السومرية نيوز / المثنى
لطالما راودت المهندس عدنان حسين، وهو ضابط برتبة نقيب في الشرطة العراقية ومن سكنة مدينة السماوة في محافظة المثنى، فكرة تصنيع طائرة مسيرة، الا ان ظروف العمل وانشغاله الدائم كان يحول دون ذلك، لكنه في النهاية تمكن من تحقيق حلمه في صناعة طائرة مسيرة، حيث اعتمد في تصنيعها على أدوات ومواد معظمها من السوق المحلية، ويمكنها الطيران الى ارتفاع الف متر.
ويقول حسين في حديث لـ"السومرية نيوز"، "منذ فترة وانا احلم بتصنيع طائرة مسيرة، الا ان عملي وضيق الوقت كانا يقفان حائلا امام تحقيق هذا الحلم، حتى تعرضت لحادثة اقعدتني في البيت اكثر من شهر، فكانت فرصة لي لأنجز هذه الطائرة التي اعتمدت في صناعتها على مواد اولية من السوق المحلية".
ويوضح أنه استخدم الالمنيوم في صناعتة الطائرة بدلا من اللدائن والخشب المستعمل في الطائرات المسيرة، لأن الالمنيوم يتميز بخفة وزنه ومتانته مقارنة بالمواد الاخرى.
ويضيف حسين ان "المخططات والتصاميم اعددتها بنفسي، وكذلك تركيب اجزاء الطائرة وصناعتها تمت يدويا ومن دون آلات متخصصة".
وبعد أن اكمل حسين صناعة هذا الطائرة باشر بصناعة طائرة ثانية اكبر حجما من الاولى وبتصميم مختلف، فالأولى كان طولها 125 سم، اما الثانية فيبلغ طولها مترين، ويلفت الى امكانية الاستفادة منها بعد تزويدها بكاميرات للأغراض الامنية والاستخبارية في مراقبة الحدود وخطوط نقل الطاقة الكهربائية والنفط والغاز.
ولم تمر عملية تصنيع الطائرة من دون مواجهة صعوبات، فقد عانى حسين من عدم وجود بعض المواد الاولية في اسواق المحافظة، لكنه استطاع وبمساعدة منتدى الرعاية العلمية في المحافظة الحصول على تلك المواد، ومنها جهاز التحكم ومحرك الطائرة والوقود الذي يتكون من خليط غاز الميثانول وزيت الخروع بنسبة 2/8.
ويؤكد حسين انه تلقى تشجيعا من قبل زملائه ومسؤوليه في العمل، وكذلك عائلته التي كانت تؤازره دائما في سبيل تحقيق مشروعه.
ويقول معاون مدير منتدى الرعاية العلمية في المثنى حامد نعمة في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "عدنان حسين كان من بين الشباب المثابرين والطموحين منذ بدء تأسيس المنتدى، فهو بالإضافة الى عملة في تصنيع الطائرة يساعد الشباب الآخرين ويعمل على اعطائهم دورات تدريبية في هذا المجال وفي مجالات اخرى".
ويشير الى أن "منتدى الرعاية العلمية سعى من خلال مخاطبة وزارة الشباب والرياضة الى توفير الادوات التي تسهم في انجاز مشروع الطائرة المسيرة، فقد حصلنا على جهاز التحكم عن بعد ومحرك الطائرة والوقود من خلال الوزارة".
وبحسب نعمة، اتجهت لجنة من الوزارة الى محافظة المثنى لإجراء الاختبار على الطائرة، وقد نجح المهندس عدنان حسين في تشغيلها تشغيلا اوليا وحقق حركات الطيران الاربع، فيما يجري العمل حاليا على توفير مدرج خاص لأداء الطيران.
يذكر أن العام الماضي شهد تجربة للتحليق بأول طائرة شراعية في مدينة الرميثة شمالي مركز محافظة المثنى، تم تصنيعها بأدوات محلية، الا أن القوات الامنية في المحافظة سارعت الى اعتقال الشاب الذي حلق بالطائرة لعدم حصوله على التراخيص الامنية ولم تفرج عنه الا بكفالة مالية.