بسم الله الرحمن الرحيم
التسمية بعبد الحسين وعبد الزهراء وعبد الرسول ونحو ذلك جائزة ، إذ ليس المقصود من العبودية هو المخلوقية أو تأليه المعصومين عليهم السلام ، بل المراد خضوع الطاعة لهم والخدمة احتراماً لهم كما أمر بذلك القرآن الكريم : { أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ } (النساء/59).
هذا مع أنّ العبودية في القرآن المجيد والفقه على أقسام :
منها : عبودية المخلوقية وهي مضافة لله تعالى خاصة .
ومنها : عبودية للطاعة ، ومنها ، عبودية ملك المنفعة ، وهو الذي يسمى ملك الرقبة في كتب الفقه عند جميع المذاهب الإسلامية ، وأطلقوا على ذلك الباب الفقهي اسم كتاب العبيد والإماء وبيعهم وشراؤهم ، وهم الكفار الذين يؤسرون ويُغنمون ، فيقال : هذا عبد فلان ، وغلام وجارية فلان ، وأشار إليه القرآن الكريم : { عَبْدًا مَمْلُوكًا لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ }(النحل/75). فالمملوكية ههنا ليس بمعنى الملك التكويني للخالق على مخلوقه ، بل هو الملك الاعتباري التخويلي ، وهو ملك المنفعة المسمى بملك الرقبة . فلم يستشكل أحد من المسلمين في قراءه هذه الآية ونظيرها من الآيات الواردة في العبيد ، ولا استشكل أحد من الفقهاء في كتابة كتاب العبيد والإماء ؟ ! وليس إلا ؛ لأنّ استعمال العبودية على معان وأقسام مختلفة لا بمعنى المخلوقية .