كيف تقاوم الإنفلونزا ؟
ارتفاع حرارة الأطفال لفترة طويلة يتطلب استشارة الطبيب
إذا أردتم تجنب العدوى المتكررة يجب الاهتمام جيداً بالجسم
مواضيع مترابطة
خطر نزلات البرد على الحامل
هل تضعون عدسات لاصقة؟ أنتم إذاً معرضون لهذه المشاكل!
قراءتها تجنِّب الكثير من الضرر
لماذا يحدث الخلل.. أو يُضرب الجهاز التناسلي عن العمل؟
أسباب مفاجئة لعجزك الجنسي
المحرر الصحي
يتأخر الناس عادة في أخذ حقنة التطعيم المضادة للإنفلونزا، ولا يتذكرون ذلك إلا بعد فوات الأوان، وأحيانا أثناء اندلاع وباء شامل. في هذا السياق يقول الأطباء إن التطعيم ضد الإنفلونزا يتم عادة من شهر أكتوبر وحتى ديسمبر، لكنه يكون أقل فاعلية، وأنه يجب على المرء أن يتطعّم حتى بداية الوباء. وإذا قرر الشخص أن يأخذ هذه الحقنة أثناء انتشار الوباء، فإن تأثيرها يكون محدودا.
يؤكد الأطباء أن أفضل وقاية من الإنفلونزا تتمثل في التطعيم، فالمناعة تتطور خلال 14 يوما من تاريخ أخذ الحقنة، بالإضافة طبعا لنظام الحياة الصحي.
فعالية عالية
فعالية التطعيم مرتفعة، فهو يمنع المرض عند الذين يتمتعون بصحة جيدة في 70 إلى %90 من الحالات، وعند الأشخاص فوق 60 عاما بمعدل 60 إلى %70 من المرضى. كما يخفض التطعيم بالدرجة الأولى خطر وفاة المريض بمعدل %80 وبفضله أيضا ينخفض احتمال نشوء مضاعفات خطرة. فقد يتطور المرض البكتيري الثانوي عادة ويموت المريض بالالتهاب الرئوي.
ويمثل الأطفال حتى سن الثالثة أكثر المجموعات المعرضة لهذا الخطر، والأشخاص فوق 65 عاما، وهؤلاء الذين يعانون من أمراض رئوية وقلبية مزمنة، ومرضى السكري، والنساء الحوامل في الأشهر الأخيرة، والبدناء.
ويخلط كثير من الناس عادة بين الإنفلونزا الحقيقية ونزلات البرد الشائعة، التي لا يكون لها بطبيعة الحال مجرى الإنفلونزا الحقيقية نفسه. ويحذر الأطباء من أن أمراض الجهاز التنفسي كثيرة، وكل شخص منّا يتعرّض لإحداها بشكل متكرر أيضا.
ارتفاع في الحرارة وآلام
تنتقل الإنفلونزا أساسا عن طريق العدوى أو من خلال الإفرازات الملوثة للمريض، وتكون فترة الحضانة حوالي يومين في المعدل المتوسط.
يبدأ المرض بشكل مفاجئ، حيث ترتفع حرارة الجسم إلى أعلى من 39 درجة مئوية، وتكون عادة مترافقة مع حالة قشعريرة، وآلام في العضلات والمفاصل والرأس. بعد بضع ساعات من ذلك يضاف إلى ذلك سعال ناشف واحتراق في البلعوم. وبعكس نزلات البرد الأخرى، لا يكون في حالة الإنفلونزا التهاب كبير في الأنف. وتستمر الحرارة عادة لمدة ثلاثة أيام، ثم تبدأ بالانخفاض خلال اليومين أو الثلاثة أيام التالية.
كما تختفي بشكل تدريجي أيضا الأعراض التالية، في حين أن السعال يبقى لفترة أطول. أما التعب الظاهر فيمكن أن يستمر حتى بضعة أسابيع. وتتمثل مشكلة الإنفلونزا في احتمال نشوء المضاعفات التي قد تتحول إلى التهاب رئوي.
الفئة A الأسوأ
هناك ثلاثة أنواع من الإنفلونزا يتم تقسيمها في العالم إلى A - B - C، في حين أن النوع الأول هو الأكثر خطورة.
الإنفلونزا من نوع A هي التي نصفها بالإنفلونزا الموسمية، والتي تتسبب بالوباء الموسمي، وأحيانا بالوباء الشامل. ويكون لها أنواع أخرى متفرعة منها، يتم تحديدها وفقا لمستضدات (antigens) سطح الفيروس، وهي تحدد كمستضد H (هيماغلوتينين) وN (نيورامينيدازا). وفي كل عام تخضع هذه المستضدات لتحولات طفيفة، مما يؤدي إلى تغيير نوع الإنفلونزا في كل فصل. هذه المستضدات تكون مسؤولة عن هبة فيروسات الإنفلونزا وانتشارها. وإذا جرى تغيير أساسي في هذه المستضدات، يندلع عادة وباء الإنفلونزا.
ومن ضمن أنواع الإنفلونزا يدرج الأطباء أيضا تلك المعروفة باسم الإنفلونزا المكسيكية أو إنفلونزا الطيور.
وهذه أمراض متوسطة أو ثقيلة التأثير تصيب عادة جميع الفئات العمرية، وبالإضافة إلى الإنسان تصيب أيضا الثدييات الأخرى، بالإضافة للطيور، وتنتشر كالوباء.
