مرحبـــــا
خانقين إحدى مدن دولة "كوتو" التي عرفت في الألف الثالث قبل الميلاد وتعتبر امتدادا لكرماشان بعد زها (والوان) التي سميت فيما بعد "بحلوان" ومعلوم ان الدولة "الكوتية"
كانت عاصمتها "اربخا" كركوك الحالية، وهذه الدولة ظهرت للوجود بعد قضائها على الدولة الاكدية ومنحت الحكم الفدرالي للسومريين وهو اول حكم ذاتي يقال عرف في التاريخ وسميت خانقين في حينها مقاطعة "بارابهشتي" الممتدة من نهر سيروان الى "بشتكوه" متلاصقة مع كرماشان ثم الارض السهلية المنبسطة بعد حمرين فقد سميت بـ"نامار" وتضم قرةتبة وكفري.
في زمن المملكة "الكوتية" كانت خانقن والمناطق المتجاورة معها تحكم من قبل امرأة كوتية اسمها "آوارتيوم" في القرن الثامن قبل الميلاد.
ثم حكمت خانقين من قبل الاغريق بعد فتوحات الاسكندر المقدوني "ذي القرنين" وصارت تسمى "ارتميتا" ونفوسها كان يقدر بـ"20000" نسمة وتعتبر في حينها
مدينة كبيرة قياسا بالمدن المتجاورة معها والاسم الثالث لخانقين "بلشافر" في العهد الساساني وديانتها المسيحية، اذ أخذ الناس يتركون ديانتهم الزرادشتية ويقال ان كاهنا مسيحيا يسمى "مرساوة" قد اقام صومعة صغيرة في معبد لليزيديين في قرية ديرةشي في جبل بةري كاري جنوب العمادية ولست ادري كيف وصل مذهبه الى خانقين
في خانقين نهر "الون" وهي ألوان التي صارت حلوان وقبل الوند، فالمؤكد ان النهر يسمى كما يسمونها الخانقينيون "الون" ليس لها "دال" كما في (تةكري) فقد اضاف لها العرب التاء
هذا الاسم (ألوان) كان اسم خانقين في العهد العباسي وقد كانت المساحة الارضية لخانقين ممتدة الى جلولاء (قرةغان) المطلة على السفح الجنوبي لجبل حمرين قرب المنصورية شمال مدينة شهربان "المقدادية".
واصبحت خانقين باسم (الون) عاصمة للدولة العيارية التي اسستها عشائر شاذنجان "سنجاوي" وكانت تسمى مدنهم الوان، بندرنيجيان، بوزجان وشلاشان، كما يرد في كتاب الهمداني وكتاب مدن كردية قديمة لروزبياني الشهيد.
في العهد العثماني صارت خانقين متصرفية تسمى لواء وفي التركية محافظة سنجاق او يقال ملحقها سنجق زهاو وكانت مواردها كبيرة لمرور القوافل بين العراق وايران لزيارة العتبات المقدسة بعد ان اعتنق الايرانيون المذهب الجعفري في العهد الصفوي، وكانت نوابعها مندلي وشهربان وجلولاء(قرةغان) وجلولاء والسعدية وقرتبة و"تازة" وقصر شيرين وزهاو.
وكان يدير "الباج آلان" عبدول آغا الكردي المتوظف من اهالي ديار بكر فصاروا يسمونهم وفلاحيهم والساكنين في اراضيهم (الباج آلان) الباجلان وكانت الصفة التركية كألقاب الباشا والافندي والبيك تتباهى بها الناس، حكومة تحكم وشعب يخدم وشعارها "من فكرهم على غناي".
والطريف هنا ان المبالغ التي كانت يحصل عليها دلاور الباجلاني يشتري بها البساتين واراضي زراعية سيح باسم السلطان والسلطان يخوله سنويا (148566) اقجة من وارداته (السلطانية المباركة!) كل 40 اقجة يساوي قرشا واحدا ولما توسع ملك السلطان سمى خانقين سنجاق باجلان وسميت مرة اخرى خانقين بسنجق "درنة" وقبل سنجاق ترتك يقودها اناس يسمون اوليا جلبي.
في الشرفنامة ص411 يذكر ان امارة درتنك زهاو المعروفين تسمية بباج آلان هم امراء من كلهور الكردية متصاهرين مع عشيرة سنجاوي اخيرا.
وتذكر مسز بيل في مذكراتها "فصول من تاريخ العراق السياسي" ص131 ان باجلان اهم عامل سياسي في المنطقة فالقسم الواقع تحت النفوذ العثماني بقيادة مصطفى بك ابن عثمان باشا متصرف درنة وباجلان وان هذه القبيلة اسست امارة امتدت من جبل حمرين حتى جبال زهاو ومن نهر سيروان فديالى الى حدود بشتكوه وكرماشان وكانت "درتنك" مركز الامارة.
