قلعة سكر / ذي قار
مدينة قلعة سكر هي أكبر النواحي في العراق التابعه إلى محافظة ذي قار تأسست عام 1863 ميلادية. وتقع قلعة سكر على ضفاف نهر الغراف الذي يتفرع من نهر دجله الخالد عند مدينة الكوت (محافظة واسط) ويمر باراضي محافظة واسط وحافظة ذي قار وينتهي عند الناصريه سميت بهذ الاسم وذلك لانه في بداية التأسيس بنيت بنايه طينيه تشبه (القلعه) وبانيها رجل بدٌوي يسمى سكر المشلب فسميت بقلعة سكر إلى ان اتسعت وأصبحت مدينة ثم قضاء في العهد الملكي تم تحولت إلى ناحيه سنة 1928 إلى اليوم.
وعدد سكان المدينة اليوم يتجاوز المئة الف نسمه. وهي من المدن التي فيها الاثار السومريه مثل تل الكحلاءو تل أبو عمود بالقرب من منطقة عكيل.اما موقعها فهي تقع وسط بين اربع محافظات من الشمال مدينة الكوت ومن الجنوب مدينة الناصريه ومن الشرق مدينة "العمارة" ومن الغرب مدينة الديوانيه. وتبعد عن مدينة الناصريه ب100 كم وعن بغداد ب 260 كم.اما مناخها فهو معتدل وهي منطقه زراعيه ومدينة حالمه حيث البساتين على ضفاف الغراف كثيره وكانت القلعه مشهوره بزراعة الرمان المميز ذو المذاق الحلو وقد غنى المطرب حسين نعمه باغنيته المشهوره (رمان القلعه)وتشتهر أيضا بالجبن(الذي يصنعه البعض بالقرب من قلعة سكر),ومن اعلامها المشهورين السيد عزيز الحاج علي السياسي المخضرم والسيد عبد المجيد عباس الحيدري مندوب العراق لدى الأمم المتحده ووزير المواصلات في العهد الملكي وولادة ونشأة الشاعر العراقي المعروف عريان السيد خلف والفنان التشكيلي المرحوم شاكر حسن ال سعيد ومسقط رأس الشاعرة د . ماجده غضبان مشلب وعون حسين الخشلوك مؤسس قناة البغداديه الفضائيه وغيرهم الكثير..قلعة سكر اشتهرت باشجار الرمان وذكرها الشاعر الغنائي المرحوم زامل سعيد فتاح وصدحت بها حنجرة المطرب المعروف(حسين نعمه) (حامض حلو ريان.... رمان يا قلعاوي) قلعة سكر تنتج مشتقات الحليب بكميات هائلة القيمر- الجبن -(الروبة) واشتهر قيمر وجبن القلعة، ويتبضع اهالي ذي قار من إنتاجها بل تعتبر هدية كبيرة لأهالي بغداد. ترتبط قلعة سكر بالعهد العثماني بقضاء الحي التابع لولاية بغداد وعند قيام الحكم الملكي العراقي تبعت لواء (المنتفك) ذي قار حاليا. إلا أن الشيخ موحان الخير الله الشويلي رئيس عشيرة الشويلات وعضو البرلمان العراقي في العهد الملكي واحد اقطاب حزب الدستور استطاع من خلال علاقاته الواسعة مع اركان النظام الملكي وخاصة نوري سعيد ان ينقل القضاء إلى مدينة (الكرادي) الرفاعي حاليا حيث بدل اسمها الحقيقي (الكرادي)واطلق الاسم تثميناَ للسيد الصوفي أحمد الرفاعي.... وكان ذلك في عهد وزارة عبد المحسن السعدون (1928) ولم تستطع الحكومات المتعاقبة ارجاء القضاء المسلوب وظلت الامور على حالها إلى الآن. يذكر السيد كوكس في مذكراته (المندوب السامي البريطاني في الناصرية) ان مدينة قلعة سكر تقع على ربوة عالية وتحيط بها بساتين النخيل من جميع اتجاهاتها، هواؤها عليل، يتبع لها ناحية الكرادي (الرفاعي) وورد ذكر قلعة سكر في مذكرات المرحوم علي الوردي الجزء الخامس القسم الثاني، انطلقت ثورة العشرين في حوض نهر الغراف يوم14_7_1920ظهرالتحفز بين الشباب واعترضوا موكب الحاكم البريطاني وامطروه بوابل من النيران (كمرارفورد) وطلب النجدة من بغداد واسقط الثوار إحدى الطائرات التي جاءت لانقاذه بعدها اندلع الثوار إلى قائممقامية القضاء وانزلوا العلم البريطاني وابدلوه بالعلم العراقي غير الرسمي، ورد ذلك عن طريق اذاعة B.B.Cالبريطانية لعدة مرات من خلال البرنامج السياسي بين السائل والمجيب. يشير تعداد عام 1934 إلى ان عدد سكان القلعة 3500نسمة وعام 1947(5000) نسمة وعام 1957(7500)نسمة وعدد الوحدات السكانية (1500) وحدة سكنية اما تعداد نفوس المدينة الآن 110000 الف نسمة و12000 الف وحدة سكنية. قلعة سكر مدينة ذات حركة انسيابية وحيث تتوسط عقدة المواصلات بين المحافظات (العمارة - الديوانية - بغداد-ذي قار- البصرة) وذات حركة تجارية كبيرة حيث احتلت أعلى درجة من الاقتراض لمصرف الرشيد لتسجيل المؤسسات التجارية ومحال العمل. لقد رحل أبو نؤاس من بغداد ليحط رحاله في قلعة سكر مؤقتا، بعد سقوط النظام هرباَ من العاصمة خجلا من الارهاب ليجد أكثر امناَ واستقرارا. يعجبك منظر المدينة ليلاَ حيث الانوار والاضواء الجميلة والمطاعم المنتشرة ومحال المرطبات على ضفة نهر الغراف الخالد. لقد تلطف (انتميا) الملك السومري بشق نهر الغراف الذي اعاد له الملك فيصل الأول الروح عام 1934.. تغفو أو (تتربع) قلعة سكر على حافتي نهر الغراف وتنتشر العشائر العربية على ضفتيها (بنو رجاب_ ال حميد) ورد ذكر هذه المدينة في العصر العباسي (أرض السواد) بارضي كسكر. تضم المدينة بين ابنائها اقليه من الاكراد ويوجد حي باسمهم (حي الكرد) والعرب وهي من أول المدن العراقيه التي اشتركت ب ثورة العشرين ضد الانتداب البريطاني وكانت المدينة محط انظار الكثير فحيث كان من نزلائها اية الله العظمى الشيخ مفيد حاج علي الفقيه اللبناني.