ان الله جل ثنائه .قد اكثر ذكر المؤمنين في القرآن.والمدح والثناء الجميل عليهم .ووعدهم الثواب الجزيل في الدنيا والآخره..وايضآ ذكر الكافرين وسوء الخطاب عليهم .والزجر والتهديد والوعيد في الدنيا والآخره ...
نريد ان نبين من المؤمن حقآ ومن الكافر حقآ ..اذ كان هذا الامر قد التبس على كثير من اهل العلم ..حتى صار يكفر بعضهم بعضا...لان كثير من اهل العلم لايعرفون الفرق بين العلم والايمان..لنبين الفرق بينهما لان كثير من المتكلمين يسمون الايمان علما....ويقولون هو علم من طريق السمع ..وما يعلم بالقياس هو علم من طريق العقل ..نريد ان نبين أيما هو علم بالحقيقه: ان الحكماء قالوا ان العلم هو تصور النفس رسوم المعلومات في ذاتها .....والحقيقه ليس كل ما يرد الخبر عن طريق السمع تتصوره النفس بحقيقته .فاذن الذي لاتتصوره النفس يكون ايمانآ واقرارآ وتصديقآ..ومن اجل هذا دعت الانبياء اممها الى الاقرار اولآ ثم طالبوهم بالتصديق بعد البيان...ثم حثوهم على طلب المعارف الحقيقيه...والدليل على ذلك قول الله عز وجل (الذين يؤمنون بالغيب ) ولم يقل يعلمون الغيب..ثم حثهم على طلب العلم بقوله ( فاعتبروا يا اولي الالباب) .( ويا اولي الابصار) ثم مدح فقال ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )..وقال ( الذين أوتوا العلم والايمان) .فكفى هذا فرقا بين العلم والايمان .ان شاء الله سنبين شرائط الايمانوصفات المؤمن . ليعلم كل انسان هل هو مؤمن او شاك مرتاب..لان المؤمنين هم ورثة الانبياء .والانبياء ورثوا علما وعباده .فمن اخذ بهما فقد وفر حظآ جزيلآ كما ذكر الله جل ثناؤه ( ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله هو الفضل الكبير )وقال تعالى ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم..وللحديث بقيه ان شاء الله ...والحمد لله رب العالمين ..