قالت شهرزاد ..:
بلغني أيها الملك السعيد أنه كان تاجر من التجار كثير المال والمعاملات في البلاد قد ركب يوماً وخرج يطالب في بعض البلاد فأشتد عليه الحر فجلس تحت شجرة وحط يده في خرجه واكل كسرةً كانت معه وتمرة .. ولما فرغ من اكل التمرة رمى النواة وأذا هو بعفريت ً طويل القامة وبيده سيف دنى من ذلك التاجر وقال له : قم حتى أقتلك مثلما قتلت ولدي .. فقال له التاجر : كيف قتلت ولدك ؟ قال له : لما أكلت التمرة ورميت نواتها جاءت النواة في صدر ولدي فقضى عليه ومات من ساعته .. فقال التاجر : أنا لله وأنا اليه راجعون لاحول ولا قوة ألا بالله العلي العظيم أن كنت قتلته فما قتلته الا خطأ مني , واريد أن تعفو عني . فقال الجني : لأبد لي من قتلك .. ثم أنه جذبه وبطحهُ على الأرض ورفع السيف ليضربه , فبكى التاجر وقال : فوضتُ أمري الى الله . وأنشد يقول :
الدهر يومان .. ذا أمن وذا حذر ....... والعيش سطران .. ذا صفوً وذا كدر .
أما ترى الريح أنهبت عواصفها ....... فليس تقصف ألا ماهو الشجر .
وماترى البحر تعلو فوقهُ جيفً ........ وتستقر بأقصى قعره الدرر .
فأن تكن عبثت أيدي الزمان بنا ......... ونالنا من تمادي بؤسه الضرر .
في السماء نجوم لاعداد لها ......... وليس يكسف ألا الشمس والقمر .
وكم على الأرض من خضر ويابسة .......... وليس يرجم ألا ماله أثر .