عوامل الخطر على القلب والأوعية الدموية.. كيف تتعامل معها؟
أنواع مستديمة وأخرى يمكن تغييرها
إن وجود مجموعة من عوامل الخطر التي لا يمكن تغييرها لدى الإنسان يدفعه إلى الاهتمام بالعوامل الأخرى التي بمقدوره تغييرها. الجينات والبيئة لا تزال الحرب المتواصلة بين الطبيعة والتطبع هي التي تشكل حاضر القلب ومستقبله؛ فالتفاعل المستمر بين الجينات والبيئة - التي تشمل العادات المتبعة ونمط الحياة، إضافة إلى الهواء الذي نستنشقه والماء الذي نشربه - هو الذي يوجه القلب نحو مسارات الصحة أو المرض.
ويكتب الخبراء الكثير عن العوامل التي بمقدور الإنسان السيطرة عليها والتحكم فيها بهدف حماية القلب والأوعية الدموية - مثل ممارسة التمارين الرياضية أكثر، خفض التوتر، والتحكم بضغط الدم. ويطلق أطباء القلب على هذه العوامل اسم «عوامل الخطر التي يمكن تغييرها» modifiable risk factors. إلا أن هذه العوامل ليست العوامل الوحيدة التي تؤثر على القلب.
عوامل «غير متغيرة» هناك عدد من الأمور التي لا يمكن تغييرها بسهولة، أو لا يمكن تغييرها بتاتا. وتشمل «عوامل الخطر التي لا يمكن تغييرها» nonmodifiable risk factors ما يلي:
* الجينات: هناك 23 زوجا من الكروموسومات التي تبدأ حياتها مع حياة الإنسان، مع آلاف الجينات المنتشرة فيها، التي تقدم مخططا لكل فسيولوجية الجسم، والتمثيل الغذائي فيه. وتؤثر الجينات على بنية صمامات القلب، وعلى قابلية الإنسان لاكتساب الوزن، وعلى سهولة تكوين الدم للخثرات الدموية، وعلى أمور أخرى. وقد يتاح لوسائل العلاج الجيني في يوم ما أن تحول الجينات إلى «عامل يمكن تغييره» إلا أن ذلك يظل من أمور المستقبل.
* التاريخ العائلي: إن كانت أمك قد عانت نوبة قلبية قبل وصولها إلى عمر 60 سنة، أو كان أشقاؤك يعانون مشكلات في صمامات القلب، فإن ذلك سيؤثر عليك، بحيث يمكن أن تحدث لديك المشكلات نفسها ويعكس التاريخ العائلي تأثير الجينات وتأثيرات الحياة الواقعية في آن واحد.
* تقدم العمر: كلما ازداد عمرك ازدادت فرص ظهور أمراض القلب والأوعية الدموية.
* الجنس: الرجال كمجموعة يصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل مبكر عن النساء، إلا أن هذه الأمراض ليست حكرا على الرجال؛ إذ تؤدي النوبات القلبية والسكتات القلبية سنويا إلى وفاة النساء أكثر من الرجال.
* العرق: الأميركيون من أصول أفريقية، الأميركيون الأصليون من أهل البلاد، الأميركيون من أصل مكسيكي، والمنحدرون من هايتي، وبعض الآسيويين، لديهم خطر أعلى في الإصابة بأمراض القلب، مقارنة بالأميركيين من أصل أوروبي.
* الوضع الاجتماعي والاقتصادي: الدخل ومستوى التعليم يؤثران على الصحة؛ فالدخل القليل ومستوى التعليم المتدني يترجمان إلى ارتفاع في معدلات الإصابة بأمراض القلب.
* تأثيرات ما قبل الولادة: الأطفال الذين يولدون لأمهات كن يدخنَّ أثناء الحمل يصابون، على الأكثر، بارتفاع ضغط الدم أو أمراض في القلب مقارنة بالأطفال من أمهات لم يدخن أثناء الحمل.
* الوزن عند الولادة: الأطفال من ذوي الوزن القليل أو الوزن الكبير يميلون لأن تظهر لديهم أمراض القلب والأوعية الدموية بعد بلوغهم، أكثر من ظهورها لدى الأطفال الذين يولدون بوزن صحي.
* الرضاعة الطبيعية والتغذية المبكرة: تساعد الرضاعة الطبيعية حتى ولو لشهور قليلة في التمهيد لقلب سليم وأوعية دموية سليمة خلال الحياة. وعلى النقيض من ذلك فإن التغذية السيئة خلال السنوات الأولى من الحياة، خصوصا زيادة الوزن، قد تؤدي إلى أضرار في القلب.
صلات غريبة كما تعرف الباحثون على عدد من الصلات الغريبة بين الخصائص البدنية التي لا تتغير لدى الإنسان وبين ازدياد خطر أمراض القلب والأوعية الدموية. وتشمل هذه:
* تجعدات شحمة الأذن.
* الشيب المبكر (بدء المشيب قبل عمر 60 سنة).
* الصلع المبكر لدى الذكور.
* قصر القامة.
من جهة أخرى، فإن طول الرجلين يرتبط بتدني خطر الإصابة بأمراض القلب.
وأخيرا، هل يهمنا، حقا، معرفة هذه العوامل التي لا يمكن تغييرها إن كنا في وضع لا يسمح لنا بتغييرها؟ والجواب هو أن معرفة هذه العوامل هي التي ستدفعنا إلى الاهتمام بالعوامل الخطر التي يمكننا تغييرها.