قبل الحافة
ذاهب إلى هناك ..
..
هذا ما أفعله - أحيانا - أكتب أسماء أصدقائي الأربعة
على ورقة أمامي وأتحدث إليهم ..
أحدثهم عن حياة أعبرها حينا وتعبرني أحيانا أخرى ,,
أحدثهم عن الوجد والجنون ، وتخيل ما لايعقل ..
أحدثهم عن الآخر وآخر غير الآخر ..
أصارحهم بما فعلته في يومي كله ,,
وإن كان الوقت صباحا .. أخبرتهم بما أرتكبته في أحلامي من آثام ..
أصدقائي يعرفونني جيدا ..
يثـقون فيّ وأنا أقابلهم بالمثل .. فما بيننا جدير بهذه العلاقة القوية ..
الأول من اصدقائي
( المرآة)
هي صديقتي المقربة جدا (My close friend )
وأعتبرها أفضل أصدقائي على الاطلاق .. لم تكذب عليّ يوما ،
ولم تحاول ذلك أبدا .. اعترافاتي أمامها لا تنتهي ..
تواطأنا أنا وهي على أن نتحدث بكل الحب ، وبكل صراحة وجرأة ..
مرآتي لم يسبق لها أن توانت يوما في الحديث إليّ عن أخطائي ،
وكلما هممت بتصرف ما ، استـشرتها ،
هي الأقرب إلي في كل حين ،
وهي الوحيدة التي حدثـتها عن كل نجاحاتي ، وشاركتـني كل خيباتي ..
مرآتي تظن أنني الأقدر على فهم نفسي ،
أو لنقل
أنها مررت لي هذا الفهم ، فاعتـقدته في داخلي ، ولم أتـنازل عنه .
كثيرا ما قلت لها ( شكرا لوجودك في حياتي ) ..
أتمنى أن لا يأتي قارئ من اي مكان فيقرأ مرآتي ( مراااتي)---> أنكت
أما الثاني من أصدقائي فهو
( الخوف ) ..
كم أحب هذا المدعو ( الخوف) ..
لقد علمني هذا الصديق كيف أحافظ على الذين أحبهم بكل ما أملك ..
كيف أغفر لهم ..
كيف أعبر عن حبي لهم كل وقت ..
لقد علمني أنه ربما يأتي وقت لا يمكننا فيه التعبـير عن ذلك !!
هذا الصديق .. لم يـتآمر عليّ يوما ، ولم يغب عني يوما ..
من شدة قربه مني أظنه أصبح يدا ثالثة ..
أربت بها على قلبي كل حين ليكون في يقظة لا تـنـتهي .
كثيرا ما أقول له ( شكرا لوجودك في حياتي ).
ثالث أصدقائي
( كمبيوتري المحمول )
فهو رفيقي اليومي .. نـتـشارك أنا وإياه السيارة والسرير ،
والمكتب ،والأرض ، والشاطئ ، ومقاعد الأرصفة ..الحل والترحال ،
ياله من صديق .. كم يحمل من أسراري .. !!
لم أبصر أصدق منه في التعامل ، خفيف على قلبي ويدي ،
لم أحتج إليه ، في ليل أو نهار وتخلى عني ..
لطالما عانى من تعجلي ، ولطالما تحمل قسوتي ،
إلا أنني أحسبه في عداد الصابرين ،
ولا أحسبني إلا في عداد الشاكرين فـ ( شكرا لوجوده في حياتي ) .
أما صديقي الرابع فهو
( التأمل ) ..
فلكم ساعدني هذا الصديق
على تجاوز الكثير من المصاعب ، ولطالما كان وفيا فلم يفكر في أن يخذلني ..
ولم أسأله يوما فردني خائبا .. ولم استـنصحه يوما فغـشني ..
ولطالما لازمته فلم يمل مني ,, في السيارة ، وفي البيت ، وأمام البحر ،
لكم ساعدني وانا أقف بصمت أمام برعم نما للتو ،
أو كلمة جميلة استعيدها من ذاكرتي قالها لي أحدهم ..
هو صبور معي في كل الأماكن .. وفي كل الأوقات ..
في الأفراح والأحزان ..
ناقـشت معه الأفعال والسلوك والتصرفات .. أخطائي وآثامي ..
كان - ولازال - قريبا مني في كل حين بهدوئه وحميميته ..
وحقا لا أملك إلا أن أقول له .. ( شكرا لوجودك في حياتي .. )
هناك الكثير من الأصدقاء في حياتـنا أقرب من البشر .. هم بحاجة لنقدر وجودهم !!
ياترى كم لدينا في حياتـنا أشياء عزيزة وغالية ، ولم نفكر يوما في شكرها .. ؟؟
لن أتردد يوما في تـقدير كل شيء جميل ..
وقول ( شكرا لوجودك في حياتي ) .
على الحافة
لا تسألوني أين .. ؟؟
..
.
هم من اوصلوني لكم
عائلتي درر العراق
اليــــا