للأسف، ما زالت هنالك ظاهرة مشابهة لظاهرة "العبيد" بعدما ظنّ العالم انها مضت.
ففي بلغاريا وبجانب سوق الخضار،
يقيم قرويو بلغاريا مرة كل عام مزاداً علنياً على الفتيات البالغات سن الزواج،
بشرط ألا يدخل المزاد إلا الشبان الراغبين في الزواج لا التسلية.
وذكرت مصادر إعلامية إنه في صباح ذلك اليوم الموعود، تشرف الأمهات القرويات على مكياج بناتهن المعروضات في المزاد،
اللاتي يحرصن على الظهور في أبهى حلة، فيطغى اللون الأحمر الفاقع على الخدود والشفاه، وتلمع أسنان الذهب بوضوح، ويرتقي "الدلّال"
منصة عالية أو ظهر سيارة ويبدأ مزاده، الفتاة تلو الأخرى، في حين تتلوى الصبايا أمام الشبان إمعاناً في الإثارة واستعراض الجمال.
على أن الحظ قد لا يحالف بعض الصبايا لأسباب ترتبط بالشكل والسن ما يدفعهن إلى البكاء،
ويدفع نساء القرية إلى مواساة أمهاتهن، فتضطر الأمهات إلى تخفيض أسعار بناتهن إلى أدنى حد ممكن، يصل أحياناً إلى المئة دولار أمريكي.
وأما الشبان فيحيطون بفتاة أو اثنتين من بين كل المعروضات أمامهم،
ويبدأون مزادهم، فيطلبون منها الدوران، والتبسم، ويتفقدون أناملها وساقيها وزنديها أشياء أخرى، ويبلغ السعر المتوسط للعرائس نحو أربعة آلاف دولار،
وقد تبلغ أسعار بعض الفتيات، وهو أمر نادر الحدوث، نحو عشرة آلاف دولار، في حين بلغ سعر واحدة منهن، واحدة فقط، ثلاثة عشر ألف دولار،
وكانت استثناء، فهي تمتلك، إضافة إلى سن الذهب الذي يزّين ثغرها،
أرضاً زراعية، ثم إنها ذات جسم مملوء، وهو ما يوافق ذائقة القرويين البلغاريين التي لا تختلف كثيراً عن ذائقة القرويين العرب وغيرهم من قرويي العالم،
والدفع نقداً والزواج فور رسوّ المزاد، وفي الساحة نفسها.
وفي حال ثبت أن الفتاة "سكند هاند" أي ليست بكراً،
فللشاب أن يعيدها ويسترجع أمواله، واللافت أن هذه الزيجات كانت كلها ناجحة، لم يعكر صفوها شيء،
إلى الآن على الأقل. ولا يقيم هؤلاء القرويون أي اعتبار لاحتجاجات حقوق الإنسان، بل يرددون "أنا راضي وأبوها راضي،
مالك أنت ومالنا يا قاضي" بلغتهم طبعاً.
وما يثير حنق الشبان هو توافد قرويو بعض الدول المجاورة على المزاد للمشاركة فيه واختيار شريكة العمر،
الأمر الذي يعجب الفتيات وأمهاتهن لكنه يثير المشاكل والعراك بالأيدي أحياناً بين شبان قرى بلغاريا والشبان الأغراب.