الموقع والتسمية
تقع هذه المدينة على مسافة 40 كم جنوب بغداد، وهي تحمل عدة أسماء، فهي "المدائن" (بالآرامية)، و"طيسفون" (بالفارسية)، و"سلوقيا" (بالإغريقية). وقد بناها الفرثيون وهم أقوام جاؤوا من جنوب إيران، واستولوا على العراق عام 141 ق.م، وبنوا مدينة طيسفون لتكون عاصمة لهم، كذلك اختارها الساسانيون لتكون عاصمتهم الشتوية، مع عاصمتهم الصيفية، سوسة، في إيران، بعد أن تمكن أردشير الساساني من القضاء على ارطبان آخر ملوك الفرثيين عام 224 للميلاد. ومنذ ذلك الوقت حكمت الدولة الساسانية العراق حتى الفتح الإسلامي.
ويظهر أن اختيار هذه المنطقة لتكون عاصمة لأعظم الدول في تلك الحقبة ،كان لاعتبارات عسكرية، حيث إنها محمية بمانع طبيعي هو نهر دجلة من جهة الشرق، كما أن توفر المياه ساعد على بناء تجمعات سكانية مستقرة. ولعل أبرز ما في هذه المنطقة هو القصر الذي بناه شابور الأول (241-275م) والذي يعرف بالقصر الأبيض أو قصر كسرى والذي يحتوي على أشهر طاق في التاريخ وهو ما يعرف بـ"طاق كسرى".
طاق كسرى
يعتبر طاق كسرى من أعظم الطوق في العالم القديم، وأعلاها. وهو جزء من القصر الأبيض، وقد تهدمت جدرانه واندكت ولم يبق من معالمه إلا الطوق وبعض الأسس. وهناك أكوام من الردم والأنقاض منتشرة على مسافة مئات الأمتار، مما حول الطاق. وما تبقى من البناء تدل على عظمة القصر عندما كان شاخصا في عهده الغابر. يبلغ ارتفاع الطاق عن سطح الأرض حوالي 30 مترا وعرضه 25.5 مترا وسمك جداره من الأسفل 7 أمتار. ويطل الإيوان على الشرق وله ثلاثة أبواب، واحد من اليمين والآخر على اليسار وكلاهما قرب فتحة الإيوان، والثالث قرب الجدار الغربي. وإلى يسار الإيوان هناك حائط شاهق يعلو حتى قمة الطاق، يبلغ سمكه من الأسفل 6 أمتار، وقد تم إسناد هذا الحائط بمسند من الآجر والاسمنت مؤخرا لحمايته من الانهيار. أما بالنسبة للحائط الذي كان قائما إلى الجانب الأيمن من الإيوان، فقد تهدم عام 1887 بفعل فيضان دجلة.
لقد كشفت البعثات التنقيبية الأجنبية، ومنها الألمانية عام 1931، بالاشتراك مع متحف متروبولتن في نيويورك الكثير من أسرار هذا القصر، حيث ظهر أن مساحة المدينة هي نحو 3 كيلومترات مربعة. واستطاعت هذه البعثة، الكشف عن أبنية مختلفة، وسور المدينة، وحددت معالم القصر. وقد ظهر بأن القصر يتكون من الإيوان الكبير في الوسط، وهو قاعة العرش، وهذا محاط بحجرات صغيرة من الشمال والجنوب، وهي ملاصقة لجداري الإيوان، وأمامها ردهة طويلة تنتهي بردهة واسعة جدا تقع على محور الإيوان. والبناية كلها معقودة بالآجر والجص، ومطلية من الداخل بالجص والألوان الزاهية. أما واجهة البناء والتي كانت نحو الشرق، فإنها كانت مزينة بنقوش جصيّة وتماثيل رخامية كبيرة.
وقد أسفرت الحفريات عن استخراج مجموعات مختلفة من الآثار التي تعود إلى الفترات الهيلنستية والفرثية والساسانية والإسلامية، كان بينها جرار مزججة، وقوارير زجاجية، ونقوش جبسية وتماثيل رخامية، وأدوات نحاسية متنوعة، مع مقدار كبير من المسكوكات الفضية والنحاسية.
