يدور الحديث مرارًا وتكرارًا عن احترام الكبير، والإحسان إلى الوالدين وبرهما وحسن معاملتهما،
كواجب دينى وإنسانى وأخلاقى، نعرف جيدًا ماهيته،
ولكن نادرًا ما نجد من يتحدث عن أهمية احترام الوالدين للابن،
وتقول خبيرة التطوير النفسى والاجتماعى هبة سامى "يغفل الكثيرون عن مفهوم عقوق الابن ويكونون سببا فى تدمير شخصيتهم،
حين يقولون لهم أى شىء دون أى اعتبار لمشاعر وتكوين الطفل النفسى، أو حين يقومون سلوك الطفل ويعلمونه بطريقة خاطئة كالتعنيف أو الإيذاء الجسدى والنفسى، فيكونوا سببًا فى التدمير لا التقويم".
وتضيف "العقوق ليس قاصرًا على الأبناء فقط، بل هناك أيضًا آباء يعقون أبناءهم بداية من اختيار الشريك المناسب وصولاً إلى طريقة تربيته وتهذيبه،
وتشكيل شخصيته وطباعه، بل قد يعق الأبناء بسبب عقوق الآباء".
وتحذر من أن "طريقة تعامل الوالدين هى التى تجعل من الطفل شخصية مهذبة رحيمة القلب والطباع ومبدعة، وإما تجعله قاسيًا عديم الثقة بنفسه، وتقتل إبداعه".
وتتابع "علينا أن نضع فى اعتبارنا دائمًا أن الطفل مهما صغر سنه يستقبل كل شىء ويفهمه جيدًا، وهو كـ"الإسفنجة" يتشرب كل شىء من المحيطين به، فالطفل يكون مرآة لهم ولسلوكهم ومعاملتهم وما ينقلونه له من خبرات".
وتؤكد خبيرة التطوير النفسى أنه من حقوق الطفل على والديه، احترامهم له أن يجتاز دورة فى إدارة الحياة الزوجية والتربية حتى قبل أن يولد،
لينشأ فى بيئة صحيحة، وعليهم معاملته باحترام، والحديث عنه باحترام، ودعم إيجابياته أمام الآخرين، وعدم إحراجه أو الشكوى منه والتقليل منه فى وجود الآخرين، حتى لا يقلل ذلك من ثقته بنفسه".
وتضيف "احترام الأبوين بعضهما البعض أمامه أيضًا من احترام الابن، وكذلك الاهتمام بكل ما ينمى قدراته الإبداعية ومساعدته فى تنمية مواهبه،
وتشجيعه والاستماع إليه ومناقشته مهما بدا الموضوع لنا تافهًا، وحين نرفض له طلبًا أو فكرة يجب أن نناقشه فى أسباب الرفض حتى يقتنع بأسلوب محبب، كذلك علينا معرفة زملائه ومعاملته أمامهم بأسلوب مميز، ونحرص كل الحرص ألا نوبخه أمامهم مهما حدث".
وتشير إلى أنه "حين ندعمه بكلمات إيجابية يجب أن نختارها بعناية بحيث تحفز قدراته لا غروره".