يعد نكث اتفاق ما بين الزوجين من أخطر الأمور التي قد تضرب كيان الأسرة والثقة بين الطرفين، سواء أكان هذا الإخلال باتفاق كبير أم صغير، فالثقة قطعة واحدة لا تتجزأ، واهتزاز طرف صغير فيها يعني اهتزازها كلها، وإن حاول البعض إقناع نفسه بغير ذلك.
عندما تبدأ أي علاقة بين رجل وامرأة فلا بد من اختلافات عديدة، فهما أولاً من جنس مختلف، وثانياً من أسرتين مختلفتين وقناعات مختلفة وطموحات متباينة أيضاً، وبالتالي فإن الاختلاف أساسي وطبيعي، ومن هنا يبدأ تطبيق التفاوض والاتفاقيات بين الشريكين من أجل ضمان سير سفينة الأسرة بأمان وهدوء قدر الإمكان.
القالب العام منطقي وجميل، لكن التطبيق يواجه مشاكل كبيرة، فالبعض وكي يلطف الأجواء عند حدوث الاختلاف يتعهد بفعل أمر ما، ولكنه بالواقع لا يستطيع المواصلة على فعله وهو على يقين بذلك، فيكون بعد أيام ناكثاً للاتفاق، فتعود الخلافات مزدوجة؛ مرة بسبب الاختلاف ومرة بسبب الإخلال بما تعهد به..فتهتز ثقة الطرف الأخر وتتراكم الاهتزازات تدريجياً حتى نصل إلى حالة تعايشها كثير من الأسر؛ وهي أن طرفاً لا يثق بشريكه مهما تعهد أو قال أو ووعد.
لذلك فمن الواضح أن أفضل طريقة للإيفاء بأي اتفاق أو وعد هو عدم التسرع بقطع شيء على نفسك، فقولك "لا أستطيع الآن" أفضل من اعترافك بذلك لاحقاً، هو الآن يبدو "قوة" وفي المستقبل يبدو "ضعفاً وكذب"، دائماً قبل أي اتفاق اطلب وقتاً لتفكر، فهذه أسرة بحاجة إلى إدارة وتوافق وثقة، وليست مسألة تسرع وأيام يتم عدها.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