بسم الله الرحمن الرحيم

الله اكبر الله اكبر الله اكبر
اللهم صلي على محمد وال محمد

دور الامامة في بناء حياة الانسان

ليس من الغريب القول بأن معرفة قضية الإمامة وتحديد الموقف منها هو الذي يحدد مسار الإنسان واتجاهه في هذه الحياة.
وعلى أساس هذا التحديد، والمعرفة والاعتراف يتحدد مصيره، ويرسم مستقبله، وبذلك تقوم حياته، فيكون سعيداً أو شقياً، في خط الإسلام وهداه،
أو في متاهات الجاهلية وظلماتها، كما أشير إليه في الحديث الشريف:
«من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» أو ما بمعناه
(7).
فعلى أساس الاعتقاد بالإمامة وطريقة التعامل معها يجسد الإنسان على صعيد الواقع، والعمل، مفهوم الأسوة والقدوة،
الذي هو حالة طبيعية، يقوم عليها ـ من حيث يشعر أو لا يشعر ـ بناء وجوده وتكوين شخصيته، منذ طفولته.
كما أن لذلك تأثيره الكبير في تكوينه
النفسي،
والروحي،
والتربوي،
وفي حصوله على خصائصه الإنسانية،
وفي حفاظه على ما لديه منها.
والإمامة هي التي تبين له الحق من الباطل،
والحسن من القبيح، والضار من النافع.
وعلى أساس الالتزام بخطها يرتبط بهذا الإنسان أو بذاك،
ويتعاون معه، ويتكامل، أو لا يفعل ذلك.
كما أنها هي التي تقدم للإنسان المعايير والنظم، والمنطلقات التي لا بد أن يلتزم بها، وينطلق منها، ويتعامل ويتخذ المواقف ـ إحجاماً أو إقداماً ـ على أساسها.
أضف إلى ذلك: أنها تتدخل في حياته الخاصة، وفي ثقافته، وفي أسلوبه وفي كيفية تفكيره.
ومن الإمام يأخذ معالم الدين،
وتفسير القرآن،
وخصائص العقائد،
ودقائق المعارف.
وهذا بالذات هو السر في اختلاف الناس في ذلك كله،
واختلفوا في تحديد من يأخذون عنه دينهم، وفي من يتخذونه أسوة وقدوة.
إذن..
فموضوع الغدير، ونصب الإمام للناس،
وتعريفهم به،
لا يمكن أن يكون على حد تنصيب خليفة،
أو حاكم، أو ما إلى ذلك،
بل الأمر أكبر وأخطر من ذلك..
كما أنه ليس حدثاً عابراً فرضته بعض الظروف، لا يلبث أن ينتهي ويتلاشى تبعاً لتلاشي وانتهاء الظروف التي فرضته أو أوجدته، وليصبح في جملة ما يحتضنه التاريخ من أحداث كبيرة، وصغيرة، لا يختلف عنها
وعلى أساس هذا الاعتقاد،
وذلك الموقف ـ أيضاً ـ
يختار أهدافه، ويختار السبل التي يرى أنها توصله إليها.
في شيء، ولا أثر له في الحياة الحاضرة
إلا بمقدار ما يبعثه من زهو، واعتزاز، أو يتركه من مرارة وألم على مستوى المشاعر والانفعالات لا أكثر.
بل أمر الإمامة، يمس في الصميم حقيقة هذا الإنسان، ومصيره ومستقبله، ودنياه وآخرته، ويؤثر في مختلف جهات وجوده وحياته.
ومعنى ذلك هو أنه لا بد من حسم الموقف في هذا الأمر، ليكون الإنسان على بصيرة من أمره، فلا يموت ميتة جاهلية. كما تقدم عن الرسول الأعظم [صلى الله عليه وآله].
واشتراط الحديث الشريف تحصيل معرفة الإمام في النجاة من الهلكة،