صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 17
الموضوع:

قصص الف ليله وليله

الزوار من محركات البحث: 254 المشاهدات : 2425 الردود: 16
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: September-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 26 المواضيع: 3
    التقييم: 7
    آخر نشاط: 19/October/2013

    قصص الف ليله وليله


    قصص الف ليله وليله



    السلام وعليكم
    طبعا حبيت انزل قصص الف ليليه وليله
    وبعد فأن سير الأولين عبرة للآخرين .. لكي يرى الانسان
    العبر التي حصلت لغيره فيعتبر .. ويطالع حديث الأمم السالفة وماجرى لهم فينزجر .
    فسبحان من جعل حديث الولين عبرة لقوم أخرين ( فمن تلك العبر الحكايات التي تسمى ألف ليلة وليلة . ومافيها من الغرائب والأمثال ..


    انتظرونى يوميا مع قصه .............................

    وهذه بداية القصص


    حكاية الملك شهريار وأخيه الملك شاه زمان


    حكي والله أعلم أنه كان فيما مضى من قديم الزمان وسالف العصر والأوان ملك من ملوك ساسان بجزائر الهند والصين صاحب جند وأعوان وخدم وحشم له ولدان أحدهما كبير والآخر صغير وكانا بطلين وكان الكبير أفرس من الصغير وقد ملك البلاد وحكم بالعدل بين العباد وأحبه أهل بلاده ومملكته وكان اسمه الملك شهريار وكان أخوه الصغير اسمه الملك شاه زمان وكان ملك سمرقند العجم ولم يزل الأمر مستقيمًا في بلادهما وكل واحد منهما في مملكته حاكم عادل في رعيته مدة عشرين سنة وهم في غاية البسط والانشراح. لم يزالا على هذه الحالة إلى أن اشتاق الكبير إلى أخيه الصغير فأمر وزيره أن يسافر إليه ويحضر به فأجابه بالسمع والطاعة وسافر حتى وصل بالسلامة ودخل على أخيه وبلغه السلام وأعلمه أن أخاه مشتاق إليه وقصده أن يزوره فأجابه بالسمع والطاعة وتجهز وأخرج خيامه وبغاله وخدمه وأعوانه وأقام وزيره حاكمًا في بلاده وخرج طالبًا بلاد أخيه. فلما كان في نصف الليل تذكر حاجة نسيها في قصره فرجع ودخل قصره فوجد زوجته راقدة في فراشه معانقة عبدًا أسود من العبيد فلما رأى هذا اسودت الدنيا في وجهه وقال في نفسه: إذا كان هذا الأمر قد وقع وأنا ما فارقت المدينة فكيف حال هذه العاهرة إذا غبت عند أخي مدة ثم أنه سل سيفه وضرب الاثنين فقتلهما في الفراش ورجع من وقته وساعته وسار إلى أن وصل إلى مدينة أخيه ففرح أخيه بقدومه ثم خرج إليه ولاقاه وسلم عليه ففرح به غاية الفرح وزين له المدينة وجلس معه يتحدث بانشراح فتذكر الملك شاه زمان ما كان من أمر زوجته فحصل عنده غم زائد واصفر لونه وضعف جسمه فلما رآه أخوه على هذه الحالة ظن في نفسه أن ذلك بسبب مفارقته بلاده وملكه فترك سبيله ولم يسأل عن ذلك. ثم أنه قال له في بعض الأيام: يا أخي أنا في باطني جرح ولم يخبره بما رأى من زوجته فقال: إني أريد أن تسافر معي إلى الصيد والقنص لعله ينشرح صدرك فأبى ذلك فسافر أخوه وحده إلى الصيد. وكان في قصر الملك شبابيك تطل على بستان أخيه فنظروا وإذا بباب القصر قد فتح وخرج منه عشرون جارية وعشرون عبدًا وامرأة أخيه تمشي بينهم وهي غاية في الحسن والجمال حتى وصلوا إلى فسقية وخلعوا ثيابهم وجلسوا مع بعضهم وإذا بامرأة الملك قالت: يا مسعود فجاءها عبد أسود فعانقها وعانقته وواقعها وكذلك باقي العبيد فعلوا بالجواري ولم يزالوا في بوس وعناق ونحو ذلك حتى ولى النهار. فلما رأى أخو الملك فقال: والله إن بليتي أخف من هذه البلية وقد هان ما عنده من القهر والغم وقال: هذا أعظم مما جرى لي ولم يزل في أكل وشرب. وبعد هذا جاء أخوه من السفر فسلما على بعضهما ونظر الملك شهريار إلى أخيه الملك شاه زمان وقد رد لونه واحمر وجهه وصار يأكل بشهية بعدما كان قليل الأكل فتعجب من ذلك وقال: يا أخي كنت أراك مصفر الوجه والآن قد رد إليك لونك فأخبرني بحالك فقال له: أما تغير لوني فأذكره لك واعف عني إخبارك برد لوني فقال له: أخبرني أولًا بتغير لونك وضعفك حتى أسمعه. فقال له: يا أخي إنك لما أرسلت وزيرك إلي يطلبني للحضور بين يديك جهزت حالي وقد بررت من مدينتي ثم أني تذكرت الخرزة التي أعطيتها لك في قصري فرجعت فوجدت زوجتي معها عبد أسود وهو نائم في فراشي فقتلتهما وجئت عليك وأنا متفكر في هذا الأمر فهذا سبب تغير لوني وضعفي وأما رد لوني فاعف عني من أن أذكره لك. فلما سمع أخوه كلامه قال له: أقسمت عليك بالله أن تخبرني بسبب رد لونك فأعاد عليه جميع ما رآه فقال شهريار لأخيه شاه زمان: اجعل أنك مسافر للصيد والقنص واختف عندي وأنت تشاهد ذلك وتحققه عيناك فنادى الملك من ساعته بالسفر فخرجت العساكر والخيام إلى ظاهر المدينة وخرج الملك ثم أنه جلس في الخيام وقال لغلمانه لا يدخل علي أحد ثم أنه تنكر وخرج مختفيًا إلى القصر الذي فيه أخوه وجلس في الشباك المطل على البستان ساعة من الزمان وإذا بالجواري وسيدتهم دخلوا مع العبيد وفعلوا كما قال أخوه واستمروا كذلك إلى العصر. فلما رأى الملك شهريار ذلك الأمر طار عقله من رأسه وقال لأخيه شاه زمان: قم بنا نسافر إلى حال سبيلنا وليس لنا حاجة بالملك حتى ننظر هل جرى لأحد مثلنا أو لا فيكون موتنا خير من حياتنا فأجابه لذلك. ثم أنهما خرجا من باب سري في القصر ولم يزالا مسافرين أيامًا وليالي إلى أن وصلا إلى شجرة في وسط مرج عندها عين بجانب البحر المالح فشربا من تلك العين وجلسا يستريحان. فلما كان بعد ساعة مضت من النهار وإذا هم بالبحر قد هاج وطلع منه عمود أسود صاعد إلى السماء وهو قاصد تلك المرجة. فلما رأيا ذلك خافا وطلعا إلى أعلى الشجرة وكانت عالية وصارا ينظران ماذا يكون الخبر وإذا بجني طويل القامة عريض الهامة واسع الصدر على رأسه صندوق فطلع إلى البر وأتى الشجرة التي هما فوقها وجلس تحتها وفتح الصندوق وأخرج منه علبة ثم فتحها فخرجت منها صبية بهية كأنها الشمس المضيئة كما قال الشاعر:

