قتلوك وماعلموا انهم قتلوا الوطن
****************************
اهداء
الى ابي الذي قتلوه فحلق باجنحته الذهبية دوني
غص الدجى فتات الدهور
تأمل غيوماً تجوب الدروب
صار الصمت عشباً
والحزن مآذن اريجها الدموع
تهجأت تراب ابي
هرب الميزان حافياً يمشي على الاقدام
استفردوك
غروب الصبح الكئيب
فسار العندليب يقود الاحتجاج
دجلة تجفل هدباً من الجمر
قناطر الدم المسافر
سافر الزهر عن شفاهي
وسار حزني حافي القدمين
اغمض النخل دمعته
سارت النجوم خلف المآتم
قسماً بصوت الملقن
بنعيك الذي اهتز بالمقايضات
بسرب العصافير الذي يبحث عن دجلة
سألون جفن بغداد هذا الوقت
سأسقي دمعتها زهرة شفاهي
سأهرب الليلة بكائي الليلكي
قتلوك ياابي وماعلمو انهم قتلوا الوطن
كيف اكتبك وقلمي في قبرك يغفو
تقتلني الكلمات
وتهرب مني الحروف
تمشي خلف مأتمك
قم ياابي
فالليل طويل
والحزن واقف على بابي كالمغيب
والدمع يقتلني ويداك مني ضاعت
من يمسح وجعي ومنديلي نائم
امشي اجوب النائمين
والحزن وحده مستيقظ
اجتث الفرح الضحكات
والليل نام اليوم في داري
تركتنا كأوراق بللها المطر
وماهدهد الصبح بكاها
لم ياابي؟
لم الضحكة شريده..؟
والبسمة في مهدها دفينة..؟
لم الدمعة في حبري سجينة..؟
لم الصمت نبي..؟
والسكوت رسالة..؟
لم ياابي ثيابي حزينة..؟
لم حروفي بالدمع اسيرة..؟
لم شعري موؤد في كل قصيدة..؟
قتلوك وماعلموا انهم قتلوا الوطن
قتلوك وما علموا انهم قتلوا الوطن
احن حين اعود الى ان اراك في الدار
الى زمن فيه الفجر يهتز
لحمامة تدق شباك الصبح
أأشتري وعدك ان تعود بالصمت
مقعدك يتلفت
الباب غص بالانتظار
تبكيك غاليتك
تحاكي حطاماً موجعاً
ابقوها
لي فيها عطر لابي
لي ذكرى وفرح
من لي بالحروف
ووطني غاب
ياعمري الغافي
ونزف قلبي
وفرحي المهاجر
حضنك يبكيني
اين انت ياقمري الغائب؟
كيف تتركنا وانت تعلم
اننا من دونك شموع بالحزن معتقلة
امي تنتظرك في كل الوجوه
وتسأل عنك كل الحروف
تحاكي عطرك
وثيابك
واوراقك المسافرة من دمائك
تحاكي حطامنا
آه على صغيرتك
يتمها الحزن صباحاً
تحملك في كراستها وجعاً
وبأقلامها براءة صارخة
تذبحني الذكريات
وتجلدني الصور
اراك في كل ركن
وفي كل حبر
في المشط الباكي
والعطر الذي ينتظر
اراك في بكاء العراق
في الليل الحزين
والصبح الغافي
اطل فشباكك يصلي
جن قلبي لوعة
أسائل كل ماعكاز أمر ابي
أسائل كل ماشيخ
والشعر الابيض ووجه السنين
اسمعت خطاه
اسمعت دموعه تمشي تفتش فينا عنا
عارية خطاه
تلم العتمة من روحنا فتبكيها
وأوقدت الشموع فينا
شواطئ روحنا ألماً
الى قلوبنا تسلل الحزن زحفاً
لم ار الموت قبل ثراك
يجوب بيتنا يتبعك ظلاً ويبكينا
اريد التجاء اليك
فأذن للظلمة ان تفتح باب ظلام مطبق
طويت كتابي
فشمعتي خابية
هنا انت بين ضياء المصابيح
والادمع الراجفة
افترقت عنك
وقلبي يرتعش واجفاً
خطاي خائفة
ترتعش خبوك عما قليل
الا من خطى حفار القبور
ثابتة بارده
بعيدة ذراعاك ياابي
تثير بكائي
تزيدني لوعة
لهفة
اسرق الخطى ليوم اللقاء
حدثني
اين ارتمي وذراعاك طواها الباب
اين اشتكي الدجى وصدرك خلف الضباب
اوهمني انك تسمع احتضاري
وسترخي الستار على بكائي
تلفت لاسترجع السنين
فأبصرت اللقاء محال
سألقاك في زمان فروحي في ارتقاب
لينهار عن مقلتي الدمع
ويفنى العذاب
سأبقى اعد الثواني
وعيناي ترعى الطريق
سأبقى اعد البعاد الكئيب
ليغشى الضباب عن نعشك
ليفتح الباب
وترى انعكاس المغيب
جداول في وجهي
لتحتضن ذراعاك الضياء العميق
لاطوي دمعي
واستوقف ذراعيك
عن الرحيل البعيد
******************
للشاعرة العراقية
سمارة غازي