عقدت قمة النساء الرائدات في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية على مدار ثلاث أيام بدءاً من 18 وحتى 20 أيلول 2013، وفي اليوم الثاني حلت الأميرة الدكتورة نسرين الهاشمي ضيفة للتحدث عن إنجازاتها العلمية والعملية والاجتماعية.
"ضيفة غير كل الضيوف: أميرة عربية من سلالة نبي الإسلام محمد، طبيبة وباحثة، إنسانة، هي أفضل إلهام للشابات وخير قدوة ومثال يحتذى به في كل أوجه الحياة: هي امرأة عاملة بصمت وبحكمة، استطاعت ان تحول الألم بحياتها إلى أمل ونجاح، هي صاحبة رؤية جديدة مليئة بالحب والعطاء رغم الصعوبات التي تواجهها، هي انسانة تحمل في قلبها وبشخصها وبعملها فخر الانتماء للعالم العربي وللإسلام وخير من يمثل ويكون صوت الجمال والسلام العربي والإسلامي للعالم. حياتها ورغم صغر سنها الذي لم يتجاوز الـ 45 عاماً مليئة بالإنجازات سواء على الصعيد العلمي أو الإنساني أو الفكري ليس فقط على مستوى العالم العربي بل على الصعيد الدولي، هي الأميرة نسرين الهاشمي حفيدة الملك فيصل الأول ملك العراق. الكثير منكم حضر لرؤية وسماع الأميرة نسرين الهاشمي، وأنا متأكدة أنها ستكون لكم خير قدوة حسنة للعمل والتقدم والريادة في حياتكم.. بالنسبة لي هي أكبر من أن تكون امرأة حديدية، هي إنسانة بكل ما تحمله الإنسانية من معاني، وأفضل إلهام لنا للعمل والعطاء دون تمييز". بهذه الكلمات قامت السيدة Yao-Hui Huang رئيسة اللجان المنظمة لقمة النساء الرائدات بتقديم الأميرة نسرين الهاشمي للحضور.
كان حديث الاميرة نسرين يحمل في طياته الكثير من المعلومات التي لم يتم تداولها من قبل، على سبيل المثال عن أهمية العلم والأخلاق والعمل في الإسلام، فاستشهدت كثيراً بأقوال جدها نبي الإسلام محمد وأيضا بأقوال جدها الإمام علي. ثم تناولت بحديثها عن دور جدها الملك فيصل الأول في تنمية العراق وبنائه على أسس العلم واحترام المعلم والمساواة بين الرجل والمرأة، واستشهدت بقول جدها الملك فيصل الأول ملك العراق "إن مستقبل الأمة بيد معلميها". ثم تناولت عن دور الأسرة في أعداد الانسان فتحدث باختصار عن إنجازات والدها الأمير محمد بن الملك فيصل الأول بدعم التعليم في الوطن العربي وكذلك عن دور والدتها الشريفة فاطمة الهاشمي بدعم المؤسسات النسائية في الوطن العربي، وبعدها بدأت بالحديث عن بعض إنجازاتها العلمية والاجتماعية والثقافية. وأشارت الأميرة نسرين لأهمية المثل الأعلى في حياة أي انسان، وذكرت بعض من الأمثلة من الشخصيات العربية والإسلامية سواء التاريخية أم الحديثة والذين رأتهم مثلاً أعلى يحتذى به: مثل فاطمة الفهرية التي تبرعت بميراثها لبناء أول جامعة بالعالم منذ أكثر من 1300 عام وما زلت هذه الجامعة قائمة بمدينة فاس بالمغرب، وتحدثت عن سيدات من مصر والعراق، ومن الرجال عن طه حسين والعالم فاروق الباز. كان ذكرها لشخصيات عربية وإسلامية هو تعريف عن شخصيات هذه البلاد التي قل ما يتم ذكرها أو يجهلها الكثيرين من الناس في العالم الغربي. ثم تناولت عن وطنها العراق وتحدثت فيه عن عظمة وطنها الأم وعظمة شخصياته بكافة الأصعدة وعرفت عن دور المرأة العراقية والشباب العراقي الذين وتحت الظروف الصعبة من قتل وإرهاب يومي إلا أن النساء العراقيات رائدات بالعطاء، وكذلك وجهت تحية للشباب العراقي الذين وبحسب قولها اعتبرتهم مثلاً أعلى لشباب العالم بالصبر والعلم والعمل. من خلال كلماتها كانت الأميرة الهاشمي فعلاً صوت العرب والمسلمين للعالم، بل أكثر من ذلك كانت صوت الإنسانية للعالم.
يصعب كتابة كل ما قالته الأميرة نسرين الهاشمي على مدار ساعة، ولكن يجدر الذكر أنها وأثناء حديثها كان الحضور من نساء ورجال وشباب في قمة الانبهار والانصات والتركيز معها. استطاعت الأميرة نسرين أن تلفت انتباه العالم إلى العديد من النقاط التي لم تذكرها أي من النساء على مدار الثلاث أيام، تحدثت عن مفهوم الريادة، وأشارت إلى أن كل امرأة في عملها هي رائدة، وتناولت أن الريادة ليس بالضرورة أن تكون المرأة سياسية أو من المشاهير. ثم أوضحت أن مشكلة المرأة في التقدم والريادة هو ما يصورها به الإعلام، موضحة أن الإعلام لا يكتب إلا عن الفنانات اللاتي قل منهن من حملة الشهادات الجامعية أو قمن بإنجازات عملية واجتماعية غير الفن وجمع الأموال من الشهرة. وبينت أيضاً أن المرأة أضلت الطريق حين جعلت من الرجل منافساً لها وليس شريكاً في الحياة، وهنا أوضحت أنه لا بد من العمل يد بيد بين الرجل والمرأة لتحقيق التنمية المرجوة للمجتمعات. واختتمت الأميرة نسرين حديثها برسالة وجهتها للنساء فقالت: "بقدر ما نحن بحاجة لنساء عالمات مثقفات وعاملات ورائدات في هذا العالم، نحن بحاجة لأمهات متعلمات مثقفات لإعادة بناء المجتمعات وتربية الأجيال على الأخلاق". كذلك توجهت للشباب برسالة عن أهمية الاحترام والعلم والمعرفة والقراءة والتأني بالعمل والتواصل مع الأجيال التي تكبرهم والتعلم من خبراتهم لتحقيق الأهداف.
كان واضحاً من حديث الأميرة نسرين الهاشمي عن أهمية الأسرة، فبدأت وانتهت بشكر أسرتها ودورهم بحياتها وتحقيق النجاح الذي وصلت إليه.
لسنوات عدة لم نسمع في المجتمعات الغربية عن الوطن العربي سوى الحروب والقتل والإرهاب والعنف، إلا أن الأميرة نسرين الهاشمي ومن خلال حديثها أعطت الصورة الجميلة عن هذا العالم. بكل تأكيد فإن الأميرة نسرين الهاشمي هي سفيرة العرب والإسلام للعالم، هي خير من يمثل ليس فقط النساء العربيات بل هي خير من يمثل العرب والمسلمين في العالم. هنيئاً للعرب والمسلمين بها، وهنيئا لنساء العالم بها، هي حقاً فريدة من نوعها في كل شيء في العلم والتواضع والفكر، هي رائدة من رائدات هذا العالم.