    أشرقت في الدجى فلاح النهار واستنارت بنورها الأسحار
    تسجد الكائنات بين يديها حين تبدو وتهتك الأستار
    وإذا أومضت بروق حماها هطلت بالمدامع الأمطار
    قال: فلما نظر إليها الجني قال: يا سيدة الحرائر التي قد اختطفتك ليلة عرسك أريد أن أنام قليلًا ثم أن الجني وضع رأسه على ركبتيها ونام فرفعت رأسها إلى أعلى الشجرة فرأت الملكين وهما فوق تلك الشجرة فرفعت رأس الجني من فوق ركبتيها ووضعته على الأرض ووقفت تحت الشجرة وقالت لهما بالإشارة انزلا ولا تخافا من هذا العفريت فقالا لها: بالله عليك أن تسامحينا من هذا الأمر فقالت لهما بالله عليكما أن تنزلا وإلا نبهت عليكما العفريت فيقتلكما شر قتلة فخافا ونزلا إليها فقامت لهما وقالت ارصعا رصعًا عنيفًا وإلا أنبه عليكما العفريت فمن خوفهما قال الملك شهريار لأخيه الملك شاه زمان: يا أخي افعل ما أمرتك به فقال: لا أفعل حتى تفعل أنت قبلي وأخذا يتغامزان على نكاحها فقالت لهما ما أراكما تتغامزان فإن لم تتقدما وتفعلا وإلا نبهت عليكما العفريت فمن خوفهما من الجني فعلا ما أمرتهما به فلما فرغا قالت لهما أقفا وأخرجت لهما من جيبها كيسًا وأخرجت لهما منه عقدًا فيه خمسمائة وسبعون خاتمًا فقالت لهما: أتدرون ما هذه فقالا لها: لا ندري فقالت لهما أصحاب هذه الخواتم كلهم كانوا يفعلون بي على غفلة قرن هذا العفريت فأعطياني خاتميكما أنتما الاثنان الأخران فأعطاها من يديهما خاتمين فقالت لهما أن هذا العفريت قد اختطفني ليلة عرسي ثم أنه وضعني في علبة وجعل العلبة داخل الصندوق ورمى على الصندوق سبعة أقفال وجعلني في قاع البحر العجاج المتلاطم بالأمواج ويعلم أن المرأة منا إذا أرادت أمر لم يغلبها شيء كما قال بعضهم:

    لا تأمنن إلى النساء ولا تثق بعهودهن
    فرضاؤهن وسخطهن معلق بفروجهن
    يبدين ودًا كاذباً والغدر حشو ثيابهن
    بحديث يوسف فاعتبر متحذرًا من كيدهن
    أو ما ترى إبليس أخرج آدمًا من أجلهن
    فلما سمعا منها هذا الكلام تعجبا غاية العجب وقالا لبعضهما: إذا كان هذا عفريتًا وجرى له أعظم مما جرى لنا فهذا شيء يسلينا. ثم أنهما انصرفا من ساعتهما ورجعا إلى مدينة الملك شهريار ودخلا قصره. ثم أنه رمى عنق زوجته وكذلك أعناق الجواري والعبيد وصار الملك شهريار كلما يأخذ بنتًا بكرًا يزيل بكارتها ويقتلها من ليلتها ولم يزل على ذلك مدة ثلاث سنوات فضجت الناس وهربت ببناتها ولم يبق في تلك المدينة بنت تتحمل الوطء. ثم أن الملك أمر الوزير أن يأتيه بنت على جري عادته فخرج الوزير وفتش فلم يجد بنتًا فتوجه إلى منزله وهو غضبان مقهور خايف على نفسه من الملك.
    ********************************





    وكان الوزير له بنتان ذاتا حسن وجمال وبهاء وقد واعتدال الكبيرة اسمها شهرزاد والصغيرة اسمها دنيازاد وكانت الكبيرة قد قرأت الكتب والتواريخ وسير الملوك المتقدمين وأخبار الأمم الماضيين. قيل أنها جمعت ألف كتاب من كتب التواريخ المتعلقة بالأمم السالفة والملوك الخالية والشعراء فقالت لأبيها: مالي أراك متغيرًا حامل الهم والأحزان وقد قال بعضهم في المعنى شعراً:

    قل لمن يحمل هماً إن همًا لا يدوم
    مثل ما يفنى السرور هكذا تفنى الهموم
    فلما سمع الوزير من ابنته هذا الكلام حكى لها ما جرى له من الأول إلى الآخر مع الملك فقالت له: بالله يا أبت زوجني هذا الملك فإما أن أعيش وإما أن أكون فداء لبنات المسلمين وسببًا لخلاصهن من بين يديه فقال لها: بالله عليك لا تخاطري بنفسك أبدًا فقالت له: لا بد من ذلك فقال: أخشى عليك أن يحصل لكن ما حصل الحمار والثور مع صاحب الزرع فقالت له: وما الذي جرى لهما يا أبت؟
    &&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&



