منذ الساعات الأولى لصباح هذا اليـوم بدأ مزارعو قطاع غزة في تسلق أشجار النخيل لجنيّ المحصـول الذي ينتظرون خيـّر حصـاده طـوال العام.
وبعد أن قامت وزارة الزارعة المقالة بغزة صباح اليوم الخميس بافتتاح موسم جني البلح لهذا العام، تهافت المزارعون في كل مكان نحو قطف الثمر الأحمر الناضج ونقلّه إلى الأسواق.
وما من جزء في شجرة النخيل إلا ويستخدم في إنتاج صناعات غذائية تفتخر غزة باقتنائها في هذه الأيام كما يؤكد رئيس مجلس إدارة الجمعية الأهلية لتطوير النخيل والتمور “إسلام شعيب”.
وقال شعيب في حديثٍ لـ”الأناضول” إن ثمرة البلح تقدم لقطاع غزة العديد من الصناعات الغذائية كالعجوة والمرمى، وصناعة الكعك والمعمول، إضافة إلى إنتاج الأعلاف التي تنتج من مخلفات شجر النخيل.
ولفت إلى أن الأعلاف المنتجة من شجر النخيل تطابق بجودتها مواصفات ومقاييس منظمة الأغذية والزراعة ( فاو)، كما أن إنتاجها في هذا التوقيت يعالج مشكلة ارتفاع أسعار الأعلاف عالميا، ويوفر العلف لمربي الثروة الحيوانية.
وأضاف شعيب ” موسم البلح يعد مصدر رزق لمئات المزارعين “.
واستطرد بالقول :” شجر النخيل يقدم البلح كفاكهة، والرطب، والعجوة والمربى، ويدخل في إنتاج كافة الصناعات الغذائية، حتى التراثية بما يتم إنتاجه من أطباق وسلال وتزيين من سعف وأغصان النخيل.
ويؤكد المزارع الخمسيني “حمادة الشاعر” أن محصول البلح لهذا العام تجاوز التوقعات بوفرته وبنضوجه السريع.
وقال الشاعر في حديثٍ لـ”الأناضول” إن المزارعين يشعرون بسعادة بالغة لمّا حققه محصول البلح من إنتاج وفير سيمكنّهم من إعالة أسـرّهم.
وفي هذه الأوقات تنتشر ثمار البلح والرطب في كافة أسواق القطاع لتعلن عن بداية موسم قطف البلح الذي أتى باكرا هذا العام نظرا لارتفاع درجة الحرارة التي سادت أجواء القطاع في أشهر الصيف الأخيرة كما يؤكد مدير عام الإرشاد بالوزارة “فتحي أبو شمالة” .
وأضاف أبو شمالة في حديثٍ لـ”الأناضول أن كميات الإنتاج لهذا العام بلغت 6500 طن، بمعدل زيادة وصلت إلى أكثر من 1400 طن عن الموسم الماضي.
وأشار إلى أن عدد أشجار النخيل المنتشرة في قطاع غزة تبلغ 153 ألف نخلة، يتركز تواجدها وسط وجنوب القطـاع.
ومن البرحي إلى الزهيدي إلى العامري إلى الحياني تنتشر هذه الأسماء لأصناف البلح الموجودة في قطاع غزة وأكثرها وفق أبو شمالة هو “الحياني” الذي يشكل 95% من مساحة الدونمات المزروعة بأشجار النخيل والتي تصل مساحتها إلى أكثر من 7 آلاف دونم.
وأمام هذا الإنتـاج الوفير للبلح أعرب مدير عام التسويق بوزارة الزارعة بغزة “تحسين السقا” عن أمنياته بأن ترفع السلطات الإسرائيلية الحظر عن قرار منع تصدير منتجات القطاع إلى أسواق الضفة.
وقال السقا في حديثٍ لـ”الأناضول” إن فرحة المزارعين بهذا الحصاد الوفير تبقى منقوصة إذ سينخفض في قادم الأيام سعر البلح والرطب نتيجة لوفرته وعدم تصديره .
ومنذ أن فرضت إسرائيل حصارا خانقا على غزة في منتصف يونيو / حزيران وهي تمنع تصدير محاصيل غزة الزراعية إلى الضفة والسوق الإسرائيلي وتكتفي بالسماح لبعض المنتجات في دخول السوق الأوروبية.
وتعكف وزارة غزة ، كما يؤكد السقا ، على إنشاء مصنع لتصنيع العجوة ومنتجات البلح من أجل دعم المزارعين، وحماية هذا المحصول الزراعي.
ويغطي القطاع الزراعي حوالي 11% من نسبة القوى العاملة في قطاع غزة، أي ما يقارب 44 ألف عامل