في قريتنا
عندما كُنّا صغاراً
كانت دروبنا أيضاً صغيرةْ
بحجم أرجلنا المشاكسة الفقيرةْ
كانت دروبُنا ملاعبَنا
وبساطَ الريح والألوانِ
وكان ما كانَ من تلك الدروبِ
عصافيرٌ تحجُّ اليها من شمال أو جنوبِ
وغيمٌ يهدِلُ مثل الحمام
يحطُّ على الأشجار، يرنو
ومن ثَمَّ ينام
دربٌ يعاندُ النسيان
يسيل في الوادي وينحني
كعُكَّازٍ أوقرَ ظهرَه مُرُّ الزّمان
كبِرنا ورحلنا عن تلك الدروب
تركنا العصافير تغنّي، ولوحدها
وتركنا بساطَ الريح تحت الشمس يذوي لوحدِهِ
واليومَ لنا دروبٌ أكبرُ من درب الزمان
ولكن لا غمام ليمطرها ولا بساط الرّيح
ولا الأطفال والأشجار ولا الألوان ..