    حكاية الحمار والثور مع صاحب الزرع

    قال: اعلمي يا ابنتي انه كان لاحد التجاراموال ومواش وكان له زوجة وأولاد وكان الله تعالى أعطاه معرفة ألسن الحيوانات والطير وكان مسكن ذلك التاجر الأرياف وكان عنده في داره حمار وثور فأتى يومًا الثور إلى مكان الحمار فوجده منكوسًا مرشوشًا وفي معلفه شعير مغربل وتبن مغربل وهو راقد مستريح وفي بعض الأوقات ركبه صاحبه لحاجة تعرض له ويرجع على حاله فلما كان في بعض الأيام سمع التاجر الثور وهو يقول للحمار: هنيئًا لك ذلك أنا تعبان وأنت مستريح تأكل الشعير مغربلًا ويخدمونك وفي بعض الأوقات يركبك صاحبك ويرجع وأنا دائمًا للحرث. فقال له الحمار: إذا خرجت إلى الغيط ووضعوا على رقبتك الناف فارقد ولا تقم ولو ضربوك فإن قمت فارقد ثانيًا فإذا رجعوا بك ووضعوا لك الفول فلا تأكله كأنك ضعيف وامتنع عن الأكل والشرب يومًا أو يومين أو ثلاثة فإنك تستريح من التعب والجهد وكان التاجر يسمع كلامهما فلما جاء السواق إلى الثور بعلفه أكل منه شيئًا يسيرًا فأصبح السواق يأخذ الثور إلى الحرث فوجده ضعيفًا فقال له التاجر: خذ الحمار وحرثه مكانه اليوم كله فلما رجع آخر النهار شكره الثور على تفضلاته حين أراحه من التعب في ذلك اليوم فلم يرد عليه الحمار جوابًا وندم أشد الندامة فلما رجع كان ثاني يوم جاء المزارع وأخذ الحمار وحرثه إلى آخر النهار فلم يرجع إلا مسلوخ الرقبة شديد الضعف فتأمله الثور وشكره ومجده فقال له الحمار: أعلم أني لك ناصح وقد سمعت صاحبنا يقول: إن لم يقم الثور من موضعه فأعطوه للجزار ليذبحه ويعمل جلده قطعًا وأنا خائف عليك ونصحتك والسلام. فلما سمع الثور كلام الحمار شكره وقال في غد أسرح معهم ثم أن الثور أكل علفه بتمامه حتى لحس المذود بلسانه كل ذلك وصاحبهما يسمع كلامهما فلما طلع النهار وخرج التاجر وزوجه إلى دار البقر وجلسا فجاء السواق وأخذ الثور وخرج فلما رأى الثور صاحبه حرك ذنبه وظرط وبرطع فضحك التاجر حتى استلقى على قفاه. فقالت له زوجته: من أي شيء تضحك فقال لها: شيء رأيته وسمعته ولا أقدر أن أبيح به فأموت فقالت له: لا بد أن تخبرني بذلك وما سبب ضحكك ولو كنت تموت فقال لها: ما أقدر أن أبوح به خوفًا من الموت فقالت له: أنت لم تضحك إلا علي. ثم أنها لم تزل تلح عليه وتلح في الكلام إلى أن غلبت عليه فتحير أحضر أولاده وأرسل أحضر القاضي والشهود وأراد أن يوصي ثم يبوح لها بالسر ويموت لأنه كان يحبها محبة عظيمة لأنها بنت عمه وأم أولاده وكان ثم أنه أرسل وأحضر جميع أهلها وأهل جارته وقال لهم حكايته وأنه متى قال لأحد على سره مات فقال لها جميع الناس ممن حضر: بالله عليك اتركي هذا الأمر لئلا يموت زوجك أبو أولادك فقالت لهم: لا أرجع عنه حتى يقول لي ولو يموت. فسكتوا عنها. ثم أن التاجر قام من عندهم وتوجه إلى دار الدواب ليتوضأ ثم يرجع يقول لهم ويموت. وكان عنده ديك تحته خمسون دجاجة وكان عنده كلب فسمع التاجر الكلب وهو ينادي الديك ويسبه ويقول له: أنت فرحان وصاحبنا رايح يموت فقال الديك للكلب: وكيف ذلك الأمر فأعاد الكلب عليه القصة فقال له الديك: والله إن صاحبنا قليل العقل. أنا لي خمسون زوجة أرضي هذه وأغضب هذه وهو ما له إلا زوجة واحدة ولا يعرف صلاح أمره معها فما له لا يأخذ لها بعضًا من عيدان التوت ثم يدخل إلى حجرتها ويضربها حتى تموت أو تتوب ولا تعود تسأله عن شيء. قال: فلما سمع التاجر كلام الديك وهو يخاطب الكلب رجع إلى عقله وعزم على ضربها ثم قال الوزير لابنته شهرزاد ربما فعل بك مثل ما فعل التاجر بزوجته فقالت له: ما فعل قال: دخل عليها الحجرة بعدما قطع لها عيدان التوت وخبأها داخل الحجرة وقال لها: تعالي داخل الحجرة حتى أقول لك ولا ينظرني أحد ثم أموت فدخلت معه ثم أنه قفل باب الحجرة عليهما ونزل عليها بالضرب إلى أن أغمي عليها فقالت له: تبت ثم أنها قبلت يديه ورجليه وتابت وخرجت وإياه وفرح الجماعة وأهلها وقعدوا في أسر الأحوال إلى الممات. فلما سمعت ابنة الوزير مقالة أبيها قالت له: لا بد من ذلك فجهزها وطلع إلى الملك شهريار وكانت قد أوصت أختها الصغيرة وقالت لها: إذا توجهت إلى الملك أرسلت أطلبك فإذا جئت عندي ورأيت الملك قضى حاجته مني قولي يا أختي حدثينا حديثًا غريبًا نقطع به السهر وأنا أحدثك حديثًا يكون فيه الخلاص إن شاء الله. ثم أن أباها الوزير طلع بها إلى الملك فلما رآه فرح وقال: أتيت بحاجتي فقال: نعم فلما أراد أن يدخل عليها بكت فقال لها: ما بك فقالت: أيها الملك إن لي أختًا صغيرة أريد أن أودعها فأرسلها الملك إليها فجاءت إلى أختها وعانقتها وجلست تحت السرير فقام الملك وأخذ بكارتها ثم جلسوا يتحدثون فقالت لها أختها الصغيرة: بالله عليك يا أختي حدثينا حديثًا نقطع به سهر ليلتنا فقالت: حبًا وكرامة إن أذن الملك المهذب فلما سمع ذلك الكلام وكان به قلق ففرح بسماع الحديث.









  2. #2
    صديق جديد
    اليله الاولى ..................


