إلى أنطاكية فيتبعه المهدي إلى فئة العباس تحت القطوار فيبعث ملك الروم إلى المهدي و يؤدي له الخراج ، فيجيبه إلى ذلك على أن لا يروح من بلد الروم و لا يبقى أسير عنده إلا أخرجه إلى أهله فيفعل ذلك و يبقى تحت الطاعة ، ثم إن المهدي يسير إلى حي بني كلاب من جانب البحيرة حتى ينتهي إلى دمشق و يرسل جيشا ً إلى أحياء بني كلاب و يسبي نساؤهم و يقتل أغلب رجالهم فيأتون بالأسارى فيؤمنون به فيبايعونه على درج دمشق بمسمومات البخس و النقض .

ثم أن المهدي يسير هو و من معه من المؤمنين بعد قتل السفياني فينزلون على بلد من بلاد الروم فيقولون : لا إله إلا الله ... محمد رسول الله ، فيتساقط حيطانها ثم إن المهدي ( عليه السلام ) يسير هو و من معه فينزل القسطنطينية في محل ملك الروم فيخرج منها ثلاث كنوز كنز من الجواهر و كنز من الذهب و كنز من الفضة ثم يقسم المال على عساكره بالقفا فير .
.
ثم إن المهدي يسير حتى ينزل أرمينية الكبرى فإذا رأوه أهل أرمينية أنزلوا له راهبا ً من رهبانهم كثير العلم ، فيقولون : إنظر ماذا يريدون هؤلاء ؟؟
فإذا أشرف الراهب على المهدي ( عليه السلام ) ، يقول الراهب : أ أنت المهدي ؟؟
فيقول ( عليه السلام ) : نعم أنا المذكور في إنجيلكم أنا أخرج في آخر الزمان .
فيسأله الراهب عن مسائل كثيرة فيجيبه عنها فيسلم الراهب و يمتنع أهل أرمينية فيدخلونها أصحاب المهدي ( عليه السلام ) فيقتلون فيها خمسمائة مقاتل من النصارى ثم يعلق مدينتهم بين السماء و الأرض بقدرة الله تعالى ، فينظر الملك و من معه إلى مدينتهم و هي معلقة عليهم و هو يومئذ خارج عنها بجميع جنوده إلى قتال المهدي ( عليه السلام ) ، فإذا نظر إلى ذلك ينهزم و يقول لأصحابه خذوا لكم مهربا ً فيهرب أولهم و آخرهم فيخرج عليهم أسد عظيم فيزعق في وجوههم فيلقون ما في أيديهم من السلاح و المال و يتبعهم جنود المهدي ( عليه السلام ) .

ثم إن المهدي ( عليه السلام ) سار إلى بيت المقدس و استخرج تابوت السكينة و خاتم سليمان بن داوود و الألواح التي نزلت على موسى ثم يسير المهدي ( عليه السلام ) إلى مدينة الزنج الكبرى وفيها ألف سوق و في كل سوق ألف دكان فيفتحها ثم يأتي إلى مدينة يقال لها " قاطع " و هي على البحر الأخضر المحيط بالدنيا و طول المدينة ألف ميل و عرضها ألف ميل فيكبرون عليها ثلاث تكبيرات فتتساقط حيطانها و نتقطع جدرانها فيقتلون مائة ألف مقاتل و يقيم المهدي ( عليه السلام ) فيها سبع سنين فيبلغ منهم رجل من تلك المدينة مثل ما أخذوه من الروم عشر مرات ثم يخرج منها و معه مائة ألف موكب و كل موكب يزيد على خمسين مقاتل فينزل على ساحل فلسطين بين عكة و سور غزة و عسقلان ، فيأتيه خبر الأعور الدجال بأنه قد أهلك الحرث و النسل و ذلك إن الدجال يخرج من بلدة يقال لها ( يهودا ) و هي قرية من قرى أصفهان و هي بلدة من بلدان الأكاسرة له عين واحدة في جبهته كأنها الكوكب الزاهر راكب على حمار خطوته مد البصر و طوله سبعون ذراعا ً و يمشي على الماء مثل ما يمشي على الأرض ينادي بصوته يبلغ ما شاء الله " إلي إلي يا معاشر أوليائي فأنا ربكم الأعلى الذي خلق فسوى و الذي قدر فهدى و الذي أخرج المرعى " فتتبعه يومئذ أولاد الزنا و أسوأ الناس من أولاد اليهود و النصارى و تجتمع معه ألوف كثيرة لا يحصى عددهم إلا الله تعالى ثم يسير و بين يديه جبلان جبل من اللحم و جبل من الخبز الثريد فيكون خروجه في زمان قحط شديد ثم يسير الجبلان بين يديه و لا ينقص منه شيء فيعطي كل من أقر بالربوبية .


