لقد كان الإمام الرضا قمةً في أخلاقه، يقول رجاء بن الضحاك: ما رأيت علي بن موسى الرضا جفا أحداً بكلامه قط، ولا رأيته قطع على أحد كلامه قط حتى يفرغ منه، ولا رأيته مد رجليه بين يدي جليسه، ولا رأيته اتكأ بين يدي جليسه، ولا رأيته رد أحداً عن حاجة يقدر عليها، وما رأيته قهقه في ضحكه قط، وكان ضحكه التبسم، ولا رأيته سب أو شتم أحداً من مواليه أو من مماليكه. وكان لا يرد سائلاً يسأله شيئاً من العطاء.

ويقول ياسر الخادم، كان إذا خلا جمع خدمه وحشمه وصار يحدثهم ويأنس بهم ويوجههم، وكان إذا وضعت المائدة دعا خدمه ومواليه وأجلسهم معه على المائدة، قيل له في ذلك: لم لا أفردت لهم مائدة؟ قال : ولماذا أفرد لهم مائدة؟ أو ليس الرب واحد، والأب واحد، والأم واحدة؟ فلا فضل لعربي على عجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى.