شيء مستحيل أن يتم إلا بإستخدام “السحر” وهو التعامل مع الجن في نقل الإنسان من مكان إلى آخر يبعد عنه مسافة شاسعة وقد يكون التواجد مجرد “خدعه بصرية” يمارسها السحرة على أفراد بغية الشهرة مثلا أو الحصول على المال أو غير ذلك …هذا موضوع لا أؤمن به أنا شخصيا وهو قضية ” التواجد في مكانين إثنين” في الوقت نفسه ..ولكنني اليوم سأتحدث عن هذا الموضوع مع تأكيدي بعدم إيماني بقدرة البشر عموما على ذلك إلا بمساعدة خارجية “للجن” وبهذا أبين وجهة نظري الشخصية .
الآن دعوني أذكر لكم قصة حدثت لشخص ما كانت قضية التواجد المزدوج فيها شيء مبهر وخارق في الأوساط الإنجليزية حيث تبدأ الحكاية كالتالي :_
هناك عدد كبير من الأشخاص الذين ادعوا قدرتهم على
التواجد بمكانين في آن واحد , منهم الساحر ( بينتي ) ( Pinetti ) الذي أذهل العالم
في اواخر القرن الثامن عشر , عندما شوهد من قبل الكثيرين وهو يخرج من بوابتين
متباعدتين من بوابات مدينة ( باريس ) بنفس اللحظة !! . كما وقعت في عام 1937
حادثة أخرى أكثر شهرة , حين ادعى ( لويس روجرز ) أنه يستطيع التواجد في مكانين
متباعدين بنفس الوقت , ففي عام 1931 انتقل ( لويس روجرز ) للإقامة في ( استراليا )
وفي مدينة ( ملبورن ) تحديداً , وهناك بدأت شهرته كوسيط روحاني , وراح الناس
يتهافتون عليه لتحضير أرواح أقرباؤهم الموتى , حتى حدثت المفاجأة , فعند التقاء اثنان
من زبائنه ذات يوم , أشار أحدهم أن ( لويس روجرز ) قد سافر إلى ( سيدني ) ليقوم
بعلاج شقيقته , بينما أصر الشخص الآخر على أن ( لويس روجرز ) في هذا الوقت كان
يجلس معه في منزله ويقوم بتحضير الأرواح , وكثرت بعدها أقاويل الناس التي تحدثت
عن تواجد ( لويس ) المزدوج بصورة كبيرة ملفتة للنظر , حتى بدأ الدكتور ( مارتن
سبنسر ) – مدير معهد ( فكتوريا ) للبحوث الروحانية والظواهر الغريبة – بدراسة
الموضوع , وقرر إجراء مجموعة من الأبحاث على ( لويس روجرز ) الذي استسلم
لهذه الأبحاث بكل ثقة , ففي البدايه أمره الدكتور ألا يغادر ( ملبورن ) لمدة ثلاثة اسابيع
وأرسل بمساعديه لمراقبة تحركاته والتأكد من عدم مغادرته ( ملبورن ) حسب الاتفاق ,
وخلال ثلاثة أيام فقط , ترددت الأقاويل حول وجود ( لويس روجرز ) في مدينة أخرى
وهي ( سيدني ) !!! ولكن الدكتور ( سبنسر ) لم يصدق تلك الأقاويل , فقام بإجراء تجربة
أكثر دقة , إذ جاء بـ ( لويس روجرز ) وحبسه في حجرته الخاصة في ( ملبورن ) , و
اتفق معه على كلمة سر وهي ( ليلاك ) , وبعد ساعتين فقط رن هاتف الدكتور (سبنسر) ,
فرفع السماعة ليسمع صوت عامل الهاتف يقول له : مكالمة من ( سيدني ) , يريد أن
يخاطبك السيد ( لويس روجرز ) !! ولم يصدق الدكتور الأمر إلا بعض لحظات قليلة حين
سمع صوت ( لويس ) من ( سيدني ) وهو يقول له عبر أسلاك الهاتف : (( كلمة السر هي
ليلاك )) !! فاقتحم الدكتور حجرة ( لويس ) ليجده جالساً بهدوء مبتسماً بثقة !! . وأعلن
بعدها الدكتور ( سبنسر ) أن حالة ( لويس ) هي حالة خاصة وظاهرة خارقة لا يوجد لها
أي تفسير علمي واضح , وحتى يومنا هذا لم يعرف إن كان ( لويس ) قد مارس خدعة ما
أم أنه يمتلك تلك القدرة العجيبة بحق , ولا ننسى أن نذكر أن البعض قد ربط ظاهرة التواجد
المزدوج – إن كانت حقيقية – بالسحر
وهذا ما أؤيده أنه صراحة وتأكيدا ,, وقد أستخدم هذا المصطلح في الأنظمة التاريخية والفلسفية بما في ذلك الفلسفة اليونانية في وقت مبكر كما أستخدم في الشامانية , الوثنية , وفي الفلكلور وفي التنجيم والسحر والخوارق والهندوسية , البوذية والتصوف بالعصر الجديد وبالتصوف بشكل عام فضلا عن التصوف المسيحي والتصوف اليهودي .
