صدى الحقيقة
تكشف الرسائل الإلكترونية التي سرّبتها “ويكيليكس” من شركة الاستخبارات الأميركية «ستراتفور» عن تقديم الموساد الإسرائيلي مساعدة سرية للاستخبارات السعودية.
العلاقة الاستخبارية بين الموساد الإسرائيلي والاستخبارات السعودية ظهرت في مجموعة من الرسائل البريدية الإلكترونية المسربة من شركة الاستخبارات الأميركية «ستراتفور»، وتحديداً تلك المرسلة بتاريخ 2 أيار/مايو 2007، والتي تضمنت مناقشات بين نائب رئيس «ستراتفور» لشؤون مكافحة الإرهاب، فريد بورتون، ومحللين في ما يتعلق بالتعاون السري السعودي ـــ الإسرائيلي، كما أنها تشير إلى اهتمام هؤلاء بإنشاء علاقات تجارية خاصة مع نظام الحكم في السعودية.
بدأت المناقشات بإرسال بورتون رسالة قصيرة إلى أحد المحللين، وهو مصدر استخباري «بشري» لم يسمّه، الذي كشف عن أن الموساد الإسرائيلي عرض مساعدة «سرية» على الاستخبارات السعودية في جمع المعلومات الاستخبارية وتقديم المشورة بشأن إيران ومن الواضح أن «مركز العبور الأساسي إلى الرياض» كان مدينة نيقوسيا في قبرص. (doc-id 1227888).
وفي سياق ما يشبه النصيحة، لفت المصدر إلى أن السعودية تلعب «على جانبي السياج، مع الجهاديين والإسرائيليين، خوفاً من ألا يكون لدى الولايات المتحدة قدرة على السيطرة على أي منهما».
وفي الختام، كشف المصدر أن «مجموعة من ضباط الموساد الطموحين، السابقين والحاليين، يعقدون حزمة من الصفقات لبيع السعوديين معدات أمنية، معلومات استخبارية، وخدمات استشارية» وهذه الجملة تعني أن علاقة أمن وتجارة جمعت الدولة العبرية والنظام الحاكم في المملكة العربية السعودية.
الرئيس والمدير المالي في «ستراتفور»، دون كايكندال، شارك في رسالة بورتون أيضاً، حيث سأل الأخير «هل ضممنا وزارة الخارجية السعودية واستخباراتها إلى لائحة عملائنا؟ إنني أقترح إرسال مايك باركس (أحد موظفي ستراتفور المعنيين باستقدام العملاء»، صديق الأمير بندر بن سلطان، لإقناعهم. 100,000 $ مبلغ تافه بالنسبة إلى هؤلاء، أعتقد أنه ليس لدى جانكا علاقات مع هؤلاء… (كلمات بذيئة تستخدم لإهانة العرب)».
هذا الاقتراح لاقى استحساناً لدى كبار الموظفين في «ستراتفور»، على الرغم من قلقهم إزاء إمكان تحمّلهم نفقات سفر أحد الموظفين إلى الرياض لإتمام العملية.
تبادل الرسائل الإلكترونية انتهى مع بورتون حين حاول إضفاء شيء من روح فكاهته العنصرية المعتادة قائلاً: «إما نريد رؤوس المنشفة هؤلاء عملاء لنا أو لا. ويمكنني أن أقطع رأس أي شخص نرسله إلى الرياض».
تجدر الإشارة إلى أن السعودية جددت تأييدها في عام 2007 لمبادرة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إضافة إلى أن تقريراً في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية يعود إلى شهر آب/أغسطس من العام نفسه ذكر أن وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، كان حريصاً على المشاركة في مؤتمر أنابوليس الذي كان مزمعاً عقده في الخريف، وذلك في مقابل إشارة إسرائيل إلى «الانفتاح» على الخطة السعودية.