وحين سميت بالمتصرفية فقد شملت مدت زهاو ودرنه وقصر شيرين وخانقين وكرند وكان من يتولى هذه البوابة الشرقية لبغداد "بالباشا"، وقد ذكر ان احدهم سنة 1786 كان المتصرف عبدالفتاح باشا الذي عزله سليمان باشا وعين مكانه عبدالقادر باشا، يرد ذلك في كتاب اسمه دوحة الوزراء ص187 للشيخ رسول كركولي.
ثم تبعت خانقين ومندلي الى امارة بابان التي كانت حاضرتها قلاجولان 1811 تولاهما عبدالرحمن باشا الذي استبدله بابن عمه خالد باشا وهو ما يذكره عباس العزاوي في كتابه تاريخ العراق ج6 ص101 ونذكر هنا في الادب الكردي قول كوران:
ولما عزل محمود باشا بابان من امارة قلاجوالان زحفت قوات محمد علي ميرزا امير كراماشان نحو العراق، توقف الزحف بسبب فيضان نهر كنكير ذلك النهر العظيم الذي كان يسقي مندلي ويتفرع عند درتندك الى فرعي الكلال وجم نفت.
ومنها توجد وثائق رسمية للرسائل المتبادلة بين محمد باشا والي بغداد ومحمد علي ميرزا امير كراماشان مدونة تحت الارقام H.H137200-L بتاريخ 12/6/1816 وH.H137200-M وH.H137200-N وهي رسائل مدونة بالفارسية والتركية.
هذه المراسلات وغيرها قد نشرت في مجلة كركوك التي تصدر باللغتين الكردية والتركية العدد 17 سنة 2003 بقلم الاستاذ عبدالرقيب يوسف الذي كان منفيا في مندلي، في العمادية سنة 1970.
ولما حل الاحتلال البريطاني ربط بين بعقوبة وخانقين فصارت حاكمية سياسية واحدة سنة 1920 بعقوبة (باخ خوبه) صارت حاضرة محافظة ديالى التي كانت بمثابة محطة طريق ولم ترتبط باهالي باقي المحافظة لان الدولة العراقية قد تبنت موقفا سياسيا واضحل من بإشراف بريطانيا، فقد تغيرت اسماء الاقضية من شهربان الى المقدادية نسبة الى المقداد والجولك والفزلباش الى السعدية نسبة لسعد بن ابي وقاص وتيلتاوه الى الخالص وبدأت حملة التعريب فمنعت الدراسة الكردية في خانقين وكما أسلفنا فان خانقين كانت معروفة بمكامن نفطها قبل كركوك منذ الطموحات الالمانية التي تبرعت بخط ب.ب.ب. للسكة الحديد والتي سميت ببرلين- بغداد- بصرة فقالت المانيا مبررة انعطاف السكة الى خانقين باننا قد اردنا ان نقول ببرلين- بيزنطة- بغداد ورغبة من حكومة المانيا فانها سوف توصل بغداد ببدايتها الشرقية خانقين، تصوروا المانيا لم تشأ ان تخبر العثمانيين بوجود النفط في خانقين سنة 1860 الا عند توقيع عقد انشاء المشروع حيث تحملت المانيا تكلفته لقاء منح امتياز البحث عن النفط لها بعشرين كيلومترا من كل جهة من السكة.
وأول باكورة ثورة 14 تموز كان ان قطعت ايران نهر الوان فهب عبدالكريم قاسم بانشاء مشروع وطني لايصال قناة مائية للحيلولة دون جفاف خانقين وفعلا فقد كان علاجا مؤقتا حمل معه هبة همجية للبعث على المدينة ابتدأت بان اصدر سنة 1969 رجل يدعي خضير العزاوي كتابا عنوانه هذا هو لواء ديالى كتبت بالنص
: خانقن تتعرض لغزو ايراني، ففيها المعلم ايراني والشرطي ايراني ..الخ، وفي مندلي تبنت مجموعة من المستعربين بعنف بربري هذه الافكار فصرنا ندعى بالايرانيين عملاء الامبريالية والصهيونية فلعنة الله على الكاذبين.
من خانقين لابد ان نتعلم باننا لم نعرف من حكومة الا واتبعت أخس ما يمكن من دناءة تجاه الكرد فقد تكاتفت جهود المتصارعين على ارض كردستان بوجه كل واحد منهم ضربة الى الاخر وضربة الى شعبنا للحيلولة دون وقوفنا على قدمينا.
واليوم انتهت التكتيكات والاستراتيجيات الدولية للحرب الباردة وصار العالم بقطب واحد وضع في حسبانه ان لا يظلم الكرد مرة اخرى اوروبا ستقيم فدراسيونا كرديا حالما تنضم لها تركيا وامريكا وجدتنا شعبا يستحق الحياة.