    قالت شهرزاد ..:
    بلغني أيها الملك السعيد أنه كان تاجر من التجار كثير المال والمعاملات في البلاد قد ركب يوماً وخرج يطالب في بعض البلاد فأشتد عليه الحر فجلس تحت شجرة وحط يده في خرجه واكل كسرةً كانت معه وتمرة .. ولما فرغ من اكل التمرة رمى النواة وأذا هو بعفريت ً طويل القامة وبيده سيف دنى من ذلك التاجر وقال له : قم حتى أقتلك مثلما قتلت ولدي .. فقال له التاجر : كيف قتلت ولدك ؟ قال له : لما أكلت التمرة ورميت نواتها جاءت النواة في صدر ولدي فقضى عليه ومات من ساعته .. فقال التاجر : أنا لله وأنا اليه راجعون لاحول ولا قوة ألا بالله العلي العظيم أن كنت قتلته فما قتلته الا خطأ مني , واريد أن تعفو عني . فقال الجني : لأبد لي من قتلك .. ثم أنه جذبه وبطحهُ على الأرض ورفع السيف ليضربه , فبكى التاجر وقال : فوضتُ أمري الى الله . وأنشد يقول :


    الدهر يومان .. ذا أمن وذا حذر ....... والعيش سطران .. ذا صفوً وذا كدر .
    أما ترى الريح أنهبت عواصفها ....... فليس تقصف ألا ماهو الشجر .
    وماترى البحر تعلو فوقهُ جيفً ........ وتستقر بأقصى قعره الدرر .
    فأن تكن عبثت أيدي الزمان بنا ......... ونالنا من تمادي بؤسه الضرر .
    في السماء نجوم لاعداد لها ......... وليس يكسف ألا الشمس والقمر .
    وكم على الأرض من خضر ويابسة .......... وليس يرجم ألا ماله أثر .


    فلما فرغ التاجر من شعره ِ قال له الجني : أقصر كلامك والله لابد لي من قتلك . فقال التاجر للعفريت : أعلم أيها العفريت أن علي ديناً ولي مال كثير وأولاد وزوجة وعندي رهون فدعني أذهب الى بيتي وأعطي كل ذي حق حقهُ ثم أعود أليك ولك علي عهدً وميثاق أني أعود أليك فافعل بي ماتريد والله على ماأقوله وكيل فاأستوثق منه الجني وأطلقه فرجع الى المدينة وقضى جميع تعلقاته وأوصل الحقوق الى أهلها وأعلم زوجته وأولاده بما جرى له فبكوا وكذلك جميع أهله ونسائه وأولاده وأوصى وقعد عندهم الى تمام السنة ثم توجه وأخذ كفنه تحت أبطه وودع أهله وجيرانه وجميع أهله وخرج رغماً عن أنفه فاأقاموا عليه العياط والصراخ فمشى الى أن وصل الى ذلك البستان وكان ذلك اليوم أول السنة الجديدة فبينما هو جالس يبكي على مايحصل له وأذا بشيخ كبير قد أقبل عليه ومعه غزالة مسلسلة فسلم على ذلك التاجر وحياه وقال له :ماسبب جلوسك في هذا المكان وأنت منفرد وهو مآوى الجن فأخبره التاجر بما جرى له مع ذلك العفريت وبسبب قعوده في هذا المكان فتعجب الشيخ صاحب الغزالة وقال : والله ياأخي مادينك الا دين عظيم وحكايتك حكاية عجيبة لو كتبت بالآبر على آماق البصر لكانت عبرة لمن أعتبر ثم أنه جلس بجانبه وقال

    : والله ياأخي لاأبرح من عندك حتى أنظر مايجري لك مع ذلك العفريت ثم أنه جلس عنده يتحدث معه فغشي على ذلك التاجر وحصل له الخوف والفزع والغم الشديد والفكر المزيد وصاحب الغزالة بجانبه وأذا بشيخ ثانً قد أقبل عليهما ومعه كلبتان سلاقيتان من الكلاب السود فسألهما بعد السلام عليهما عن سبب جلوسهما في هذا المكان وهو مآوى الجن فأخبراه بالقصة من أوله الى أخرها فلم يستقر به الجلوس حتى أقبل عليهم شيخً ثالث ومعه بغلةً زرزورية فسلم عليهم وسألهم عن سبب جلوسهم في هذا المكان فأخبروه بالقصة من اولها الى أخرها وليس في الأعادة أفادة وأذا بغبرةً هاجت وزوبعةً عظيمة قد أقبلت من وسط تلك البرية فأنكشفت الغبرة وأذا بذلك الجن وبيده سيفً مسلول وعيونه ترمي بالشرر فأتاهم وجذب ذلك التاجر من بينهم وقال له :

    قم حتى أقتلك مثلما قتلت ولدي وحشاشة كبدي فأنتحب ذلك التاجر وبكى , وبكى معه الشيوخ الثلاثة وانتبذ منهم الشيخ الأول صاحب الغزالة وقبل يد ذلك العفريت وقال له : ياأيها الجني وتاج ملوك الجان أذا حكيت لك حكايتي مع هذه الغزالة ورأيتها عجيبة تهبُ لي ثلث دم هذا التاجر فقال الجني : نعم أيها الشيخ أذا انت حكيت لي الحكاية ورأيتها عجيبة وهبت لك ثلث دمه فقال الشيخ : أعلم أيها الشيخ أن هذه الغزالة هي بنت عمي ومن لحمي ودمي وكنتُ قد تزوجت بها وهي صغيرة السن وأقمت معها نحو ثلاثين سنة فلم أرزق منها بولد فأخذت لي سرية فرزقت منها بولد ذكر كانه البدر أذا بدا بعينين مليحتين وحاجبين مزججين واعضاء كاملة فكبر شيئاً فشيئاً الى أن صار أبن الخمسة عشر سنةً فعرضت لي سفرةً الى بعض المدائن فسافرتُ بمتجرً عظيم وكانت بنت عمي هذه الغزالة تعلمت السحر والكانة منذ صغرها فسحرت ذلك الولد عجلاً وسحرت الجارية أمه بقرة وسلمتهما الى الراعي ثم جئتُ أنا بعد مدة طويلة من السفر فسألت عن ولدي وامه فقالت لي : جاريتك ماتت وابنك هرب ولم أعلم أين راح فجلستُ مدة سنة وانا حزين القلب باكي العين الى أن جاء عيد الضحية فأرسلتُ الى الراعي أن يخصني ببقرةً سمينة فجائني ببقرةً سمينة وهي سريتي التي سحرتها تلك الغزالة فشمرت ثيابي وأخذت السكين بيدي وتهيأت لذبحها فصاحت وبكت بكاءً شديداً فقمت عنها وامرت الراعي أن يذبحها ويسلخها فذبحها وسلخها فلم يجد فيها شحماً ولا لحماً غير جلد وعظم فندمت على ذبحها حيث لاينفعني الندم وأعطيتها للراعي وقلت له

