.
اليوم سوف نتحدث عن الاعتدال والوسطيه من الجانب المادي .
قد يتصور بعض الشبان والفتيات ان الغنى حاله ممقوته دائمآ . وهو تصور خاطىء . فالثراء الممقوت هو الثراء الفاحش الذي يشبه ثراء ( قارون ) الذي كان يخرج بزينته مستكبرآ على قومه . او كذاك التاجر الثري الذي سحب رداءه بزهو وخيلاء . لانه لامس شخصآ فقيرآ فخشى ان يمسه من فقره شيء , فالتف النبي _ صل الله عليه واله _ الى ذلك . واعتبر هذا السلوك حاله شيطانيه . اي ان الشيطان هو الذي يزين لصاحبه الثراء انه ارفع مقامآ واعلى قدرآ من سائر الناس .
فالثراء المذموم هو الذي يجعل صاحبه بخيلآ مقترآ على نفسه ومضيقآ على عياله واصدقائه والمحتاجين من معارفه واقربائه وعامة المسلمين . والا ففي الاغنياء من المحسنين من ينفقون على انفسهم واهلهم وفقراء المسلمين . عملآ بقوله تعالى : { في اموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم * } .
والثراء المذموم . هو الذي يجعل صاحبه يستشعر ان ذلك بجهده . وليس لله في ذلك ولا منه . فيبطر ويفخر . وينسى ذكر الله وشكره وقدرة الله ورزقه { يقول اهلكت مالآ لبدا * ايحسب ان لم يره احد * الم نجعل له عينين * ولسانآ وشفتين * وهديناه النجدين * } ..
الفقر عوز . ومذله . وحاجه شديده تصرف الانسان عن التفكير باي شيء سوى الانشغال بلقمة العيش كهم دائم وملازم .
والثراء الفاحش . بطر . وبذخ , وتبذير , وتكبر . وتعالي على البسطاء والفقراء . وربما اعراض عن ذكر الله .
فعندما تقف بين تطرفين . ويطلب منك ان تحكم وتختار . فانك تحكم على التطرف بالرفض . وتنتقي الحل الوسط الذي هو لا مغالاة مرفوضه ولا اجحاف مرفوض . ولكن امر بين امرين .
اما الحياه الهانئه السعيده . فتلك المعيشه المتوسطه التي تكفل للانسان تامين احتياجاته الضروريه . وتكفيه مؤنة الا ستدانه والاقتراض بما يجعله قرير العين هانىء البال لا يشتكي عوزآ ولا يعاني تخمه او بذخآ مسرفآ .
الحاله المتوسطه هي حالة بحبوحة العيش وليست الخط الفاصل بين الفقر المدقع والثراء الفاحش . والا ما كان الله أمرنا بطلب الرزق والتوسعه فيه . والحمد لله رب العالمين