لقد تحدث كتاب العرب القدامى عن فسيفساء هذا القصر، ونقوشه المطعمة بالذهب والأحجار الكريمة، وستائره الحريرية، وسجاده النفيس، وذكروا التماثيل التي كانت تزين واجهات القصر وردهاته والكتابات التي كانت مسطورة على جدران الإيوان، بالأحرف السريانية واللغتين الفهلوية والفارسية .
مراقد للصحابة وأهل البيت
بعد ضم العراق إلى الدولة الإسلامية زمن الخليفة عمر بن الخطاب، اتخذ بعض الصحابة هذا الإقليم محل سكنى لهم، ومنهم الصحابي الجليل سلمان الفارسي الذي ولاه الخليفة الراشد الثاني على العراق .
اسمه روزيه ثم سماه رسول الله (ص) بعد إسلامه سلمان، ويسميه أهل العراق "سلمان باك" وهو لفظ أعجمي معناه "سلمان الطاهر". وقد توفي بالعراق سنة 34 هجرية ودفن في المدائن على مسافة قصيرة من شمال الطاق.
ضريح الصحابي سلمان الفارسي
يتكون الضريح من صحن واسع، له بابان كبيران، ويحتوي على عدة أواوين، تم اقتطاع جزء منها وتحويله إلى مدرسة دينية. في أعلى الضريح هناك مئذنتان عاليتان، وأربع قباب، واحدة فوق مرقد سلمان، واثنتان في أعلى ضريح عبد الله بن جابر الأنصاري، والسيد طاهر (رضي الله عنهم أجمعين)، وواحدة في أعلى المسجد.
يوجد على الجهة اليمنى من الضريح مسجد يؤمه أهل المنطقة للصلاة فيه يوميا، أما في أيام الجمع فإن المسجد يمتلئ بالمصلين، مما اضطر القائمين على شوؤن الضريح إلى تهيئة مسقفات خارج حرم المسجد لحماية المصلين من الحرارة والأمطار. بعد اجتيازك الصحن تكون قبالة باب صغير مكتوب في أعلاه قول الرسول الأكرم (ص) "سلمان منا أهل البيت".
عند اجتياز هذا الباب ، هناك رواق مساحته بحدود ستين مترا مربعا، توجد فيه مكتبة صغيرة لحفظ القرائين، مع لوحة مكتوب بها الدعاء الخاص بالزيارة، وأن هذا الرواق قد تم تجديده حديثا، حيث تم تزيين سقفه بالعديد من النقوش الإسلامية الجميلة. في منتصف الرواق، هناك باب صغيرة تؤدي مباشرة إلى المرقد.
يقع المرقد وسط حرم صغير، يحتوي على شباك صغير يطل على الرواق، ويوجد داخله باب حديدي صغير يؤدي إلى مرقد الصحابة حذيفة بن اليمان وعبد الله بن جابر الأنصاري ، والسيد الطاهر بن الإمام محمد الباقر (رضي الله عنهم أجمعين)، وهذا الحرم تزينه النقوش الإسلامية البديعة.
يوجد في أعلى المرقد صندوق أركانه من الخشب الصاج، يحتوي على مشبك من الفضة المطلية، وتوجد في أعلى أركانه الأربعة قناديل نحاسية كل واحدة منها تشغل ركنا من هذه الأركان.
