اى مأساةٍ هى
واى اسفٍ يبقى
بالنفوس مخيما
يجتاحها كاجتياح الكون
من ليلٍ كئيب مظلِما
جوريةٌ تركت بليل روضها
هربا الا يؤرق قطرات الندى
حلو عبيرها ورحيقها
عشقتها قطرات الندى
فهى عالقة بها
كل صبحٍ ومسا
راقها عبق بها
تفتق حزنا واسى
فانداح عطرا به الريح سرى
كل قطرة سقطت عليها
دون كلفٍ
التصقت بها
تبثها حبا باسطة يديها بالندا
هالها الامر فجزعت
اى قطرة ترضيها
من بين قطرات الندى
كل قطراته تدعوها شقفا
فمن ترضى فيها ياترى
خشيت تؤرقها حزناً
بالصد عنها
فولت هاربة.
يا كل قطرات الندى
هلا رحمتم وردةً
اثقل كاهلها الزمان
تاسيا وتالما
هلا كففتم عشقكم اياها
وامتنعتم بالندا
دعوها فما كان الرحيق بها
لاجل قطرة فيكم عطاءا اوحدا
نبتت لاجل الروض اكمله
تعطره بارجٍ فيه طواف المدى
رحيقها كل الفراشات تعشقه
تُسَرُ به طوافا حولها نشوى
ولا تصبو ولا تهفو له نهلا
تصابحها الاطيار فى الافنان سكرى
تغردُ نشوةً فرحة
تداعبها الشمس ان هى اشرقت
وان غربت تباكت عليها حسرة
اذ هى عنها قد ارتحلت
القمرُ ليلا يسامرها
ليضحكها
يزيل عنها الهم والضجرا
شذى الازهار يغبطها
ويخدش منها الحياء
ان مر برفقة الانسام
او اليها فى بعده نظرا
بها رقة الاحساس
ممزوجة حزرا
ان ناح غريدٌ اسىً
وجلت وقالت فى نفسها انا السببا
حزنت وانزوت وما كان منها سوى الهربا
خلو سبيلها قد اضعتم عبقها
منها حُرمتم ومن بديع رحيقها
جورية الروض الاثيرة عودى
الى الروض فعشق الندى
لمثلك ليس بالشىء الجديدِ
لا تعبهى بكل قطرات الندى
ردى على ماشئت منها
لا بما تهوى هى
لكن كيفما انتِ تُريدى
بقلمى/ ود جبريل