انتهى من ارتداء بدلته الأنيقة وتأكد من وضع "الوردة البيضا" فى الجيب العلوى،
لم يلق بالاً للشعر الأبيض الذى يحدثك بسنوات عمر قارب على الثمانين،
خطوات منهكة ممزوجة بنظرات شابة متوترة للقاء "ليلة العمر" هى ما قطع بها المسافة بين غرفته بالجناح الرجالى بدار المسنين متوجهاً إلى غرفة العروسة
التى لم يخفِ إحمرار وجنتيها سنوات عمرها التى تجاوزت الستين أيضا فى انتظار "عريس الأحلام"
الذى طال انتظاره، تقدم ببوكيه الورد قبل أن يقبلها لتتأبط ذراعه وتبدأ زفة "عرسان ما بعد الستين
" فى دار الصفا لرعاية المسنين الذى احتفل بزفاف "عم حمدى" على الحاجة "زينب" بعد قصة حب شهد عليها زملاء "الونس" فى الدار،
وزعوا الابتسامات الخبيثة أحياناً أثناء مراقبة الحبيبين معاً فى الدروس الدينية والأنشطة،
ولم يخفوا سعادتهم عندما تقدم الحاج "حمدى" طالباً يد الحاجة زينب لقضاء ما تبقى من العمر كأكبر عروسين فى مصر.