مرقد الصحابي حذيفة بن اليمان
على الجهة اليسرى من مرقد الصحابي سلمان الفارسي، ومن خلال باب صغير من داخل المرقد، وآخر من الخارج ، يقع مرقد الصحابي حذيفة بن اليمان، صاحب رسول الله (ص)، ومن الذين أبلوا بلاءً حسنا في معارك المسلمين، وصاحب الدرجة العالية من العلم بالكتاب والسنة. ولاه عثمان بن عفان ولاية المدائن، وبعد مقتل عثمان أقره الإمام علي بن أبي طالب (ع) على ولايته، وتوفي هناك سنة 36 هـ. كان قبره وقبر الصحابي عبد الله بن جابر الأنصاري على ضفة نهر دجلة، إلا أنه نتيجة للتآكل الذي حصل في الضفة الغربية لنهر دجلة بسبب الفيضان تم نقل رفاتهما إلى موضعه الحالي عام 1931م. إن الحرم الذي يوجد مرقد هذا الصحابي فيه، هو مساو لحرم الصحابي سلمان الفارسي بالمساحة. عند اجتياز الباب الخارجي لهذا الضريح وفي الجهة اليمنى من الحرم يقع مرقد حذيفة بن اليمان.
يوجد في أعلى المرقد صندوق من الخشب الصاج يحتوي على مشبكات جميلة مصنوعة من نفس الخشب أيضا، ويوجد في أعلاه إطار من الألمنيوم.
مراقد أخرى
داخل نفس الحرم، وعلى بعد أربعة أمتار، يوجد هناك مرقد آخر للصحابي عبد الله الأنصاري، ابن الصحابي المشهور جابر بن عبد الله الأنصاري، الذي شهد بدرا وثماني عشرة غزوة مع النبي (ص)، وامتد به العمر حتى مات سنة 78 من الهجرة، ويعد من أجلاء المفسرين. وكذلك، وضمن نفس المرقد، وعلى الجهة الأخرى، هناك مرقد السيد طاهر بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
بانوراما القادسية
ونفس الموقع شهد انتصار المسلمين على الفرس في معركة القادسية، حيث سار الجيش بقيادة سعد بن أبي وقاص نحو المدائن، وبمجرد رؤيتهم لإيوان كسرى تذكروا وعد رسول الله (ص) لهم بفتح إيوان كسرى، فحاصر سعد المدينة في ذي الحجة سنة 14 هـ، هرب أصحاب القصر، ودخل سعد وجيشه المدائن والقصر الأبيض.
وقد تم بناء بانوراما تجسد معركة القادسية، وبمؤثرات صوتية ذات تقنية عالية، في مبنى أعد خصيصا لهذا الغرض مع بنايتين أخريين واحدة للأجهزة وأخرى لسكن العاملين، وتحتوي أيضا على خدمات للزائرين، وكان يزورها الكثير من الزوار وخصوصا طلبة المدارس، حيث كانت تنظم سفرات جماعية لهم. وللأسف الشديد، فانه قد تم سلب ونهب جميع المحتويات والآلات، ولم يسلم حتى المبنى من معاول الهدم، وذلك في أعقاب سقوط النظام السابق وأصبح المكان حاله حال قصر كسرى، أثرا بعد عين.
مجمع المدائن السياحي
على ضفاف نهر دجلة الخالد، ووسط غابات من أشجار الحمضيات التي تشتهر بها المنطقة وأشجار النخيل، وعلى مسافة لا تبعد عن طاق كسرى أكثر من كيلومتر واحد أنشأ مجمع المدائن السياحي في سبعينات القرن الماضي .
يضم هذا المجمع فندقا ذا طابقين، يحتوي على 20 غرفة نوم مزودة بكافة وسائل الراحة. بالإضافة إلى هذا الفندق الجميل، وهنالك خمس فيلات سياحية، تحتوي كل منها على غرفتي نوم وغرفة استقبال ومطعم وحمام، كما توجد هناك 16 شقة و16 غرفة مفردة.