في الدين والتصوف :-
كثير من القديسين والرهبان أكدوا وقوعهم بما يسمى بالإنتقال الروحي أو التواجد في مكانين ومن أحدث قصص التواجد المزدوج هو قصة شبح السيدة بيلار في سنة 1940م وفي حالة أخرى سنة 1773م قال الكاهن ليغوري ألفونسوس أنه قد دخل في غيبوبة أثناء قيامه بالقداس الروحي وأنه حين إستعادته لوعيه أخبر الجميع أنه تمكن من زيارة البابا كليمنت الرابع عشر وهو في سرير الموت !!! وقد تمكن من مشاهدة من يجلس لدى البابا الآن !! بدون أن يكون الإنتقال بجسده الحقيقي ودون تحريك أو مغادره جسده لمكانه !!! مع أن السفر في ذلك الوقت لمكان البابا كليمنت قد كان يستغرق ال4 أيام !!!! . وقالت شخصيات مسيحية أخرى أنها شهدت نفس الواقعه من حيث التنقل المزدوج بكل من أمثال سانت أنتوني من بادوفا , أورسولا ميكالا , وسانت جيرارد وسانت مارتن من جبل أرجوس ومؤخرا القديس ساويرس من رافينا والقديس أمبروز من ميلان وكذلك البابا كريلس السادس من الإسكندرية .
وفي القرن ال17 تم الإبلاغ عن الأشخاص المتهمين بممارسة السحر والشعوذة حيث أخبر عدد من الشهود أن هؤلاء الأشخاص بقومون بزيارتهم عن طريق الأحلامهم والرؤى وقد تمت هذه المحاكمة في بوري سانت إدموندز وسالم وقد كان عنوان القضية وقتها ” أدلة طيفية” ضد المتهمين , وقد وصف ماثيو هوبكنز هذه الظاهرة في كتابه ” إكتشاف الساحرات”.
وقد ذكرت الإنجليزية أكولتيست أليستر كراولي أنها تمتلك هذه القوى أو الموهبة أو أيا ماكانو يسمونها بإعتراف أصدقاءها وأهلها بذلك لأنها لم تكن في وعيها حين وقوع التقمص لجسدها إن صح التعبير على ذلك .
- قصة سيدة :_
وقد أستخدم الكثير من الكتاب هذا المصطلح في أفلامهم ولا أعتقد أن ذكر تلك الأفلام مهم الآن فالكل يعرف ذلك وقد شاهده مرارا وتكرارا ولكن ذلك لا يتجاوز “الخيال” في عقولنا نحن المسلمون أو في التعامل مع الجن في السحر والشعوذة كما أخبرتكم سابقا ,, وقد قرأت قصة ترويها صاحبتها وهي إمرأة إنجليزية حيث قالت أنه في يوم حار من من يوليو عام 2005م كنت جاسة في غرفة المعيشة في منزلي المكون من طابق واحد في مزرعة بإلينوي وقد كانت الساعة 11:45 صباحا وقد كنت أنهيت للتو مشاهدة فلم من الأفلام التي بحوزتي وبعدها أردت الذهاب للغداء في مطعم صيني قريب , وقد كان زوجي في هذا الوقت في كنيسته التي يعمل بها منذ الصباح الباكر وقد أخبرني أنه سيتم توزيع الغداء على الموجودين بعد الإجتماع اللذي يقام في الكنيسة .
-لقد نظرت إلى الساعة ووجدتها كما أخبرت سابقا وإنني أتذكر الوقت جيدا لحدوث شيء غريب فيها ,,, دعونا لا نتسرع في الحديث وإخباركم ما الشيء الغريب اللذي حدث !!ولندع السيدة تكمل …حسنا
عندما نظرت إلى عقارب الساعة وهممت بالذهاب وجدت زوجي يمر على الرصيف ويتوجه إلى حديقة المنزل ويتجه إلى صنبور الماء لضبطه حتي يسقي العشب ونبات اللبلاب الذي في حديقتنا وقد كنت حينها أراقبه من خلال نافذة غرفة المعيشة ,, وقد شاهدته وهو يمشي من بين أغصان اللبلاب ويقوم بضبط الصنبور ثم يهز يديه من الماء اللذي علق به من جراء إصلاحه وتشغيله لصنبور الماء , وقد وقف حينها ينظر إلى صنبور الماء ليتأكد من أنه يعمل جيدا ويقوم برش المياه على العشب في جميع الأنحاء , وقد كان يرتدي حينها قميصا أصفرا ذو أكمام قصيرة .