فقال علي ( عليه السلام ) : معاشر الناس ألا و أنه كذاب و ملعون ألا فأعلموا إن ربكم ليس بأعور ولا يأكل الطعام و لا يشرب الشراب و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شيء قدير .

قال الراوي : فقام إليه أشراف أهل الكوفة ، و قالوا له : يا مولانا و ما بعد ذلك ؟؟

قال ( عليه السلام ) : ثم إن المهدي ( عليه السلام ) يرجع إلى بيت المقدس فيصلي بالناس أياما ً فإذا كان يوم الجمعة و قد أقيمت الصلاة ينزل عيسى بن مريم ( عليه السلام ) في تلك الساعة من السماء عليه ثوبان أحمران و كأنما يقطر من رأسه الدهن و هو رجل صبيح المنظر و الوجه أشبه الخلق بأبيكم إبراهيم فيأتي المهدي ( عليه السلام ) و يصافحه و يبشره بالنصر فعند ذلك يقول له المهدي : تقدم يا روح الله و صل بالناس !!

فيقول عيسى : بل الصلاة لك يا بن بنت رسول الله ، فعند ذلك يؤذن عيسى و يصلي خلف المهدي ( عليه السلام ) ، فعند ذلك يجعل عيسى خليفة له على قتال الأعور الدجال ثم يخرج أميرا ً على جيش المهدي ( عليه السلام ) و أن الدجال قد أهلك الحرث و النسل و صاح على أغلب أهل الدنيا و يدعو الناس لنفسه بالربوبية فمن أطاعه أنعم عليه و من أبى قتله و قد وطأ الأرض كلها إلا مكة و المدينة و بيت المقدس ، و قد أطاعه جميع أولاد الزنا من مشارق الأرض و مغاربها ثم يتوجه إلى الحجاز فيلحقه عيسى على عقبة هرشا فيزعق عليه عيسى زعقة و يتبعها بضربة فيذوب الدجال كما يذوب الرصاص و النحاس في النار ثم إن جيش المهدي ( عليه السلام ) يقتلون جيش أعور الدجال في مدة أربعين يوما ً من طلوع الشمس إلى غروبها ثم يطهرون الأرض و مغاربها ، و يفتحها ( عليه السلام ) من جابرقا إلى جابرصا و يستتم أمره و يعدل بين الناس حتى ترعى الشاة مع الذئب في موضع واحد و تلعب الصبيان بالحية و العقرب و لا يضرهم و يذهب الشر و يبقى الخير و يزرع الرجل الشعير و الحنطة فيخرج من كل حبة مائة كما قال الله تعالى (( في كل سنبلة مائة حبة و الله يضاعف لمن يشاء )) و يرتفع الزنا و الربا و شرب الخمر و الغناء و لا يعمله أحد إلا و قتله المهدي (عليه السلام ) و كذا تارك الصلاة و يعتكفون الناس على العبادة و الطاعة و الخشوع والديانة و كذا تطول الأعمار و تحمل الأشجار الأثمار في كل سنة مرتين و لا يبقى أحد من أعداء آل محمد إلا و هلك .