يحتوي هذا المجمع على سوبر ماركت، ومسبح أولمبي وحدائق غناء مزودة بوسائل لهو للأطفال. وفي الجهة المطلة على نهر دجلة توجد عوامة كانت معدة لتكون كازينو عائم، علما أن أجور المبيت في هذه المرفقات زهيدة جدا حيث إن أجرة المنام لليلة واحدة في الفيلا مع الخدمة هي بما يعادل 20 دولارا، أما الغرفة المفردة فإن أجورها لا تزيد عن 8 دولارات. ومن الأهمية بمكان أن نذكر أنه قبل احتلال العراق كان من الصعب جدا الحصول على حجوزات خصوصا ليالي الجمع، لأنه كان المكان المفضل للعرسان، ومن يبحث عن الراحة والهدوء. وكذلك فإن الكثير من العوائل كانت تأتي إلى هذا المجمع خصوصا أيام الجمع والعطل الرسمية والدينية، حيث اعتاد البغداديون قضاء اليوم الذي يلي عيدي الفطر والأضحى والذي يسمى بـ"الكسلة" في هذا المكان، والكل يردد الأهزوجة الشعبية "المايزوره لسلمان عمره خسارة". أما في أعقاب الأحداث الأخيرة فقد انحسرت الحركة بشكل كبير.
هاي صورة لطاك كسرى في الماضي
وهذا ايوان كسرى
وهاي صورة الامام سلمان المحمدي
طبعا المدائن منطقة سياحية معروفة ويجون الها زوار من خارج العراق ومن داخله حته يشوفون طاق كسرى ويتصورون يمه ويتأملون بيه وكذلك البانوروما
المدائن.. هندسها وقطنها وقدسها العراقيون..
واتخذها اليونان ثم الفرس، عاصمة لهم..
طاق كسرى، صحيح انه كان مقرا شتويا للملك الفارسي، الا انه من صممه وشيده هم العراقيون وعلى الطراز العراقي المعروف(الاقواس). ورغم ان (المدائن) كانت العاصمة الشتوية للفرس، الا انها ظلت دائما مدينة عراقية يقطنها عراقيون وتسودها اللغة السريانية العراقية وتنتشر في انحائها الكنائس المسيحية السريانية حيث هي عاصمة المرجعية المسيحية لبلاد النهرين، ولم يكن فيها أي اثر لأي معبد نار مجوسي!!
كثيرا ما نسمع ونقرأ عن (المدائن) و(طاق كسرى) بانها معالم فارسية في العراق. ولكن التمعن في الحقائق التاريخية يكشف لنا خطأ مثل هذه الطروحات: ان (المدائن) مدينة عراقية اصيلة، اسما وحضارة ومعمارا وسكانا!! وقد ضخمت العقلية العنصرية لنظام صدام هذه المسألة، بالرغم من تأكيدات الآثاريين والباحثين والمعماريين امثال الدكتور فوزي رشيد وجبرا ابراهيم جبرا والمعماري عدنان أسود، أن هندسة وعمارةالطاق وقصر كسرى والمواد المستخدمة في بنائه (الآجر البغدادي) هي عراقية تماما، لكن حضرة االرئيس وبعضا من مستشاريه كانوا يرون أن الطاق يحمل الهوية الفارسية، لكن المؤرخ رشيد يؤكد ان هندسة قوس الطاق لا تختلف عن هندسة الأقواس في العمارة الآشورية الموجودة في نينوى في النمرود قرب مدينة الموصل حاليا.
وكان صدام حسين خلال الحرب العراقية ـ الايرانية يشعر بالضجر من وجود هذا البناء العملاق الذي يذكره بالاحتلال الفارسي للعراق، لذا فقد أمر بتهديم هذا الصرح الآثاري. إلاان جبرا ابراهيم جبرا تدخل ليقنعه من خلال مقالات وندوة عرضت من خلال التلفزيون بأن طاق كسرى عراقي من حيث العمارة في الأقل.
لكن صدام لم يقتنع بهذا الرأي فقامت الاجهزة الامنية وقتذاك بإحاطة الايوان بالأسلاك الشائكة وتحذير العراقيين من الاقتراب منه مدعية انه يتعرض للتهديم وتركته السلطات يتهدم تدريجيا.
وحتى يجذب النظام السابق الناس الى جانبه أنشأ على مقربة من الإيوان بانوراما بالضوء والصوت عن معركة القادسية وربطها بالحرب العراقية ـ الايرانية لم تلق في نفوس العراقيين أي تقبل، لهذا كانت ادارات المدارس الابتدائية والثانوية تجبر طلبتها حسب أوامر عليا بزيارة هذه البانوراما مجانا.
