حين ينزف الألم من قلوب قد تحجرت من قسوة معاناتها




فتعبرهذه القلوب ناشدة قول الشاعر:






" إحرص علي حفظ القلوب من الأذى...فرجوعها بعد التنافر بعسر



إن القلوب إذا تنافر ودها مثل الزجاجة كسرها لا يجبر"




وقلوبنا هنا باتت مثل الزجاجة السليمة




التي تحتوي علي مختلف أحاسيسنا



وهي في حالة ترابط



فإذا تحطمت وتبعثرت الزجاجة الي شظايا متناثرة



فإنه يستحيل إرجاعها الي سابق عهدها



و حيث تمثل أحاسيسنا هنا بهذه الشظايا المبعثره



فماذا نقول لقلوبنا؟ وكيف يمكن أن نصف صدهم لنا؟



ومن الغريب أن نسمع نواح ذاتنا



الذي ينتج بعطائها بلا حدود من نبع وفاءها ونقاء سريرتها



ونتعمق في أعماق ألمنا وهو يصرخ



بأنه دفع ثمنا من براءة فطرته التي خلق عليها



وأعطي حبا وتضحية بدون انتظار مقابل



ناسين أنفسنا, مقابل إحتياج الآخرين لنا



ومدفوعين فقط بإخلاصنا في العطاء المجرد



لأن الشعور الأمثل بالسعادة عادة يكون في العطاء أكثر منة في الأخذ



وهذا هو المفهوم الصحيح والمعني الحقيقي للسعادة



إذ يتمثل في إعطاء الأمل.. لتحقيق نجاح..و خلق تفائل



سواء أكان في معناه المادي أو المعنوي



حيث يعتبر هذا في شتي الظروف وقفة إنسان بمعني الكلمة



ولكن كيف لو كان ذلك حبيبا وشريكا وقريـبـــــــــا؟..



خاصة أنه عندما تعطي فإن تفسيرنا يكون أنه يستحق هذا الحب ..



ويخيل إليك عنذئذ وكأنك تعطيه لنفسك



لأن ما تعطيه ستجنيه لها



ولكننا في غمرة هذا العطاء ننسي أن نتقي شر من نحسن إليهم



ويؤسفنا بل يكسرنا حينئذ



أن ما فعلناه لهم وما فعلوه هم بنا في المقابل ...



وأنا لا أقول هنا أننا ننتظر ونتوقع منهم ردا لعطائنا



بل نتوقع فقط ألا يكون الرد علي معروفنا و صنيعنا جحود وأنانية وتناسي .



هذا في الوقت الذي اعتدنا فيه وجودهم



بل و يمكن أن نبكي بحثا عنهم



وأعيننا تحمل براءة طفل ينادي من ألم فراقهم



وترجو منهم البقاء وتتوسل لهم عند ذهابهم أن يعودوا



لأن ذلك يفوق إحتمالنا ولكن لا حياة لمن تنادي



فقد أصموا آذانهم وأغلقوا أبوابهم



وهذا بوازع من ضمائرهم المريضة



وتتسائل قلوبنا وتجيب بسؤال وتلتمس لهم العذر في كثير من المواقف



و لكن خيبة الأمل تدفع بالحزن في نفوسنا



حيث تغيم حياتنا بلا أمطار وتبدأ رعود القرارات التواصل ام الرحيل



ونحتار امام قلوبنا لا يفهم منطق المفروض.. ويبكي اعيننا ومن كثرت بكاءآتنا



تصحو كرامتنا لتصفع ارض الحائط وتضع حدا للألم ونستيقظ من غفوة العطاء



وتر جعنا لذاتنا فنلملم بقايانا ونعود من جديد نعاود اصلاح ما مزق من إحساسنا



ونبدا نضمض جراحنا وحتي المشاعر الجميلة التي احسسناها من قبل



تصبح مقرونة بمعاناة الخديعه



وعندما تبدأ الذكريات في انخمادها ويبدأ القلب في التقبل الواقع



نراهم قد ظهرو مرة اخرى في ساحة حياتنا آملين بالعوده و العفو والغفران



باعزارهم الوطيده ومكرهم باستمرار الخديعه محاولين جلبنا نحو مقاصدهم



الماكرة لأحياة حبنا لهم مبررين انهم لم يقصدو وهم ناسين ان الحياة مستمرة



رغما عنهم ان بقو او رحلو وتكون افضل بدونهم وليعلمو ان نبع العطاء لهم قد



توقف ودموعنا قد جفت ماسحه حتي صورهم من اعيننا وقد اصبح احساسنا



مثل الزجاجة كسرها لا يجبر