الأبراج أو علم التنجيم (كما يحلو للبعض تسميتها) ــ والتي هي فكرة من أصل بابلي قديم جدا ــ قائمة على فكرة أن صفات الإنسان وسلوكه وطريقة تفكيره تتأثر بالموقع النسبي لمجموعة من الأجرام السماوية وقت ولادته. فمثلا المواليد في الفترة بين 23 يوليو و 22 أغسطس يسمون بمواليد برج الأسد، و يتميزون بحب التسلط وأنهم ذوو شخصية فذة.. إلخ. أما مواليد برج الثور (21 أبريل ــ 20 مايو) فهم ثروة جاذبة للغير أوفياء و معاندون و .. و.. إلخ.
نعم، لسنا جميعا نصدق صفات الأبراج ــ رغم أنها قد لا تخلو من توقعات مصيبة أحيانا ــ لكن أهم التساؤلات التي طرحت حولها هي: لو صدقنا أن هناك بالفعل تأثيرا لتلك الأجرام يلازم الإنسان منذ وقت ولادته.. مانوع ذلك التأثير؟ القوى الطبيعية مستبعدة تماما، فهل هناك تأثير خارق للطبيعة؟ لكي نعرف الإجابة على هذا التساؤل نحن بحاجة أولا لمعرفة مدى صحة التوقعات حول شخصية الإنسان حسبما تقول به الأبراج.
في دراسة أجريت قام بها باحثون شملت أكثر من 2000 شخص، لا يزيد التباين في أعمارهم على بضعة أيام، وتم التحقيق في ما يزيد على الـ 100 صفة، من ضمنها المهنة، مستوى القلق، الذكاء، العدائية، القدرات الفنية والرياضية، المستوى في الرياضيات والقراءة. النتيجة كانت سلبية، أي فشل في كشف أي دليل على وجود تشابه في العينة المختبرة. وفي دراسات أخرى عما إذا كان مواليد برج الميزان فنانين أكثر من غيرهم أو مواليد الحمل يتميزون بالحكمة عن غيرهم أو إنسان برج العذراء ناجح من الناحية المالية. نتائج جميع هذه الدراسات أظهرت ــ مرة أخرى ــ عدم وجود فرق إحصائي يدعم تلك الادعاءات..
إذن، لايوجد دليل علمي أو إحصائي واحد يؤيد فكرة الأبراج وادعاءاتها، فهل تستحق أن نتخلص منها؟ البعض يرى أن رغم عدم جديتها إلا أنها غير ضارة، بل مسلية في بعض الأحيان. لكن هناك الكثير من يجزم بصحتها لأن عددا من صفات برجه تتطابق مع صفاته، و صفات صديقه كذلك تشبه كثيرا صفات برجه، مع أنه لو تمعن قليلا في صفات برج صديقه، أو ربما أي برج آخر، سيجد أن هناك أيضا صفات كثيرة تنطبق عليه هو كذلك. المهم هو أن تلك الأجرام السماوية بريئة من أي تأثير على أي صفة من صفات الإنسان وحتى الحيوان.