د. مزاحم مبارك مال الله
ضوء على داء الذئب الأحمراريمرض مزمن معروف منذ بدايات القرن العشرين تنتج عنه تغيرات تصيب تقاسيم الوجه تشبه الى حدٍ ما تلك البقع الموجودة في وجه الذئب ولونها أحمر.أن داء الذئب الأحمراري يعرف أختصاراً عن الكلمات اللاتينية بـ SLE .
المرض يمتاز بـ :ـ
1. أنه يسبب ضرراً في الأنسجة الرابطة لعدة أجهزة بأوان واحد.
2. وجود عدة أنواع من الأجسام المضادة.
3. تراكيب مناعية معقدة تدور في جهاز الدوران.
4. أنتشار واسع لأضرار نسيجية مخلفة في الجسم.أنه يصيب الناس بنسبة 1/ 250 وخصوصاً في العقد الثاني أو الثالث من العمر وبنسبة رجل واحد لكل تسعة نساء.أنه من أمراض الجهاز المناعي غير محدد السبب لحد الأن ولكن هناك دلائل الى أنه متعدد العوامل وأن ما يحصل هو عدم أنتظام بالجهاز المناعي ينتج عنه ما يعرف"بالأجسام المناعية الذاتية المضادة غير المنتظمة" أضافة الى التراكيب المناعية المركبة، حيث يفقد الجهاز المناعي قدرته على التفرقة بين الأجسام الغريبة وأنسجة الجسم نفسه فيقع الجهاز المنعي في خطأ وينتج عن ذلك تلك الأجسام المضادة التي تهاجم خلايا الأنسجة والأنسجة ذاتها، وجراء هذا الهجوم صور المرض المتعددة والتي تشمل كافة أنسجة الجسم وأعضائه.وهناك حقائق عن العامل الوراثي للمرض
(رغم أنه ليس بمرض وراثي/بمعنى تنتقل العوامل الوراثية ولكن المرض لاينتقل) وهي :ـ
1. أنها تحصل لدى التوأم الناتج عن تلقيح بويضة واحدة.
2. عدد من أفراد العائلة الواحدة يمكن أن يُصابوا بأمراض الأنسجة الرابطة عدا مرض داء الذئب الأحمراري.3
. هناك نقص وراثي في أحد الجينات.
4. يوجد زيادة في أحد أنواع المورثات الجينية تشترك فيه كل حالات المرض.أضافة الى ذلك فهناك حقائق أخرى خاصة بالمرض وتشمل:ـ 1. زيادة التعرض لأشعة الشمس.
2. أستخدام بعض الأدوية.
3. تأثيرات هورمون الأستروجين المستخدم لعلاج حالات مرضية أخرى.
4. أن المرض يكون أكثر متوقعاً لدى الحوامل أو بعد الولادة أو لدى المرأة العقيمة أو اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل.
5. تغيرات هورمونية متنوعة.الصورة المَرَضية تتفاوت أعراض المرض بين المرضى ،وليس بالضرورة أن كل الأعراض والعلامات تتساوى بينهم، فمنها بسيطة ومنها معقدة.ولكن لوصف الصورة المَرضية فلابد أن نذكر كل أجزاء الجسم التي تعاني من الحالة، علماً أن هناك عوامل تساعد على ظهور هذه الأعراض كالتوتر العصبي أو الأصابة ببعض الفايروسات.أن أعراض المرض تظهر تدريجياً في فترة زمنية تتراوح بين أسابيع الى شهور، وربما يكون الشعور بالأجهاد مع أرتفاع الحرارة وفقدان الشهية وأنخفاض الوزن تكون أولى أعراض المرض.
أن المرض لايختلف كثيراً عنه في الكبار ولكن شدته في الكبار تكون أقوى.
أولاً ـ ألتهاب المفاصل:ويعاني المصاب من آلام بكل مفاصله مع أنتفاخ بعضها(وخصوصاً الركبتين والمرفقين) وعضلاته خصوصاً أثناء الحركة مع وهن وأرتفاع بدرجة الحرارة ، يصاحب هذه الأعرض الشعور بالتعب الشديد، فقر دم. ويعتقد العلماء أن المريض ربما لديه تأريخ مَرضي بداء الشقيقة و/أو كآبة .أن آلام المفاصل الملفت أثناء الحمل يتماشى مع حالة داء الذئب الأحمراري خصوصاً أذا كانت المصابة تعاني من حالات أسقاطات سابقة. أن آلام المفاصل تكون وقتية ومتنقلة في أنحاء الجسم أو في الحالات المتقدمة تكون متعددة ومستديمة،يعاتي المريض من تورم بالأصابع والمفاصل لكنه لايسبب تشوهات مفصلية (كما الحال بألتهاب المفاصل الرثوي).