قال الراوي : ثم أنه ( عليه السلام ) تلا قوله تعالى (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ً و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى إن أقيموا الدين و لا تفرقوا فيه كبر المشركين )) .
ثم قال : إن المهدي ( عليه السلام ) يفرق أصحابه و هم الذين عاهدوه في أول خروجه فيوجههم إلى جميع البلدان و يأمرهم بالعدل و الإحسان و كل رجل منهم يحكم على إقليم من الأرض و يعمرون جميع مدائن الدنيا بالعدل و الإحسان ثم إن المهدي ( عليه السلام ) يعيش أربعين سنة في الحكم حتى يطهر الأرض من الدنس .
.
قال الراوي : فقامت إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) السادات من أولاد الأكابر و قالوا له : و ما بعد ذلك يا أمير المؤمنين ؟؟
قال ( عليه السلام ) : بعد يموت المهدي و يدفنه عيسى بن مريم في المدينة بقرب قبر جده رسول الله يقبض الملك روحه بين الحرمين و كذلك يموت عيسى و يموت أبو محمد الخضر و يموت جميع أنصار المهدي و وزرائه و تبقى الدنيا إلى حيث ما كانوا عليه من الجهالات و الضلالات و ترجع الناس إلى الكفر فعند ذلك يبدأ الله تعالى بخراب المدن و البلدان فأما المؤتفكة فيطمى عليها الفرات ، و أما الزوراء فتخرب من الوقايع و الفتن ، و أما واسط فيطمى عليها الماء ، و أذربيجان يهلك أهلها بالطاعون ، و أما الموصل فتهلك أهلها من الجوع و الغلاء ، و أما الهرات يخربها المصري ، و أما القرية تخرب من الرياح ، و أما حلب تخرب من الصواعق و تخرب أنطاكية من الجوع و الغلاء و الخوف ، و تخرب الصعالية من الحوادث و تخرب الخط من القتل و النهب و تخرب دمشق من شدة القتل و تخرب حمص من الجوع و الغلاء و أما بيت المقدس فأنه محفوظ إلى يأجوج و مأجوج لأن بيت المقدس فيه آثار الأنبياء و تخرب مدينة رسول الله من كثرة الحروب و تخرب الهجر بالرياح و الرمل و تخرب جزيرة أوال من البحرين و تخرب قيس بالسيوف و تخرب الكبش بالجوع ، ثم يخرج يأجوج و مأجوج و هم صنفان الصنف الأول طول أحدهم ذراع و عرضه ذراع يفترش أحدهم أذنيه و يلتحف بالأخرى و هم أكثر عددا ً من النجوم ، فيسيحون في الأرض فلا يمرون بنهر إلا و شربوه ولا جبل إلا لحسوه و لا وردوا على شط إلا نشفوه ثم بعد ذلك تخرج دابة من الأرض لها رأس كرأس الفيل و لها و بر و وصوف و شعر و ريش من كل لون و معها عصى موسى و خاتم سليمان فتنكت وجه المؤمن بالعصا فتجعله أبيض ، و تنكت وجه الكافر بالخاتم فتجعله اسود و يبقى المؤمن مؤمنا ً و الكافر كافرا ً ثم ترفع بعد ذلك التوبة فلا تنفع نفس إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ً .

قال الراوي : فقامت إليه أشراف العراق و قالوا له يا مولانا يا أمير المؤمنين فديناك بالأباء و الأمهات بين لنا كيف تقوم الساعة و أخبرنا بدلالاتها و علاماتها ؟؟‍‍

فقال ( عليه السلام ) : من علامات الساعة يظهر صائح في السماء و نجم له ذنب في كل ناحية من المغرب و يظهر كوكبا ً في السماء من المشرق ثم يظهر خيط ابيض في وسط السماء و ينزل من السماء عمود من نور ثم ينخسف القمر ثم تطلع الشمس من المغرب فيحرق حرها شجر البراري و الجبال ثم تظهر من السماء فتحرق أعداء آل محمد حتى تشوي وجوههم و أبدانهم ثم يظهر كف بلا زند و فيها قلم يكتب في الهواء و الناس يسمعون صرير القلم و هو يقول (( و اقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا )) ، فتخرج يومئذ الشمس و القمر و هما منكسفتا النور فتأخذ الناس الصيحة التاجر في بيعه و المسافر في متاعه و الناسج في نسجه و المرأة في غزلها ، و إذا كان الرجل بيده فلا يقدر بأكلها ، و يطلع الشمس و القمر و هما اسودا اللون و قد وقع في زوال ( زلزال) و خوفا ً من الله تعالى و هما يقولان إلهنا و خالقنا و سيدنا لا تعذبنا بعذاب عبادك المشركين و أنت تعلم طاعتنا و الجهود فينا و سرعتنا لمضي أمرك و أنت علام الغيوب ، فيقول الله تعالى ( صدقتما و لكني قضيت في نفسي إني أبدأ و أعيد و إني خلقتكما من نور عزتي ) ، فيرجعان إليه فيبرق كل واحد منهما برقة تكاد تخطف الأبصار و يختلطان بنور العرش فينفخ في الصور فصعق من في السموات و من في الأرض إلا ما شاء الله تعالى ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم فيما ينظروا ، فإنا لله و إنا إليه راجعون .


قال الراوي : فبكى علي ( عليه السلام ) بكاءا ً شديدا ً حتى بل لحيته بالدموع ثم انحدر عن المنبر و قد أشرف الناس على الهلاك من هول ما سمعوه !!!!!!

قال الراوي : فتفرق الناس إلى منازلهم و بلدانهم و أوطانهم و هم متعجبون من كثرة فهمه و غزارة علمه و قد إختلفوا في معناه إختلافا ً عظيما !!