الأجهزة الجوالة تتحول إلى جواسيس.. وتخون أصحابها
هواتف وكاميرات وطابعات تتلصص على النشاطات الفردية
لندن: «الشرق الأوسط»
بمقدور أجهزتك التي تستخدمها أن تسرب اسمك، ونشاطك على الهاتف الجوال، وحتى المكان الموجود فيه بسهولة تامة، من دون أن تدري. هذه هي الرسالة التي حملتها إيفا غالبيرن، الناشطة في مؤسسة «إلكترونيك فرونتير فاونديشن» (إي إف إف) إلى جمهورها في معرض «ويب 2.0 إكسبو»، التي قالت لمقدمي خدمة هذه الأجهزة «إذا كانت معداتكم تقوم بتسريب معلومات عن مستخدميها وبياناتهم، فأنتم ربما تقومون بإنتاج برمجيات تخون أصحابها». وأضافت أن الهاتف الجوال، والكاميرا الرقمية، وطابعة الليزر الملونة، قد تخون خصوصيات أصحابها، من دون علمهم. وكانت هذه المؤسسة قد صنفت البرنامج أو الأجهزة التي تعمل من وراء ظهر مستخدميها، وتسرب خصوصياتهم، بـ«البرامج الخائنة»، أو «برمجيات الخيانة».
وأبلغت الباحثة الحضور بأنه في إحدى الحالات قام أحد السياسيين الألمان برفع دعوى على الشركة المقدمة لخدمات هاتفه الجوال لمعرفة ما هي المعلومات التي تملكها حوله. وكشفت أن الشركة المقدمة للخدمة، كانت تلاحقه وتتعقبه لشهور لمعرفة من كان يتصل بهم، وطول فترة المخابرة، ومحتويات بريده الإلكتروني، ورسائله النصية. وقد اكتشف مالتي سبيتز أن الشركة المقدمة لخدمات هاتفه، وهي «دويتش تليكوم»، قامت بتسجيل مكان وجوده في أكثر من 35 ألف مناسبة على مدى ستة أشهر، استنادا إلى صحيفة «نيويورك تايمز». وخاض سبيتز، وهو من دعاة حماية الخصوصيات، معركة دامت ستة أشهر في المحاكم، مع الشركة الأم لـ«تي - موبايل» في الولايات المتحدة، لكي يحصل منها على المعلومات.
وأفادت إيفا بأن كل هذه المعلومات موجودة في سجلات شركة هاتفك الجوال وجاهزة للاستدعاء. وأوضحت «كلنا يعلم أن دول الاتحاد الأوروبي تملك قوانين أكثر صرامة تتعلق بحماية الخصوصيات، من الولايات المتحدة، مما يجعلنا نتساءل ما إذا كان من المحتمل أكثر بالنسبة إلى شركات الهاتف في الولايات المتحدة أن تقوم بتخزين معلومات وبيانات تتعلق بمستخدمي أجهزتها، أم لا».
* غزو الخصوصيات
* ومن المتوقع أن تقوم الهواتف الجوالة قريبا بغزو خصوصيات مستخدميها بصورة أكبر. فقد تقدمت «أبل» بطلب ترخيص براءة في أغسطس (آب) الماضي تتعلق بتقنية جديدة بمقدورها التعرف على مستخدمي أجهزتها «آي» - أي التي تبدأ بالحرف i - غير المصرح لهم، عن طريق تسجيل أصوات المصرح لهم، ونبضات قلوبهم، وتخزين هذه البيانات في نظام التشغيل. وحالما يحاول أحد هؤلاء غير المصرح لهم، استخدام جهاز «آي»، فإنه يجري التقاط هذه البيانات البيولوجية، ومقارنتها بما هو مخزن في قاعدة المعلومات. فإذا لم تتطابق، يمكن لنظام التشغيل إغلاق الملفات الحساسة، وبالتالي تقييد استخدام غيرها.
مثال آخر عن تسريب المعلومات ذكرته إيفا، وذلك في عام 2005، عندما طرحت «سوني» وسيلة خفية توضع في أقراصها الموسيقية «سي دي» لمنع الناس من نسخها. وهذا ما أدى إلى هياج شعبي ودعوى قضائية رفعتها «إي إف إف» عندما أنكرت «سوني» وجود مشكلة أمنية.
«فإذا كانت (سوني) تملك مثل هذا التهور أو الطيش لإلغاء عمل مشغل (سي دي) بشكل سري، فإنها قادرة أيضا على تدمير مشغل القرص الصلب»، تقول إيفا. وجرى رفع 15 دعوى مختلفة على الأقل على «سوني» في نيويورك، لكن الأخيرة تمكنت في النهاية من تسوية المسألة عام 2006.
* بيانات جغرافية
* وجهاز ربط الصور التي تلتقطها الكاميرات الرقمية ببيانات جغرافية هو مصدر خطر أيضا لمستخدميه. وكان أول من اكتشف ذلك آدم سافيج، العضو في فريق «ميث باسترز» في قناة «ديسكفري». وتقول إيفا إن آدم قام خلال السنة الماضية بوضع صورة من منزله على موقع «تويتر» غير آبه بأن كأميرته الرقمية كانت مزودة ببيانات جغرافية معززة تكشف موقع الصورة التي جعلت الناس يعرفون أين يقيم.
أما بالنسبة إلى الطباعة الملونة بالليزر فتظهر في بعض المطبوعات نقاط صفراء صغيرة جدا بالكاد ترى. وهذه تدل متى طبعت الوثيقة، واسم المستخدم الذي طبعها، والرقم التسلسلي للطابعة، كما توضح إيفا. وقد جاءت هذه النقاط الصفراء بناء على طلب مؤسسات الأمن في الولايات المتحدة، المهتمة بكشف عمليات التزوير. وتقول إيفا إنه جرى تأسيس موقع لمساعدة الناس على فك رموز هذه النقاط.
وتضيف إيفا أن عبء حماية الخصوصيات يقع على عاتق مطوري الأجهزة والبرمجيات، وعليهم ضمانة الحصول على إذن المستخدم مسبقا قبل وضع ميزة جديدة في منتجاتهم، وألا تكون هذه الخصوصيات عرضة للكشف كأمر ساري المفعول، أو فرضي يعمل تلقائيا.
رد مع اقتباس