    : أئتني بعجلً سمين فأتاني بولدي المسحور عجلاً فلما رأني ذلك العجل قطع حبله وجاءني وتمرغ علي وولول وبكى فأخذتني الرأفة عليه وقلت للراعي : أئتني ببقرةً ودع هذا .. فصاحت علي بنتُ عمي هذه الغزالة وقالت : لابد لك من ذبح هذا العجل في هذا اليوم فأنه يوم شريف ومبارك لايذبح فيه الا الشيء المليح , وليس بين العجول أسمن منه ُ ولا أحسن منه . فقلت لها : أنظري كيف كان حال البقرة التي ذبحت بأمركِ ! فها نحن طلعنا منها خائبين , وما أنتفعنا منها بشيء أصلاً , وندمتُ غاية الندم على ذبحها والآن لاأقبل منكِ كلاماً في ذبح هذا العجل هذه المرة . فقالت لي : والله العظيم , الرحمن الرحيم , لابد لك من ذبحه في هذا اليوم الشريف وأن لم تذبحه فما أنت زوجي ولا أنا زوجتك . فلما سمعت منها هذا الكلام الصعب ولم أعلم بقصدها , تقدمتُ الى العجل وأخذت بيدي السكين .......



    وأدرك شهرزاد الصباح .. فسكتت عن الكلام المباح ...
    فقالت لها أختها ماأطيب حديثكِ وألطفه وألذه وأعذبه فقالت لها : واني هذا مما أحدثكم به الليلة القابلة أن عشتُ وأبقاني الملك .. فقال الملك في نفسهِ : والله ما أقتلها حتى أسمع بقية حديثها ثم أنهم باتوا تلك الليلة الى الصباح متعانقين فخرج الملك الى محل حكمه وطلع الوزير بالكفن تحت أبطه ثم حكم الملك وولى وعزل الى اخر النهار ولم يخبر الوزير بشيء فتعجب الوزير غاية العجب ثم أنفض الديوان ودخل الملك شهريار الى قصره ...


    انظرونى فى ليله 2

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    برنس
    تاريخ التسجيل: July-2012
    الدولة: ع ْـآلـمٌ لآ يليق إلآ بسموّيْ
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 8,663 المواضيع: 1,654
    صوتيات: 24 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 3961
    مزاجي: حسب الجو
    أكلتي المفضلة: برياني
    موبايلي: Galaxy S3
    آخر نشاط: 17/September/2024
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى prïnċë häïdër
    مقالات المدونة: 8
    كلش تعجبني قصص الف ليلة وليلة
    شكرا ياوردة

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    ابو منتظر
    تاريخ التسجيل: March-2013
    الدولة: نيبور
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 16,168 المواضيع: 4,113
    صوتيات: 164 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 6186
    مزاجي: الحمدلله والشكرتمام
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: ارضئ بما قسم الله
    موبايلي: Nokia
    آخر نشاط: 1/September/2021
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى عماد الحمزاوي
    مقالات المدونة: 18
    قصة رائعة وجميلة تسلم ايدك

  5. #5
    صديق جديد
    قالت دنيا زاد لأختها شهرزاد





    ياأختي أتممي لنا حديثكِ الذي هو حديث التاجر والجني . فقالت : حباً وكرامة أن أذن لي الملك في ذلك .. فقال لها الملك : أحكي .فقالت : بلغني أيها الملك السعيد ذو الرآي الرشيد أنه لما رآى بكاء العجل حن قلبه أليه وقال للراعي :أبق هذا العجل بين البهائم كل ذلك والجني يتعجب من حكاية ذلك الكلام العجيب ثم قال صاحب الغزالة : ياسيد ملوك الجان كل ذلك جرى وابنة عمي هذه الغزالة تنظر وترى وتقول : أذبح هذا العجل السمين فلم يهن علي ذبحه وامرت الراعي أن يأخذه وتوجه به ففي ثاني يوم أنا جالس واذا بالراعي مقبل علي وقال : ياسيدي أني أقول شيئاً تسر به ولي البشارة




    فقلتُ : نعم .. فقال : أيها التاجر أن لي بنتاً كانت قد تعلمت السحر من أمراة عجوز في صغرها عندما كانت عندنا فلما كنا بالأمس واعطيتني العجل دخلت به عليها فنظرت اليه أبنتي وغطت وجهها وبكت ثم انها ضحكت وقالت : ياأبي لقد خس قدري عندك حتى تدخل علي الرجال الأجانب فقلتُ لها : وأين الرجال الأجانب ؟ ولماذا بكيتِ وضحكتِ ؟ فقالت لي : أن هذا العجل الذي معك هو ابن سيدي التاجر ولكنه مسحور سحرته زوجة أبيه هو وأمه فهذا سبب ضحكي . واما سبب بكائي فمن اجل امه حيث ذبحها أبوه فتعجب من ذلك غاية العجب وما صدقت طلوع الفجر حتى جئت أليك لأعلمك



    .. فلما سمعت أيها الجني كلام هذا الراعي خرجت معه وأنا سكران من غير مدام من كثرة الفرح والسرور الذي حصل لي الى أن اتيت الى داره فرحبت بي أبنة الراعي وقبلت يدي ثم ان العجل جاء ألي وتمرغ علي فقلتُ لأبنة الراعي : أحق ماتقولينه عن ذلك العجل فقالت : نعم سيدي أنه أبنك وحشاشة كبدك فقلتُ لها : أيتها الصبية أن أنتش خلصته ِ فلكِ عندي ماتحت يد أبيكِ من المواشي والأموال فتبسمت وقالت : ياسيدي ليس لي رغبة بالمال الا بشرطين الأول أن تزوجني به , والثاني ان أسحر من سحرته واحبسها والا فلستُ أمن مكرها فلما سمعتُ أيها الجني كلام أبنة الراعي قلت: ولكِ فوق جميع ماتحت يد أبيكِ من الأموال زيادة واما بنت عمي فدمها لكِ مباح .