ولجمال هذه البلدة التي تحيط فيها البساتين والمزارع ونهر دجلة خاصة في فصل الربيع، فقد كان العراقيون يذهبون اليها مجاميع إثر أخرى في يوم الربيع (عيد نوروز) حاملين معهم المأكولات والمشروبات، حيث تنتشر الفرق الموسيقية ويرقص الرجال خلال يوم كامل. حيث اعتاد البغداديون قضاء اليوم الذي يلي عيدي الفطر والأضحى والذي يسمى بـ"الكسلة" في هذا المكان، والكل يردد الأهزوجة الشعبية "المايزوره لسلمان عمره خسارة". أما في أعقاب الأحداث الأخيرة فقد انحسرت الحركة بشكل كبير. واليوم لا يسكن هذا المجمع سوى العوائل التي نزحت من الفلوجة حيث تم تهيئته كملجأ مجاني لهم.
تاريخ عريق
ان (المدائن) تسمية عراقية آرامية تعني (عدة مدن). وهي تقع على نهر دجلة جنوب شرق بغداد حالياً، في محافظة بغداد. في البداية حملت اسم (سلوقيا) نسية الى الملك اليوناني (سلوقوس) وريث الاسكندر المقدوني. وقد قرر ان يجلعها عاصمة امبراطوريته الشرقية. وفي عام 129 ق.م. عندما ضم الأرساسيون (البارثيون) بلاد بابل، وجدوا طيسفون مقرا ً مريحا ً للإقامة ومعسكرا ً فأصبحت العاصمة الشتوية للإمبراطورية البارثية. بدأت الاحتلالات الرومانية للمجمع مع الإمبراطور تراجان في 116 م.، وبعد ذلك على الفور قـُضي على الثقافة اليونانية المحلية. ومن اندماج الضفتين (سلوقيا) (طيسفون) تكونن (المدائن)، التي اصبحت ايضا العاصمة الشتوية في أيام الإمبراطورية الساسانية. وهي موقع اشتهر ببقايا قاعةٍ ذات قوس ضخم، هو طاق كسرى، التي اعتبرت تقليديا ً قصرا ً للملك الساساني خسرو الأول (حكم للفترة 531 – 578 م)، بالرغم من أن سابور الأول (حكم للفترة 241 – 272 م) نفذ أيضا ً أعمالا ً في الموقع. وفيما بعد أصبحت سلوقية وطيسفون مدينة واحدة مزدوجة. أما المملكة الساسانية.و في 637 فتح العرب مجمع المدينة، وفي البداية استخدموا طاق كسرى مسجدا ً مؤقتا ً. وفي 763 عندما أسس الخليفة المنصور بغداد، هُجرت طيسفون.
ظلت المدائن مقراً لكنيسة العراق (المشرق)، طيلة الحكم الفارسي، وقد تعرض اتباع الكنيسة الى الكثير من المذابح والاضطهادات من قبل ملوك فارس. ثم نقل الجاثليق (مرجع الكنيسة الاعلى) مقره منها إلى (بغداد) في خلافة (المهدي بن المنصور)، إذ أصبح من الضرورة أن يكون رئيس الكنيسة قريباً من دار الخلافة. لقد أسفر هذا القرب عن مناظرات فكرية طويلة بين الجاثليق والخليفة. وقبل حوالى سنتين اكتشفت آثار كنيسة طيسفون، حيث كان يجري انتخاب جاثليق المشرق على الطريق التي يجري فيها انتخاب بابوات الفاتيكان، وكثيراً ما قطعت الرسل المسافات بين المدائن وروما لتقريب وجهات النظر بين مذهبي المغرب والمشرق، وكانت المدائن من الأهمية الدينية أن وصلت مبشري الكنيسة إلى الهند والخليج العربي ومنغوليا
منقول