انتشر فى الأسواق المصرية زيت الزيتون بكثرة، وتعددت أنواعه، واختلفت أسعاره بمقاييس كبيرة، وفى ظل إقبال المصريين والعرب المتزايد على زيت الزيتون بعد معرفة فوائده الطبية، مقارنة بالزيوت الأخرى المتداولة، كان لابد من معرفة أنواع زيت الزيتون، وأيهما يجب أن تختار.
يقول الدكتور خالد مصيلحى، أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية،
إن شركة واحدة يمكنها أن تنتج أكثر من نوع من زيت الزيتون، ومع تعدد الأنواع تتفاوت الأسعار بين هذه الأنواع بشكل كبير، وهناك فرق بين هذه الأنواع فى الفوائد الطبية تتناسب مع التفاوت فى الأسعار،
وتتلخص الأنواع فيما يلى مرتبة من الأجود إلى الأقل جودة:
- النوع الأول وهو زيت زيتون بكر ممتاز (Extra virgin oil) وهو أجود أنواع زيت الزيتون وأغلاهم سعرا، ويتم الحصول عليه بعصر الزيتون على البارد، ويشترط أن تكون أول عصرة للزيتون، وأن تكون نسبة الحموضة أقل من 1% (نسبة لحمض الأوليك فى الزيت)، لأنها كلما قلت نسبة الحموضة ازدادت جودة زيت الزيتون وميزة هذه الطريقة فى التحضير، أنها بدون أى إضافات كيميائية، وبدون تسخين أو إضافة ماء ساخن، علاوة على أنها أول عصرة يتعرض لها الزيتون، فيحتفظ الزيت بنسبه المتوازنة الطبيعية من الرائحة والطعم، ونسبة الحموضة، ويحتوى على نسبة عالية من العناصر الغذائية والأحماض الدهنية غير المشبعة وفيتامين E، وهو المسئول عن فوائد زيت الزيتون العديدة، ومنها تقليل نسبة الدهون الضارة فى الجسم (LDL)، فيحمى القلب والشعيرات الدموية، خاصة لدى مرضى ضغط الدم المرتفع، ويقلل نسبة الجزيئات الشاردة فى الدم التى تغير من تركيبة الحمض النووى (DNA)، فيقلل نسبة الإصابة بالأورام السرطانية، ويعتبر مضاد للأكسدة قوى، وممكن استخدام هذا الزيت فى كل أنواع الأكل، ولكن مع توخى الحذر من تعرضه لدرجات حرارة عالية، كما فى القلى، لأنه يفقده كل المزايا الطبية.
النوع الثانى وهو زيت الزيتون البكر: (Virgin oil) ويأتى فى المرتبة الثانية بعد النوع السابق من حيث الجودة، ويتم تحضيره بنفس الطريقة السابقة، ولكن يفرق عن النوع السابق فى ارتفاع نسبة الحموضة عن 1%، وقد تصل لـ 3%، وتحاول الشركات المنتجة تقليل نسبة الحموضة لتصل لـ 2%، واختلاف نسبة الحموضة يؤثر بالطبع عل طعم ورائحة الزيت، كما تتأثر الفوائد الطبية قليلا، ولذلك فهو أقل سعرا من النوع السابق.
- النوع الثالث وهو زيت الزيتون النقى (Pure oil): ورغم اسمه الخادع نقى ولكنه يأتى فى المرتبة الثالثة من حيث جودة النوع بعد النوعين السابقين، وبالطبع أرخص سعرًا، ويتم تحضيره بتكرير زيت الزيتون وتعرضه للحرارة، مما يؤثر على طعمه ورائحته وتقل تركيزات العناصر المفيدة فيه مثل فيتامين E بنسب ملحوظة، وترتفع نسبة الحموضة فيه، وبالطبع تتأثر النكهة والطعم للزيت مما يضطر المنتجين بخلطه بنسبة من الزيت البكر، لإضافة نكهة وطعم إليه، وتختلف نسبة الزيت البكر المضاف من شركة لشركة، وبالطبع يختلف معها السعر والجودة، ويعتبر هذا النوع مناسبا أكثر للطهى الذى يحتاج درجات حرارة عالية، ولكن فوائده الطبية ونكهته المميزة قليلة جدًا مقارنة بالنوعين السابقين.
- النوع الرابع وهو زيت الزيتون الخفيف (Light): وهو نوع يشتريه المستهلك مخدوعا فى اسمه أنه خفيف ظنا خطأ أنه أقل دهوناً، ولكن كلمة خفيف هنا تعنى أقل وأخف نكهة ورائحة وطعم، مما يفقد زيت الزيتون الطعم المميز له، ويتم تحضيره بالتكرير كالنوع السابق، ويضاف له نسب ضئيلة جدا جدا من الزيتون البكر فتختفى معه كل مزايا الطعم والرائحة لزيت الزيتون، وبالطبع تقل الفوائد الطبية له بطرق ملحوظة، ويحتوى على نسبة عالية من السعرات الحرارية والدهون على عكس ما يعتقده المستهلك أنه خفيف من اسمه.
- النوع الخامس وهو زيت تفل الزيتون (Pomace olive oil): وهو أسوأ وأرخص أنواع زيت الزيتون ويتهافت عليه المستهلكين لأن سعره تقريبا نصف سعر الأنواع السابقة ولكنه لا يحتوى على أى عناصر غذائية ولا فيتامينات ولا طعم ولا نكهة ولا رائحة، ويتم تحضيره بأخذ بواقى أو تفل الزيتون المتبقى من عصر الأنواع السابقة، ويعاد عصره ووضعه تحت مكابس وأجهزة طرد مركزى، ويتم إضافة مذيبات عضوية له مثل الهكسان لاستخلاص ما قد يتبقى فى هذا "التفل" من زيت، ويعتبر أقل أنواع الزيوت لأن مصدره ليس الزيتون، ولكن بواقى الزيتون أو تفل الزيتون بعد أن تم عصرها من قبل، علاوة لتعرضه لعمليات مختلفة، ويضاف له كيماويات تجعله ضار على الصحة أو على الأقل ليس به أى فائدة طبية، وقد يضطر المنتجين لإضافة نسبة ضئيلة من الزيت البكر له لإضافة نكهة خفيفة له تساعد على تسويقه.
ويقول الدكتور خالد مصيلحى لا ننسى أن الزيتون من النباتات القليلة المذكورة فى القرآن وشجرتها مباركة،
وكيف لا تكون الشجرة مباركة،
وقد أقسم الله تعالى بها أو بأرضها على اختلاف بين المفسرين فى قوله تعالى "والتين والزيتون وطور سينين"،
وكيف لا تكون مباركة، وقد شبه الله تعالى نوره بالنور الصادر عن زيتها حين قال "يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية".