تحتفل الملكة اليزابيث الثانية بمرور 59 سنة على تربعها على عرش بريطانيا. وتعد فترة حكمها هذه ثاني أطول فترة حكم لملك أو ملكة بريطانية.
وقد احتلفت الملكة اليزابيث، في الشهر الماضي، بعيد ميلادها ال 85. وفي السنة المقبلة، ستحتفل باليوبيل الماسي لاعتلائها العرش، حيث سيمضي على جلوسها ستون سنة.
وخلال فترة حكمها الطويلة هذه، تمكنت ملكة بريطانيا من تخطي عتبات تاريخية مهمة. وهي، اليوم، على أبواب تخطي مرحلة أخرى جعلتها تحتل المرتبة الثانية، بين ملوك بريطانيا، بعد أن تخطت طول عهد الملك جورج الثالث، الذي توفي العام 1820، بعد فترة حكم امتدت 59 سنة و96 يوما.
بريطانيا على مسار التطور
ولا تزال، المرتبة الأولى، حتى الآن، في طول فترة حكم ملكي في المملكة المتحدة هي للملكة فكتوريا، التي توفيت عام 1901 عن 81 سنة، حيث امتدت فترة حكمها 63 سنة وسبعة أشهر وثلاثة أيام.
وقد تقدمت بريطانيا خلال فترة حكمها لتصبح القوة العظمى الوحيدة في العالم، وأحرزت تقدما ملموسا في المجالات الصناعية والثقافية والعلمية. وتوفيت فكتوريا وخلفت "الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس."
أما فترة حكم جورج الثالث فكانت هي الأخرى موسومة بالتطور والتقدم. فبالرغم من فقدان بريطانيا بعض مستعمراتها، فإنها، خلال فترة حكمه، وضعت حدا لأطماع فرنسا في بريطانيا إذ الحقت بها هزيمة نكراء في معركتي ترافلغر وواترلو.
وجورج الثالث هو أول ملك أصبح يحمل لقب ملك الكيان المعروف ب "المملكة المتحدة"، بعد توحيد تاجي بريطانيا العظمى وإيرلندا في العام 1801.
ويعتقد أن وتائر التقدم والإنجازات على العديد من الصعد التي تحققت خلال فترتي حكم فكتوريا وجورج الثالث، تكاد لاتذكر إذا ما قورنت بالانجازات والتطور التي تحققت خلال فترة حكم اليزابيث الثانية.
ففي السنوات التي تلت الحرب، وبعد اعتلائها العرش في العام 1952، شهدت البلاد تغييرات كبيرة في مناحي الحياة كافة، بالرغم من تحملها تركة ثقيلة تلت أعباء الحرب العالمية الثانية، ومن أهمها الديون المتراكمة والخراب الواسع الذي ألحق بالبلاد وأهلها.
ويسجل للملكة اليزابيث الثانية حضورها المتواصل، خلال العقود الست الأخيرة، على مسرح الحياة العامة في بريطانيا، التي لم يعرف أغلبية سكانها حاكما غيرها.
يذكر أنها قررت، ومنذ فترة طويلة، عدم التنازل عن العرش، حتى وإن فقدت قابليتها على الحكم لأسباب صحية. وتبقى وفاتها هي الفاصل بينها وبين اعتلاء ولي عهد عرش بريطانيا، ابنها الأمير تشارلز.
فهل ستتمكن اليزابيث الثانية من كسر الرقم القياسي للملكة فكتوريا لتحقيق أطول فترة حكم لملكة أو ملك؟
إذا ما بقيت على قيد الحياة، وهي الآن أطول الملوك الاحياء عمرا في الحكم، ستتمكن من كسر الرقم القياسي، وذلك في العاشر من سبتمبر/أيلول 2015.
BBC