نزهة الموت".. طريق سالكة إلى الارهاب بالتفجير المزدوج
"نزهة الموت"، مصطلح يشيع استخدامه بين إرهابيي تنظيمات القاعدة، ويعني إدخال السيارات الملغمة والعبوات الناسفة الى مراكز المدن الرئيسة، عبر نقل نساء وأطفال لعناصر التنظيم في نزهة عائلية داخل مركبات ملغمة بعبوات ناسفة.
بغداد/المسلة: افتخرت الجماعة الارهابية التي تسمي نفسها "الدولة الإسلامية في العراق والشام" بكثرة أعداد القتلى في التفجير المزدوج الذي استهدف مدينة الصدر شرق بغداد وأوقع عشرات القتلى والجرحى.
وغرّدت الجماعة على تويتر "نعجز عن احصاء القتلى لكثرتهم ونحتار من أين نبدأ"، معتبرة سفك الدماء "نصرا من الله على الكافرين والمرتدين".
وكان هجوماً استهدف مجلس عزاء في مدينة الصدر شرق بغداد، خلف نحو 73 قتيلاً وأكثر من 200 جريح، وفقاً لمصادر امنية وطبية.
وإذ تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" التابع للقاعدة، الجمعة، موجة الهجمات التي استهدفت بغداد ومناطق عراقية اخرى الاربعاء الماضي، فانه يؤكد عبر تغريدات متتالية، في توتير عن اصراره على الايغال في دم الابرياء، وافتخار بالقتل، عبر التحضير لموجة هجمات جديدة.
وفي ذات الوقت نشرت الجماعة نشيداً يفخر بأعمال الارهاب، حيث يقول النشيد "أبشر أبا مسرى"، بصوت المنشد "أبو ياسر".
وطالت الهجمات التي وقعت خلال الأشهر الاخيرة العراقيين، وجدّدت المخاوف من عودة الحرب الطائفية التي بلغت ذروتها بين عامي 2006 و2008.
وقالت الجماعة بعبارة صريحة "الإنفجارات تهز مدينة الصدر في ولاية بغداد، الآن بدأ القتال"، في اشارة واضحة الى دورها المعنوي و المادي في الانفجارات.
ويرتبط اسم الجماعة في اذهان العراقيين، بالعشرات من اعمال القتل عبر التفجيرات والاغتيالات.
وكانت ما تسمى "دولة العراق والشام الاسلامية" اعلنت تبينها عملية اقتحام سجني "ابو "غريب" و"التاجي" في تموز /يوليو الماضي، والتي اسفرت عن تهريب سجناء بينهم أعضاء كبار في تنظيم القاعدة المحكوم عليهم بالإعدام، بعدما اندلع قتال على مدى عدة ساعات.
كما سلط شريط فيديو على موقع يوتيوب يتضمن مشاهد إعدام ثلاثة من سائقي الشاحنات السوريين في العراق، الضوء على نسخة جديدة من الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أبو مصعب الزرقاوي، يجسدها قادة الجماعة الارهابية.
واعتبر ناشط عراقي سمّى نفسه علاء حسن، ان ما حدث في مدينة الصدر، "جريمة قتل على الهوية"، وهو اسلوب دأبت عليه القاعدة الإجرامية والجماعات المرتبطة بها.
وقال مغرّد يبدو انه أحد افراد الجماعة الارهابية، أو مناصر لها ان "نزهة الموت الذي تتبعه جماعة القاعدة حقق انتصاراً كبيراً، وقتلاً كثيراً في صفوف الاعداء".
و"نزهة الموت"، مصطلح يشيع استخدمه بين ارهابيي تنظيمات القاعدة، ويعني إدخال السيارات الملغمة والعبوات الناسفة الى مراكز المدن الرئيسة، عبر نقل نساء وأطفال لعناصر في التنظيم في نزهة عائلية داخل مركبات ملغمة بعبوات ناسفة لأجل نقلها من مكان الى آخر.
وإلى جانب ذلك، نجح الارهابيون في إيقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا عبر التفجير المزدوج، سواء بالعبوات الاسفة والأحزمة الناسفة أو السيارات المفخخة.
والتفجير المزدوج، هو عمليات قتالية لتفجيرات تعقب الواحدة الاخرى، إذ غالباً ما يتجمع الناس لإنقاذ الضحايا الذي سقطوا في أول تفجير، وما إن يتجمعوا حتى يبدأ التفجير الثاني.
و تميل الجماعات الارهابية إلى المتفجرات على جنبات الطرقات، أو في مكبّات النفايات، والهجمات بالسيارات المفخخة.
وينفذ هجوم السيارات المفخخة ثلاثة أشخاص، اذ يكلّف الاول بصنع القنبلة المعبأة بالبارود والمسامير، و يكلف شخص آخر بوضع المتفجرات في عجلة السيارة ووصلها بنظام كهربائي، اما الشخص الثالث الذي هو في الغالب انتحاري، فتقع على عاتقه قيادة السيارة نحو المكان المستهدف.
ويبدو ان الجماعة التكفيرية مستمرة في اعمال القتل، والبطش بالأبرياء، ما لم يتم ردعها عبر خطط امنية محكمة، لاسيما وانها تتوعد علنا بأعمال تفجيرات وقتل جديدة. ففي تغريدة لها في 20 سبتمبر، قالت الجماعة في "تويتر" انها "تستعد لغزوات جديدة بعد تفجير في جامع مصعب بن عمير في سامراء خلف اكثر من 20 قتيل من أهل السنة"،بحسب وصفها للضحايا.
ويدوّن سعد المولى على ما تتوعد به الجماعات الارهابية من أعمال قتل، بان "الارهاب غالبا ما يبحث عن المبررات لسفك الدماء ولتحقيق اسباب بقاءه حتى لو كلف ذلك ارواح الكثير من الضحايا".