وريقات من زهرة حياتنا
هي قصة للأجيال نحكيها ،،،
هي نبته بأيدينا نزرعها ونرويها ،،
هي شجرة نثرنا بذورها وثمارها نجنيها ،،
هي ماضٍ ورثناه ،،
هي حاضرٍ عشناه ،،
هي مستقبلٍ بنيناه ،،
أنها فصولِ الحياة ،،
فصولٍ للحياة كما للسنة فصولٍ تماماً ،،
صيفُ ،، خريف ،، شتاءُ ،، ربيع ،،
أخرها أحلاها لكن لولا أولها لما للأحلى وصلنا ،،
هي هكذا الحياة ،، همُ وضيق ،، موتُ وفراق صديق ،،
جرحُ ومعه ألم ،، غفوةُ ومن بعدها ندم ،،
ودائماً بعد الليل صبح ،،، وبعد الحزن فرح ،،
ورغم طولِ الأمد ،،، سيبقى في القلبِ أمل ،،
شجرةُ تنوعت وريقاتها من بذرةٍ واحدةٍ نمت ،،
لكن اختلفت ثمراتها ،،
تفرعت وتطاولت غصيناتها ،، عن جذورها قصت ولربما دنت ،،
هي تلكـ الحياة أيام من سنة واحدةٍ نقضيها ،،،
يمضي يوماً أصفر ،،، كورقة يبست وسقطت ،،
أو يكون الأخر أخضر ،،، كورقة نمت وينعت ،،
ساعة حلوة كالتفاح أو أجمل ،،
وساعة تليها حملت أملاح الحنظل ،،
ويبقى الهدف هو الوصولِ إلى الزهرةِ الأجمل ،،
ومهما طالت المسافة ،، فرغم قسوةِ أشواكـِ الصبارِ سأصل ،،
وهل هناكـ أروع من زهرة بيضاء تفتحت تحت نور الصباح بعد العتمةِ السوداء ؟
كتبُ في الأرففِ حفظناها ،، من تراثِ الأحرفِ ورثناها ،،
أحداها يروي للفرحة عنوان ،،
والأخر ،، حكى من الذلِ ألوان ،،
وثمة من تلونت حروفه بالنصرِ بعد الخذلان ،،
الأول أبيض ،،
والثاني أسود ،،
والثالث بين الأصفر والأخضر ،،
كما القلوب التي نلمسها ،،
في دنيا نحياها ونسكنها ،،
فنمضي نقابل قلبً ،،
أخذ من ماء النهرِ عذبه ونقاؤه ،،
ومن زهرِ الفلِ لونه وصفائه ،،
ومن الصبحِ بسمة سماؤه ،،
وقد نقابل أخر ،،
من غيمة العواصفِ أخذ سواداً ،،
وفي نشوةِ الفرحِ بث كدراً ،،
أختار من قلبِ البحرِ غدراً ،،
ونسج من سكونٍ الليلٍ ظلماً ،،
وأخرها أعجبها ،،
ففي البعد عنه تحيركـ صفرةِ عزلته وقسوته ،،، وحزن عينه رغم بشاشته ،،
وإذا دنوت منها رأيت بلسم الروح ومدى سماحته وصفاء مهجته ،،
كما النبتة الخضراء في لينتها ،،
وكما دمعةِ الفجر في رونقها ،،
سَــــــلْ ومضي في دنياكـ ،،
وأخترْ ما راقكـ من هذا وذاكـ ،،
لكن تذكر أن حياتكـ كتابكـ ،،
تختار عنوانها ،،
وتنتقي لون أحرفها ،،
وتسطر بأناملكـ صفحاتها ،،
فأحسن كتابكـ ،،
وتذكر يوم اللقاء حسابكـ ،،
دمتم بوود