الإنفلونزا من نوع B تكون عادة أخف وطأة، وتصيب بدرجة أكبر الأطفال، وبالإضافة إلى الإنسان تصيب أيضا بعض أنواع الحيوانات مثل حيوان الفقمة. أما النوع C فيكون الأقل وطأة ويصاب به عادة الأطفال الصغار، والكبار طبعا.
يجب على المريض أن يخلد إلى الراحة التامة في السرير، لكي لا يساهم بنقل المرض لأشخاص آخرين. ويتمثل أساس العلاج في خفض درجة الحرارة والآلام. إذا ظهر السعال، يكون ملائما استعمال دواء مضاد له. وفي بعض الحالات، لا سيما عند المرضى المعرّضين أكثر من غيرهم للإصابة، يُنصح باستعمال بعض أنواع الأدوية المضادة للفيروسات.
ويكون ضروريا جدا زيارة الطبيب إذا حدث عارض الاختناق عند المريض. فالحالات الصعبة من هذا القبيل يمكن أن تنتهي بربط المريض في أجهزة التنفس الاصطناعي.
نصائح لتجنب العدوى
يتكرر الأمر في كل عام مع حلول فصل الخريف وتاليا الشتاء، فيدب الخوف في نفوس الجميع، وليس فقط في نفوس أهالي الأطفال الصغار. كيف يمكن الصمود بأقل الخسائر الممكنة خلال هذا الفصل، وما الذي يمكننا فعله لأنفسنا وأطفالنا، كي نحافظ على صحتنا؟ ثمة عوامل كثيرة وراء الإصابة بالعدوى غير المعقدة للجهاز التنفسي، خصوصا الفيروسات والبكتيريا. يظهر ذلك مثلا على شكل سعال جاف، احتراق خلف عظمة الصدر، آلام في الرأس والعضلات والمفاصل، بحة في البلعوم أو احتراق وتدميع في العينين.
أخطر الأنواع هي الأنفلونزا الحقيقية، وعدوى RSV لدى الأطفال، وبعض العدوى البكتيرية التي يمكنها أن تؤدي لتعقيدات جدية قد تلزم المريض البقاء في المستشفى، كما قد تؤدي لوفاته.
الأنفلونزا اللعينة
تتواجد الأنفلونزا طوال فصول السنة، لكن حالاتها تكثر خلال فترات تحول الطقس، وعندما يبدأ يميل للبرودة، أو يصبح باردا، أي خلال فصلي الخريف والشتاء.
إصابة المريض تبدأ قبل يوم أو يومين من ظهور أول الأعراض، وتنتهي عادة بعد خمسة إلى سبعة أيام من سيطرة الأنفلونزا. إلا أن الأطفال والمرضى الذين يعانون مناعة ضعيفة يمكن أن يصابوا بها لفترة أطول.
الأنفلونزا الحقيقية تُضعف قدرة الجهاز التنفسي، وتستهلك قدرة النظام المناعي على الدفاع، ما يؤدي لنشوء وضع خطر خلال العدوى التالية الطارئة.
كما يمكن للأنفلونزا أيضا أن تؤثر بشكل حاد وطويل الأمد في أمراض أخرى مثل أمراض القلب والكبد والكلى أو الربو.
الوقاية ضرورية
إذا أردتم تجنب العدوى المتكررة، يجب الاهتمام جيدا بالجسم. انسوا التدخين، وزوروا الساونا، وكلوا ما يكفي من الفاكهة والخضار، ولا تنسوا الراحة والنوم الكافي.
خلال فترة انتشار وباء الأنفلونزا اعزلوا أنفسكم عن المرضى، وتجنبوا الاختلاط بعدد كبير من الناس في الأماكن العامة (دور السينما، المسرح، المتاجر الكبيرة، المؤسسات الصحية)، واحرصوا على التقيّد بصرامة بنظافة اليدين (يجب غسلهما بالصابون مع تنشيفهما جيدا، وإذا كان ممكنا تعقيمها).
كما أن من الضروري حماية الفم والأنف خلال العطس لمنع انتشار العدوى عبر الحبيبات التي تنبعث منهما. استعملوا المناديل الورقية التي ترمى فورا، ولا تلمسوا العينين أو الأنف والفم بعد لمس أي سطح مصاب (مثل مقبض الباب، عربة التسوق، آلة سحب الأموال، الأموال نفسها، وما شابه).
علاج بديل
الأطباء يعترفون ببعض الأساليب العلاجية البديلة، الأعشاب على أنواعها، لكن لو كانت الأعشاب قادرة على حل كل شيء، لما حدثت في السابق كل موجات الأوبئة القاتلة التي حصدت أعدادا هائلة من البشر، أشهرها الأنفلونزا الأسبانية التي حصدت أكثر من 40 مليون ضحية، من ضمنهم الشباب أيضا.
توجد نصائح شعبية ومنتجات طبيعية كثيرة منذ مئات الأعوام، لكن النجاحات البارزة في مواجهة الأمراض المعدية لم تتحقق إلا بفضل الطب الحديث، وذلك منذ النصف الثاني من القرن العشرين. لذلك يمكن أن تكون هناك تبعات قاتلة للجهل والتقليل المستمر من أهمية وقدرة الأساليب الحديثة، العلمية، المثبتة بشكل مستمر، بما في ذلك التطعيم.