توقع مسؤول في المدارس الخاصة في بريطانيا بأن الامتحانات التقليدية لن يكون لها وجود خلال عقد من الزمان لتحل محلها تقييمات ستجرى عبر شبكة الإنترنت. وقال ديفيد هانسون من "الاتحاد المستقل لمدارس المرحلة الإعدادية" إنه سيلقي كلمة خلال المؤتمر السنوي للاتحاد يشير فيها إلى أن الاختبارات التي تستند إلى الورقة والقلم ستصبح شيئا من الماضي بحلول عام 2023.
واعتبر أن جيلا من المعلمين الذين نشأوا مع التكنولوجيا سيتبنون هذه التكنولوجيا بشكل كامل. وتوقع سيمون ليبوس من هيئة الامتحانات البريطانية "او سي أر" "انتقالا تدريجيا للتقييم عبر الانترنت للامتحانات الحاسمة". لكنه أضاف بأن "العملية ستحدث على مراحل إذ إن مواد مختلفة على الأرجح ستنتقل (إلى نظام التقييم الإلكتروني) على دفعات مختلفة". وأوضح السيد هانسون بأنه سيقول أمام المؤتمر إن اللغة الانجليزية والرياضيات والعلوم سيظلان مادتين أساسيتين في عام 2023، لكن التكنولوجيا ستخترق التعليم. وأشار إلى أنه بدلا من الامتحانات المكتوبة، فإن التقييم سيجرى في امتحانات إلكترونية تكيفية حيث سيخضع الطلاب للامتحانات أمام أجهزة كمبيوتر تحلل قدراتهم وتحدد صعوبة الأسئلة وفقا لذلك. وقال هانسون لبي بي سي إن مجلس امتحانات المدارس المستقلة يجرب حاليا نظاما مماثلا لاختبارات القبول الشائعة التي يخضع لها طلاب المرحلة الإعدادية في سن 13 عاما الذين يتقدمون لمراحل أعلى. وقال رود بريستو رئيس مؤسسة بيرسون التي تدير مجلس "إي دي اكسل" إن المؤسسة بدأت بالفعل تنفيذ "نحو 900 ألف اختبار (على شاشات الكمبيوتر) في مدارس وكليات". وتستخدم هذه الاختبارات على سبيل المثال في تقييم أجزاء من التأهيل المهني للمجلس التعليمي للأعمال والتكنولوجيا في بريطانيا. وقال هانسون إن تعزيز استخدام التقييم على الانترنت سيحل بعضا من المشاكل اللوجيستية للاختبارات الورقية مثل توزيع وتجميع الأوراق. وأعرب عن اعتقاده بأن التقييم الإلكتروني هو على الأرجح أكثر أمنا وسيساعد في القضاء على المشاكل المتعلقة بالأخطاء التي يرتكبها المصححون. وذكرت مجالس الامتحانات إنها بدأت بالفعل في استخدام تكنولوجيا رقمية في تصحيح الامتحانات الخاصة بالمستويات المتقدمة وامتحانات "جي سي اس إي". وبناء على هذا النظام الرقمي يتم عمل نسخة بالماسح الضوئي للأوراق الكاملة وإدخالها إلى كمبيوتر مركزي، بينما ترسل أسئلة منفصلة إلى مصححين متخصصين، بدلا من مطالبة مصححين من الأفراد بتصحيح جميع الأوراق بالكامل. وأشار بريستو إلى أن "هذا جعل عملية التقييم أسرع، وأكثر أمنا والأهم (أنها أصبحت) أكثر إنصافا للطلاب، بدلا من وجود ممتحن وحيد يصحح الورقة بالكامل". وقال متحدث باسم هيئة "ايه كيو ايه" للامتحانات إن "الطلاب في هذه الأيام ولدوا في عصر الثورة الرقمية وكل شيء آخر يقومون به في حياتهم اليومية يكون على الشاشة، ولذا فإن أداء امتحان بالورقة والقلم يبدو على الأرجح أمرا غير مألوف تماما". لكن مجالس الامتحانات حذرت من وجود عراقيل تقنية ومالية كبيرة قبل تعميم إجراء الامتحانات إلكترونيا، من بينها على سبيل المثال أن تضمن كل مدرسة وجود جهاز ونطاق انترنت كافي "برودباند" لكل ممتحن. وقال ليبوس "هناك أمور أهم من تحويل ورقة السؤال إلى ورقة إلكترونية". وتساءل "هل أن أي تغيير سيحسن من عملية التقييم، ويقدم صورة حقيقية أكثر لما يعرفه ويفهمه الطالب، أم ستجعلها أسرع فحسب؟" "هل ستوفر الامتحانات بحسب الطلب نفس مستوى النزاهة في النظام الحالي؟ هل سيكون التقييم الإلكتروني على حساب منافسه الذي يستخدم وسائل رقمية أقل؟" وقال "هذا هو الأمر برمته دون النظر إلى المسائل التقنية التي تحيط بالتشغيل البيني للأنظمة التكنولوجيا وتوفير النطاق الواسع في ستة آلاف مركز".