وبنطاله “الكاكي ” اللون – قريب من البني المخفف- ذو الحمالات وحذاء العمل الأسود وفي هذه الأثناء كان الكلبان اللذان أملكهما من نوع كلاب بوسطن يملئان الغرفة نباحا ولعبا من غرفة المعيشة إلى غرفة الاستقبال إلى السلم وهم في نباح مستمر وقد كانو ينبوحون في أكثر المرات وهم يواجهون مدخل باب المعيشة اللذي من بعده تكون الحديقة الصغيرة التي أملكها ,,,
جلست أشاهده لثلاث أو أربع دقائق وهو مشغول في إصلاح صنبور الماء ثم خطرت في بالى فكرة أن ” داني لايحب الأكل الصيني ولذلك يجب علي أن ألغي طلب الغداء من المطعم الصيني وأطلب من مطعم آخر” ولم أفكر حينها بشيء غير إعتيادي يقوم به زوجي وفي هذه اللحضة بالذات بدأ جسدي بالإرتعاش وقد تسللني الخوف حينما أدركت أنني لم أسمع صوت سيارة زوجي وهي قادمة كمثل كل يوم!!!!! “لم أسمع صوت إقفال السيارة بواسطة ريمونت التحكم عن بعد مثل كل مره!!!! لم أسمع صوت صنبور الماء حين قام زوجي بلف الصنبور ليعمل ولم أسمع حتي أي صوت لماء يتدفق!!!!!!!!!!!!! في كل الوقت اللذي كان يستغرقه في تصليح واقفال واعادة تشغيل صنبور الماء!!!!
وقد كانت نافذة الغرفة مفتوحة على مصرعيها ومسافة 4 أقدام فقط هي التي تفصلني عن مكان وقوف زوجي فيكيف لم أسمع بذلك كله؟؟؟!!!!! وقد أدركت أنه لايمكن يكون الصوت قد فاتني ولم أسمعه,,, ومازادني خوفا فعلا هو أن ماكان يرتديه زوجي أثناء إصلاحه لحنفية الماء ليس ماكان يرتديه في الصباح الباكر حين ذهابه لعمله!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! فقد كان يرتدي حينها بنطلون جينز وقميصا ذو أكمام قصيرة بيضاء!!!
ومع تفكري بذلك بدأت ألاحظ سبب نباح الكلاب المستمر أمام باب غرفة المعيشة !!! لابد أنهم شعرو بوجود شيء غريب !
وعند إلتفافي إلى جهة النافذة لم أجد زوجي في الفناء الأمامي ولا على الرصيف ولا في الممرات بين الأعشاب وأغصان اللبلاب !! لقد إختفى تماما!!! وقد أصبحت خائفة جداا مما حدث لي للتو ,, وقد حاولت أن أجمع شتات نفسي وأن أضبط مشاعري وأحاول أن أجد تفسيرا منطقيا للذي حدث ! وقد حاولت أن أقنع نفسي بأن زوجي ربما يكون قد عاد من العمل وبدّل ملابسه ,,,الخ من التفسيرات التي تلقي على نفسي ارتياحا ظاهريا .
وعلى الفور قمت بالإتصال بزوجي وقد قال لي أنه للتو قد أنهي الإجتماع وجلس يأكل الغداء الذي قامو بتوزيعه عليهم !!! وأنه لم يغادر الكنيسة أبدا!! وقد سألته عن ما يرتديه في هذه اللحظة..؟ فأخبرني عما كان يرتديه وهو ما رأته في الصباح الباكر من ملابس !! ولم أرى أنه قد زعج من الأمر برمته فقد كان زوجي البالغ من العمر 32 عاما هادئا بطبعه دائما وقد كان يمتاز بشطارته في أعمال الصيانة ولأنه “يستخدم جانب عقله الأيسر فقط كما نقول” لذلك فالأمور التي تخص العلم والخوارق لا يسترعي إنتباهه أبدا .
ماحدث بعد ذلك هو طرحها للكثير من الأسئلة من مثل لماذا حدث ذلك لي وماتفسيره وما إلى ذلك من الأسئلة إلى أن وصلت إلى فكرة أن وجود الانسان في مكانين اثنين قد يجوز فعلا بما أن هناك الكثير من الأمور التي لا يستطيع الإنسان تفسيرها ,,, هذا بالنسبة لها طبعا وربما هي تثبت لنا أو توضح لنا طريقة تفكير الغرب بهذه الأمور ولكنها واضحة التفسير جلية في عقيدتنا ولله الحمد فتلك القصة لا تتعدى تجسيد فرد من الجن لزوجها وقيامه بتلك التصرفات ربما تسلية منه “وهذا ما أعرفه شخصيا وهو حبهم للضحك على ردود أفعال البشر ” وقد يكون مساعدة لها كما حدثت كثير من القصص حيث ساعد ” الجن الطيب” الكثير من البشر ومن بينهم ” أنا” ولي أحداث كثيرة تصادمت خلالها بعالمهم ولله الحمد لا زلت “أتنفس” – كناية عن النجاة- الحديث الآن ليس عني ولذلك لن أحكي قصص عني …وسأكتفي بما كتبت حتي الآن وأتمنى أن يكون حديثي جلب التسلية لأوقاتكم ” ولو قليلا ” …
- بقلم : سيدة القصر.