    . فلما سمعت كلامي أخذت طاسة وملأتها بالماء ثم أنها عزمت عليها ورشت بها العجل وقالت له : أن كان الله قد خلقك عجلاً فدم على هذه الصفة ولاتتغير .. وان كنت مسحوراً فعد الى خلقتك الأولى بأذن الله تعالى وأذا به ينتفض ثم صار أنساناً فوقعتُ عليه وقلتُ له : بالله عليك أحكي لي جميع ماصنعت بك وبأمك بنت عمي فحكى لي جميع ماجرى لهما فقلت: ياولدي قد قيض الله لك من خلصك , وخلص حقك ثم أني أيها الجني قد زوجته أبنة الراعي ثم أنها سحرت أبنة عمي هذه الغزالة وجئت الى هنا فرأيت هولاء الجماعة فسألتهم عن حالهم فأخبروني بما جرى لهذا التاجر فجلستُ لأنظر مايكون وهذا حديثي فقال الجني : هذا حديث عجيب وقد وهبتُ لك ثلث دمه فعد ذلك تقدم الشيخ صاحب الكلبتين السلاقيتين وقال له : أعلم ياسيد ملوك الجان أن هاتين الكلبتين أخوتي وانا ثالثهم ومات والدي وخلف لنا ثلاثة ألاف دينار ففتحتُ أنا دكاناً أبيع فيه وأشتري وسافر أخي بتجارته وغاب عنا مدة سنة مع القوافل ثم اتى وما معه شيء فقلتُ له :



    ياأخي أما أشرتُ اليك بعدم السفر فبكى وقال : ياأخي قدر الله عزوجل بهذا ولم يبق لهذا الكلام فائدة ولستُ املك شيءً فأخذتهُ وطلعتُ به الى الدكان ثم ذهبتُ به الى الحمام والبسته حلةً من الملابس الفاخرة .. واكلتُ أنا واياه .. وقلتُ له : ياأخي أني أحسب ربح دكاني من السنة الى السنة ثم أقسمه دون رأس مال بيني وبينك ثم أني عملت حساب الدكان من ربح مالي فوجدته ألفي دينار فحمدتُ الله عزوجل وفرحتُ غاية الفرح .. وقسمتُ الربح بيني وبينه شطرين .. واقمنا مع بعض أياماً ثم أن اخوتي طلبوا السفر أيضا وارادوا أن أسافر معهم ولم ارضى وقلتُ لهم : أي شيء كسبتم في سفركم حتى أكسب أنا ؟ فألحوا علي ولم اطعهم بل أقمنا في دكاكيننا نبيع ونشتري سنة كاملة وهم يعرضون علي السفر .وانا لم أرضى حتى مضت ستة سنوات كوامل ثم وأفقتهم على السفر وقلتُ لهم : ياأخوتي أننا نحسب ما عندنا من المال فحسبناه وأذا هوه ستة الأف دينار فقلتُ : ندفن نصفها تحت الأرض لينفعنا أذا أصابنا أمراً ويأخذ كل وأحداً منا ألف دينار ونتسبب فيها .



    قالوا : نعم الرآي فأخذتُ المال وقسمته نصفين ودفنتُ ثلاثة ألاف دينار .. أما الثلاثة ألاف الأخرى فأعطيتُ كل واحدً منهم الف دينار وجهزنا بضائع واكترينا مركباً ونقلنا فيه حوائجنا وسافرنا مدة شهر كامل الى أن دخلنا مدينة وبعنا بضائعنا فربحنا بالدينار عشرة دنانير ثم أردنا السفر فوجدنا على شاطئ البحر جارية عليها خلق مقطع فقبلت يدي وقالت : ياسيدي هل لديك أحسان ومعروف أجازيك عليهما ؟ قلتُ : نعم أنا عندي الأحسان والمعروف ولو لم تجازيني فقالت : ياسيدي تزوجني وخذني بلادك فأني قد وهيتُ نفسي فافعل معي معروفاً لأني ممن يصنع معه المعروف والأحسان ويجازي عليهما ولا يغرنك حالي فلما سمعتُ كلامها حن قلبي اليها لأمر يريده الله عز وجل فأخذتها وكسوتها وفرشتُ لها في المركب فرشاً حسناً واقبلتُ عليها وأكرمتها ثم سافرنا وقد أحبها قلبي محبة عظيمة وصرتُ لا أفارقها ليلاً ولا نهاراً وأنشغلتُ بها عن أخوتي فغاروا مني وحسدوني على مالي وكثرة بضاعتي وطمحت عيونهم في المال جميعه وتحدثوا بقتلي واخذ مالي وقالوا نقتل أخانا ويصير المال جميعهُ لنا



    . وزبن اهم الشيطان أعمالهم فجاؤوني وانا نائم بجانب زوجتي وحملوني أنا وزوجتي ورمونا في البحر فلما أستيقظت زوجتي أنتفضت فصارت عفريتة وحملتني وأطلعتني على جزيرة وغابت عني قليلاً وعادت ألي عند الصباح وقالت لي : أنا زوجتك التي حملتك ونجيتك من القتل بأذن الله تعالى واعلم أنني جنية رأيتك وأحبك قلبي لله وانا مؤمنةً بالله فجئتك بالحال الذي رأيتني فيه وتزوجتني وها أنا نجيتك من الغرق وقد غضبتُ على أخواتك ولابد أن اقتلهم فلما سمعتُ حكايتها تعجبتُ وشكرتها على فعلها وقلتُ لها فعلة أم هلاك أخوتي فلا ينبغي ثم حكيتُ لها ماجرى لي معهم من أول الزمان الى أخره فلما سمعت كلامي قالت : أنا في هذه الليلة أطير اليهم واغرق مركبهم وأهلكهم فقلتُ لها : بالله عليك] لاتفعلي فأن صاحب المثل يقول



    : (( يامحسناً لمن أساء كفي المسيء فعله )) هم أخوتي على كل حال قالت : لابد من قتلهم فأستعطفتها ثم حملتني وطارت فوضعتني على سطح داري ففتحتُ الأبواب وأخرجتُ الذي خبأته تحت الأرض وفتحتُ دكاني بعد أن سلمتُ على الناس واشتريتُ بضائع فلما كان الليل دخلتُ داري فوجدتُ هاتين الكلبتين مربوطتين فما رأتاني قامتا ألي وبكيتا وتلقتا بي فلم أشعر الا وزوجتي قالت : هؤلاء أخوتك فقلتُ : ومن فعل بهم هذا الفعل ؟ قالت : أنا أرسلتُ الى أختي ففعلت بهم ذلك ومايتخلصون الا بعد عشر سنوات فجئت وأنا سائر اليها تخلصهم بعد أقامتهم عشر سنوات في هذا الحال فرأيت هذا الفتى فأخبرني بما جرى له فأردتُ أن لاأبرح حتى أنظر مايجري بينك وبينه وهذه قصتي ..فقال الجني : أنها حكاية عجيبة وقد وهبتك ثلث دمه في جنايته .




