خاطبني السفيه بكل قبح ** فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلما ** كعود زاده الإحراق طيبا
ولقد أمر علي اللئيم يسبني ** فمضيت ثمت قلت لا يعنيني
والله لئن لم تنتهي ** لدعوت الله أن يبتليك بأربع
فأس ومقطف وقفة ** ثم علي ظهرك بردع
سكتت عن السفيه فظن أني ** عييت عن الكلام وما عييت
ولكني اكتسيت بثوب حلم ** وجنبت السفاهة ما حييت
اذا نطق السفيه فلا تجبه ** فخير من اجابته السكوت
فان كلمته فرجت عنه ** وان خليته كمدا يموت
قالوا سكت و قد خوصمت قلت لهم ان الجواب لباب الشر مفتاح
و الصمت عن جاهل او أحمق شرف و فيه أيضا لصون العرض اصلاح
اما ترى الأسد تخشى و هي صامته و الكلب يخسى لعمري و هو نباح.
أصبرعلى كيد الحسود فأن صبرك قاتله *** فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله