لا يموتُ الحقُ إلا عندما ينامُ القاضي
وحينما ينام .. تنامُ معهُ سنواتُ السُنونو والياسمين ..
أوقفَ الخيـــرَ عن طائفةٍ سحقتها رُزمَةُ حــاجــات ..
توالتِ الأيامُ والشحُ ينمــو .. القصـرُ يرتفــع
وقـفَ المُحـتال مختالاً أن لا مثلي في قعرِ الديار
وتلاهُ المجرمُ مغتاظاً أُصمت فالكلُ أبى إلا الانعزال ..
وصرخَ القاتلُ بأساً منكم فـ القتـلُ لدي َ بِلا إنكـار ..
قـد أُزعـجَ الطــاغيةُ الجبـار وصحا من غفوةِ
كانتَ رحمةً لأهلِ الدار ..
أكـلَ الصقـرُ حماماتِ النهــار ..
وتولى النسـرُ مقامـاً كان في ما سبق
لـ عصفورٍ أكلـتهُ جُمــوعُ الكُفــار ..
والأفعـى تتسللُ بحفيفٍ ,,
تلدغُ ألآلاف الأزهار ..
والجـاني يملكَ حريـة ..
خلفَ القضبــانِ النجــار
بريءٌ من فعلٍ فاسِد
عيبـهُ فقـرٌ وذو الفقـــرِ بينهم مثواهُ النــار ..
عَمَّت فوضى .. القـانونُ مع الريــحِ طــار ..
حينَ نـــامَ القــاضي وأسـلم لزمرةٍ وحشيةٍ
أمــورَ ديــــار ..
رسمــوا تمثــالاً تــذكار ..
أن هـــذهِ الــدار كـــانت يوماً في استقرار ..
والآن الــراعي فيهــا يجلبُ ذئبـاً
يـأكلُ الحِمـــلان الصـــغار ..
على رمالٍ ذهبية وسعفُ نخيلٍ تعلى على الجبابرة
قلعةٌ بِحِمـى زائِفة جِبارةٌ عاتِية
المشاعرُ فيها مُتـداولةٌ كـ سِلعة
تقدرها أوراق وعملاتٌ معدنية ..
بينَ تِلكَ الجبالِ الشامخةِ الكاذبة
يقعُ متزمتٌ جبار غاصَ البِحار
وأرعدَ الظُلمَ يجرهُ جراً
ويجبرهُ الإِمطــــار ..
وسـاقيةٌ لـهُ بنا فيها سـداً