    تقدم الشيخ الثالث صاحب البغلة فقال للجني : أنا احكي لك حكاية أعجب من حكاية الأثنين وتهب لي باقي دمه وجنايته .. فقال الجني نعم أيها الشيخ ..فقال الشيخ : أيها السلطان ورئيس الجان أن هذه البغلة كانت زوجتي سافرتُ وغبتُ عنها سنة كاملة ثم قضيتُ سفري وجئت اليها في الليل فرأيتُ عبداً أسود راقداً معها في الفراش وهما في كلامً وغنج وضحك وتقبيل وهراش فلما رأتني عجلت وقامت الى كوز ماء فتكلمت عليه ورشتني وقالت : أخرج من هذه الصورة الى صورة كلب فصرتُ في الحال كلباً فطردتني من البيت فخرجتُ من الباب ولم أزل سائراً حتى وصلتُ الى دكان جزار فتقدمتُ وصرتُ أكل من العظام فلما رآني صاحب الدكان أخذني ودخل بي بيته فلما رآتني بنت الجزار تفأجئت به وقالت لأبيها : مابك ياأبت تدخل علينا برجل غريب بيننا .



    . فقال لها وأين هو .. فقالت : هذا الكلب المسحور رجل سحرته زوجته وانا أقدر أن أخلصه فلما سمع أبوها كلامها قال لها : بالله عليكِ ياأبنتي خلصيه فأخذت كوزاً من الماء وتكلمت فيه ورشت علي منه قليلاً وقالت : أخرج من هذه الصورة الى صورتك الأولى فصرتُ الى الصورة الأولى فقبلتُ يدها وقلتُ لها : أريدكش أن تسحري زوجتي كما سحرتني فاعطتني قليلاً من الماء وقالت : أذا رأيتها نائمة رش هذا الماء عليها فأنها تصير كما أنت طالب فوجدتها نائمة في فراشها فرشيتُ عليها الماء وقلتُ : أخرجي من هذه الصورة الى صورة بغلة فصارت في الحال بغلة هي هذه التي تنظرها بعينك أيه السلطان ورئيس ملوك الجان ثم ألتفت عليها الجني وقال للبغلة : أصحيح هذا فهزت رأسها وقالت بالأشارة .. نعم . هذا صحيح فلما فرغ من حديثه اهتز الجني من الطرب ووهب له ثلث دمه المتبقي .
    .



    وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح ..

    فقالت لها أختها : ياأختي مااحلى حديثكِ واطيبه وألذه وأعذبه فقالت : أين هذا مما أحدثكم به الليلة القابلة أن عشتُ وأبقاني الملك فقال الملك : والله لا أقتلها حتى أسمع بقية حديثها لأنه عجيب ثم باتوا تلك الليلة متعانقين حتى الصباح فخرج الملك الى محل حكمه ودخل عليه الوزير والعسكر واحتبك الديوان فحكم الملك وولى وعزل ونهى وأمر الى أخر النهار ثم أنفض الديوان ودخل الملك شهريار الى قصره ...
    وألى أن أقص لكم الليلة الثالثة لكم كل الحب ..


  6. #6

  7. #7
    صديق جديد
    وفي الليلة الثالثة

    قالت لها أختها دنيا زاد: يا أختي أتمي لنا حديثك فقالت حباً وكرامة بلغني أيها الملك السعيد أن التاجر أقبل على الشيوخ وشكرهم هنوه بالسلامة ورجع كل واحد إلى بلده وما هذه بأعجب من حكاية الصياد فقال لها الملك: وما حكاية الصياد؟

    حكايه الصياد مع العفريت
    حكاية الصياد مع العفريت



    قالت: بلغني أيها الملك السعيد أنه كان رجل صياد وكان طاعناً في السن وله زوجة وثلاثة أولاد وهو فقير الحال وكان من عادته أنه يرمي شبكته كل يوم أربع مرات لا غير ثم أنه خرج يوماً من الأيام في وقت الظهر إلى شاطئ البحر وحط معطفه وطرح شبكته وصبر إلى أن استقرت في الماء ثم جمع خيطانها فوجدها ثقيلة فجذبها فلم يقدر على ذلك فذهب بالطرف إلى البر ودق وتداً وربطها فيه ثم عرى وغطس في الماء حول الشبكة وما زال يعالج حتى أطلعها ولبس ثيابه وأتى إلى الشبكة فوجد فيها حماراً ميتاً فلما رأى ذلك حزن وقال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم قال أن هذا الرزق عجيب وأنشد يقول: يا خائضاً في ظلام الله والهـلـكة أقصر عنك فليس الرزق بالحركة

    ثم أن الصياد لما رأى الحمار ميت خلصه من الشبكة وعصرها، فلما فرغ من عصرها نشرها وبعد ذلك نزل البحر، وقال بسم الله وطرحها فيه وصبر عليها حتى استقرت ثم جذبها فثقلت ورسخت أكثر من الأول فظن أنه سمك فربط الشبكة وتعرى ونزل وغطس، ثم عالج إلى أن خلصها وأطلعها إلى البر فوجد فيها زيراً كبيراً، وهو ملآن برمل وطين فلما رأى ذلك تأسف وأنشد قول الشاعر:
    ياحـرقة الـدهـر كــفـــي إن لـم تـكـفـي فـعـفـــي
    فلا يحـظــى أعـــطـــي ولا يصـنـعـه كـــفـــي
    خرجـت أطـلــب رزقـــي وجـدت رزقـي تــوفـــي
    كم جاهل في ظهور وعالم متخفي

    ثم إنه رمى الزير وعصر شبكته ونظفها واستغفر الله وعاد إلى البحر ثالث مرة ورمى الشبكة وصبر عليها حتى أستقرت وجذبها فوجد فيها شفافة وقوارير فأنشد قول الشاعر: هو الرزق لا حل لديك ولا ربط ولا قلم يجدي عليك ولا خـط

    ثم أنه رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم أنك تعلم أني لم أرم شبكتي غير أربع مرات وقد رميت ثلاثا، ثم أنه سمى الله ورمى الشبكة في البحر وصبر إلى أن أستقرت وجذبها فلم يطق جذبها وإذا بها أشتبكت في الأرض فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله فتعرى وغطس عليها وصار يعالج فيها إلى أن طلعت على البحر وفتحها فوجد فيها قمقما من نحاس أصفر ملآن وفمه مختوم برصاص عليه طبع خاتم سيدنا سليمان.

