تشديد الإجراءات حول مكاتب القنصليات والممثليات الأجنبية في أربيل
أربيل: ارتفعت حصيلة القتلى بالهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر وزارة الداخلية والأمن المحلي بمدينة أربيل أول من أمس، إلى سبعة أشخاص بعد وفاة الشخص السابع بأحد مستشفيات تركيا.
وأوضح الدكتور ريكه وت محمد رشيد، وزير صحة إقليم كوردستان، أن اثنين من المصابين بالحادث نقلا على الفور إلى أحد المستشفيات التركية لتلقي العلاج اللازم هناك «لكن الأنباء وردتنا بوفاة أحدهما متأثرا بجراحه، فيما يخضع الآخر للعلاجات العاجلة لإنقاذ حياته، وسيتم إرسال ثلاثة آخرين إلى هناك للمعالجة».وقال الوزير «الحصيلة النهائية لحد الآن هي مقتل 7 من منتسبي قوات الآسايش، وجرح 67 آخرين، تمت معالجة معظم الإصابات، وعادوا إلى منازلهم، وبقي 15 مصابا فقط بمستشفى الطوارئ للمعالجة، حالة 3 منهم غير مستقرة»، مشيرا إلى أن «جميع القتلى والمصابين هم شباب في مقتبل العمر ومن منتسبي الجهاز الأمني بالإقليم».من ناحية ثانية، أكد نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كوردستان، في بيان أصدره أمس أن «الحادث أثار حزننا بالحكومة، لأنه تسبب في استشهاد وإصابة عدد من أبنائنا بقوات الأمن التي لها الفضل الأكبر في تأمين الأمن والاستقرار بالإقليم ومواجهة الإرهابيين، ونجحت طوال السنوات الست الماضية في إفشال الكثير من مخططاتهم الإجرامية». وتابع «إن قوات الأمن في كوردستان تدرك أن الإرهابيين هم طيور الظلام يسعون من خلال مخططاتهم الخبيثة للقضاء على الحياة في كوردستان، وإن هدفهم الأول والأخير هو معاداة كوردستان، ومصادرة حق مواطنيها في الحياة الحرة الكريمة، لذلك بذلت قواتنا الأمنية جل جهودها لمواجهة أعداء الحياة والتقدم». وأضاف «لقد قدم شعب كوردستان تضحيات غالية وجسيمة بمسيرته الثورية وصولا لتحقيق هذه الحرية التي ينعم بها، ولا يمكن لهذا الشعب أن يتخلى عن المكاسب التي حققها، أو أن يستكين في مواجهة قوى الظلام والإرهاب، وعليه فإن حكومة الإقليم ستواصل تصديها للقوى الإرهابية، وأن مثل هذه الهجمات الجبانة لن تثنيها عن التصدي لقوى الشر والظلام واستئصال شرورها، ولذلك ندعو مواطنينا إلى التلاحم والتعاون مع الأجهزة الأمنية لمواجهة قوى التدمير والتكفير والإرهاب».من جانبه، أكد برهم صالح، نائب الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني ال كوردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، في تعليق له على تفجيرات أربيل «إن للأمن والاستقرار في كوردستان قيمة عليا، وعلى الجميع أن يحرصوا عليه، ويجب أن لا نسمح لأي كان أن يعبث بأمننا واستقرارنا، وأن نتوحد جميعا لمواجهة شرور الإرهاب والتطرف، وأؤكد للجميع أننا في هذه المحنة ننتمي جميعا لمدينة أربيل وقلوبنا مع أسر الضحايا، وعلينا أن نحافظ على وحدتنا وتماسكنا لمواجهة الإرهابيين».في غضون ذلك شددت السلطات الأمنية في المدينة إجراءاتها الأمنية حول مقرات القنصليات ومكاتب السفارات الأجنبية في أربيل، ونصبت نقاط تفتيش جوالة على امتداد المناطق التي توجد فيها تلك المكاتب تحسبا من وقوع اعتداءات.وأصدر مجلس أمن الإقليم بيانا تلقت «الشرق الأوسط» نصه جاء فيه «بعد فترة طويلة من نجاح أجهزتنا الأمنية بإبعاد شرور الإرهابيين عن إقليمنا، تمكنت مجاميع إرهابية مرة أخرى من تنفيذ عملية إجرامية جديدة ضد كوردستان. ونود أن نشير إلى أن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية تعاني منها الكثير من دول العالم، وليست هناك دولة بمنأى عنه، ونحن نعيش وسط محيط تتهدده قوى الإرهاب والظلام وتنزف منه الدماء بشكل يومي، والتقدم السياسي والاقتصادي والديمقراطي الذي حققته كوردستان من الطبيعي أن يثير حفيظة وحسد قوى الشر والظلام، لذلك فإنهم يستهدفوننا كما يستهدفون كل مظاهر الحياة الحرة بأي دولة بالعالم، ولكن مع ذلك فإننا نؤكد ونجدد عزمنا وإصرارنا على مواجهة قوى الإرهاب المتربصة بنا، وبالتعاون مع مواطنينا سنتمكن بعون الله من الانتصار عليها، وحماية تجربتنا الديمقراطية ومكاسبنا القومية، ونتعهد بملاحقة الإرهابيين أينما كانوا وسنسعى للبحث عن من يقفون وراء هذه الهجمات الإرهابية وتقديمهم للعدالة».