ثانياً ـ أضرار الجلد والأغشية المخاطية:يكون الجلد حساس لأشعة الشمس ويظهر الطفح الأحمرعلى الوجنتين والأنف(على شكل فراشة) ويتقشر فيثير الحكة،وهناك حالة يُطلق عليها (ظاهرة الراينويد) وهي عبارة عن شحوب الأصابع مع أزرقاقها عند تعرضها للبرد ومن ثم أحمرارها مصحوباً بالألم. أحياناً يعاني المريض من تقرحات الفم والغشاء المخاطي للأنف مصحوب بالرعاف.غالباً ما يلاحظ المريض تساقط بشعره.وهناك حالة يُطلق عليها ( داء الذئب الأحمراري الجلدي) ـ تؤثر في الجلد فقط تمتاز بزيادة سماكة الجلد عند تعرضه لأشعة الشمس والتعرق وسيلان اللعاب.
ثالثاً ـ الجهاز البولي:تتكرر الألتهابات الكلوية، واذا لم تعالج بشكل سليم فلربما تنتهي بعجز الكلية أو الكليتين، أضافة الى أرتفاع ضغط الدم بسب الأضرار الحاصلة للكليتين.
رابعاً ـ الجهاز التنفسي:ألتهابات غشاء الجنب وأحياناً تجمع السوائل فيه يصيب ضحايا هذا الداء ،وقد يعاني المريض من ألتهاب القصبات الهوائية أو نسيج الرئة نفسه(سعال مع ضيق نفس)وربما تزداد فرصة هذه الألتهابات حينما يستخدم المريض علاجات مثبطة للجهاز المناعي كالكورتيزون.
خامساً ـ جهاز الدوران:ثلث مرضى داء الذئب الأحمراري يعانون من مشاكل بالقلب ومنها ألتهاب غشاء القلب يصاحبه تجمع بالسوائل، كما انهم يعانون من أعتلال بالعضلة القلبية أو ألتهاب بأحد صماماته ، كما أن مرونة الأوعية الدموية عموماً تتأثر بهذا المرض، نسبة غير قليلة يعانون من فقر الدم، أو من مشاكل أخرى من مكونات الدم.
سادساً ـ الجهاز الهضمي : فقدان الشهية والشعور بالغثيان والتقيؤ، حالات من مغص معوي مع أسهال أثناء نوبة المرض وأحياناً تكون بسبب العلاجات.
سابعاً ـ الحمل:هناك صعوبة بالحمل(خصوصاً أذا كان المرض نشطاً لدى السيدة)وأذا ما حصل فنسبة الأجهاض تكون لابأس بها، وأذا كان المرض بسيط الحدّة فالحمل يستمر(وربما يولد الطفل ببعض المشاكل بسبب الأجسام المضادة الموجودة في دم أمه)، وعموماً ننصح المصابة بعدم الحمل أثناء نشاط المرض.
ثامناً ـ الجهاز العصبي:يشعر المريض بالخدر والتنمل وأضطراب الحركة وأحياناً نوبات من الصرع والأكتئاب والصداع المزمن.
تاسعاً ـ العين : جفافها ، ألتهاب الأوعية الدموية فيها مع نزوفات دقيقة.
التشخيص يتم عن طريق:ـ1. التأريخ المَرَضي.2. الأعراض والعلامات والفحص السريري. 3. الفحوصات المختبرية والشعاعية وتخطيط القلب، الأيكو، السونار، فحوصات نسيجية.العلاج :ـيختلف من مريض الى أخر،آخذين بنظر الأعتبار عوامل مهمة منها نوع الحالة وشدتها، الأستجابة والأثار الجانبية ، وان العلاجات تعمل بالدرجة الاساس للتخفيف من حدة الأعراض والعلامات ،
وهناك عدة أنواع من العلاجات :1. الأدوية المضادة للألتهابات غير الستيرويدية لتخفيف آلام المفاصل والعضلات.
2. الأدوية المضادة للملاريا والتي تستخدم مي معالجة الطفح الجلدي.
3. مركبات الكورتيزون لحالات معينة وبنسب محسوبة وتحت أشراف الطبيب المعالج.
4. الأدوية التي تتعامل مع نشاط الجهاز المناعي غير المبرمج ومنها أدوية العلاج الكيمياوي.نصائح للمريض:ـأ)
نصائح عامة
:1. تجنب التعرض المستمر والمباشر لأشعة الشمس
.2. تجنب أستخدام حبوب منع الحمل
.3. تجنب الأماكن المزدحمة والمصابين بالأمراض الفايروسية.ب)
نصائح تغذوية:1. يُنصح بتناول البيض والثوم والبصل والأناناس الطازج
.2. الأبتعاد قدر المستطاع عن تناول الفلفل، الباذنجان، البطاطس،اللحوم الحمراء والالبان.العلاج بالأعشاب الطبية :ـهناك مجموعة من الأعشاب الطبية أثبتت فائدتها بعلاج اعراض وعلامات داء الذئب الحمراري، منها:ـ البرسيم الحجازي ، خاتم الذهب،الكعيب ، شجرة الحمى ، نفل.