    فلما رآه الصياد فرح وقال هذا أبيعه في سوق النحاس فإنه يساوي عشرة دنانير ذهبا ثم أنه حركه فوجده ثقيلاً
    فقال: لا بد أني أفتحه وأنظر ما فيه وأدخره في الخرج ثم أبيعه في سوق النخاس ثم أنه أخرج سكينا، وعالج في الرصاص إلى أن فكه من القمقم وحطه على الارض وهزه لينكت ما فيه فلم ينزل منه شيء ولكن خرج من ذلك القمقم دخان صعد إلى السماء ومشى على وجه الأرض فتعجب غاية العجب وبعد ذلك تكامل الدخان، واجتمع ثم انتفض فصار عفريتاً رأسه في السحاب ورجلاه في التراب برأس كالقبة وأيدي كالمداري ورجلين كالصواري، وفم كالمغارة، وأسنان كالحجارة، ومناخير كالإبريق، وعينين كالسراجين، أشعث أغبر.

    فلما رأى الصياد ذلك العفريت ارتعدت فرائصه وتشبكت أسنانه، ونشف ريقه وعمي عن طريقه فلما رآه العفريت قال لا إله إلا الله سليما نبي الله،
    ثم قال العفريت: يا نبي الله لا تقتلني فإني لا عدت أخالف لك قولاً وأعصي لك أمراً، فقال له الصياد: أيها المارد أتقول سليمان نبي الله، وسليمان مات من مدة ألف وثمانمائة سنة، ونحن في آخر الزمان فما قصتك، وما حديثك وما سبب دخولك إلى هذا القمقم.

    فلما سمع المارد كلام الصياد قال: لا إله إلا الله أبشر يا صياد، فقال الصياد: بماذا تبشرني فقال بقتلك في هذه الساعة أشر القتلات قال الصياد: تستحق على هذه البشارة يا قيم العفاريت زوال الستر عنك، يا بعيد لأي شيء تقتلني وأي شيء يوجب قتلي وقد خلصتك من القمقم ونجيتك من قرار البحر، وأطلعتك إلى البر فقال العفريت: تمن علي أي موتة تموتها، وأي قتلة تقتلها فقال الصياد ما ذنبي حتى يكون هذا جزائي منك.

    فقال العفريت اسمع حكايتي يا صياد،
    قال الصياد: قل وأوجز في الكلام فإن روحي وصلت إلى قدمي.

    قال اعلم أني من الجن المارقين، وقد عصيت سليمان بن داود وأنا صخر الجني فأرسل لي وزيره آصف ابن برخيا فأتى بي مكرهاً وقادني إليه وأنا ذليل على رغم أنفي وأوقفني بين يديه فلما رآني سليمان استعاذ مني وعرض علي الإيمان والدخول تحت طاعته فأبيت فطلب هذا القمقم وحبسني فيه وختم علي بالرصاص وطبعه بالاسم الأعظم، وأمر الجن فاحتملوني وألقوني في وسط البحر فأقمت مائة عام وقلت في قلبي كل من خلصني أغنيته إلى الأبد فمرت المائة عام ولم يخلصني أحد، ودخلت مائة أخرى فقلت كل من خلصني فتحت له كنوز الأرض، فلم يخلصني أحد فمرت علي أربعمائة عام أخرى فقلت كل من خلصني أقضي له ثلاث حاجات فلم يخلصني أحد فغضبت غضباً شديداً وقلت في نفسي كل من خلصني في هذه الساعة قتلته ومنيته كيف يموت وها أنك قد خلصتني ومنيتك كيف تموت.

    فلما سمع الصياد كلام العفريت قال: يا الله العجب أنا ما جئت أخلصك إلا في هذه الأيام، ثم قال الصياد للعفريت، اعف عن قتلي يعف الله عنك، ولا تهلكني، يسلط الله عليك، من يهلكك. فقال لا بد من قتلك، فتمن علي أي موتة تموتها فلما تحقق ذلك منه الصياد راجع العفريت وقال اعف عني إكراماً لما أعتقتك، فقال العفريت: وأنا ما أقتلك إلا لأجل ما خلصتني،
    فقال الصياد: يا شيخ العفاريت هل أصنع معك مليح، فتقابلني بالقبيح ولكن لم يكذب المثل حيث قال: فعلنا جميلاً قابـلـونـا بـضـده وهذا لعمري من فعال الفواجـر
    ومن يفعل المعروف مع غير أهله يجازى كما جوزي مجير أم عامر
    فلما سمع العفريت كلامه قال لا تطمع فلا بد من موتك، فقال الصياد هذا جني، وأنا إنسي وقد أعطاني الله عقلاً كاملاً وها أنا أدبر أمراً في هلاكه، بحيلتي وعقلي وهو يدبر بمكره وخبثه، ثم قال للعفريت: هل صممت على قتلي قال نعم، فقال له بالاسم الأعظم المنقوش على خاتم سليمان أسألك عن شيء وتصدقني فيه، قال نعم، ثم إن العفريت لما سمع ذكر الاسم الأعظم اضطرب واهتز وقال: اسأل وأوجز، فقال له: كيف كنت في هذا القمقم، والقمقم لا يسع يدك ولا رجلك فكيف يسعك كلك، فقال له العفريت: وهل أنت لا تصدق أنني كنت فيه فقال الصياد لا أصدق أبداً حتى أنظرك فيه بعيني،
    ووهناأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

    والىاللقاء مع ليلة أُخرى من ليالي الف ليلة وليلة


  8. #8
    صديق جديد
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة prïnċë häïdër مشاهدة المشاركة
    كلش تعجبني قصص الف ليلة وليلة
    شكرا ياوردة
    شكرآ لك اخي هذا من ذوقك

  9. #9
    صديق جديد
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد الحمزاوي مشاهدة المشاركة
    قصة رائعة وجميلة تسلم ايدك
    هلوووووووو عماد
    نورت
    الرؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤعه في مرورك
    يسلمووووووووووووو

  10. #10
    صديق جديد
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الساري مشاهدة المشاركة
    قصة جميلة اريد اخلصهة ماكو وطفرت ليلتين
    منور محمد الجميل هو حضور القصة طويله ولازم هيك يكون النشر

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال