21,2013,Sept
عشرات القتلى في هجوم على مجلس عزاء في مدينة الصدر بالعراق
BBC
جاءت هذا التفجيرات بعد يومين من توقيع الزعماء السياسيين في البلاد على وثيقة شرف لمنع العنف والاقتتال الداخلي.
قتل 65 شخصا على الأقل في عدد من حوادث العنف في العراق، بينها انفجاران استهدفا مجلس عزاء في مدينة الصدر التي تسكنها غالبية شيعية شرقي بغداد.
وأوضح مسؤولون عراقيون إن واحدا من الانفجارين على الأقل كان تفجيرا انتحاريا استهدف معزين كانوا يجلسون في سرادق مجلس عزاء في المدين
وأفادت تقارير غير مؤكدة بوقوع انفجار ثالث استهدف مجلس عزاء ثان في المدينة نفسها.
وبهذا العدد من الضحايا يصبح السبت من أكثر أيام العراق دموية منذ 28 آب/أغسطس الماضي الذي قتل فيه أكثر من 75 في سلسلة انفجارات في انحاء مختلفة من البلاد، ويرفع حصيلة الضحايا الذين قتلوا منذ مطلع الشهر الجاري الى نحو 450 قتيلا.
وجاءت هذا التفجيرات بعد يومين من توقيع الزعماء السياسيين في البلاد على وثيقة شرف لمنع العنف والاقتتال الداخلي شارك في التوقيع عليها معظم المكونات السياسية والطائفية في البلاد، وحضرها ممثلون عن الشيعة والسنة والأكراد وبقية المكونات والطوائف العراقية.
أهيب بالعراقيين أجمع ممن نتوخى منهم الحس الديني والوطني والانساني أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يحموا الدم العراقي مهما كان دينه أو طائفته، وأن يحكموا العقل والمنطق على المصالح."
الزعيم الشيعي مقتدى الصدر
"جحيم"
وذكرت مصادر الشرطة أن انفجارا أوليا وقع قرب سرادق العزاء، تباينت التقارير في تحديد مصدره بين سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة، ثم تلاه تفجير انتحاري يقود سيارة مفخخة أخرى نفسه في موقع الحادث مستهدفا ايقاع أكبر الخسائر في الناس الذين تجمعوا في موقع الحادث.
ووقع التفجيران المتزامنان للسيارتين المفخختين في حدود الساعة 17.30 بالتوقيت المحلي (14.30 بتوقيت غرينتش) في وقت كان يشهد ذروة تجمع المعزين في اليوم الثالث لمجلس العزاء المستهدف.
ونقلت وكالة فرانس برس عن عقيد في الشرطة ومصدر طبي تأكيدهما لمقتل 57 شخصا على الأقل في الانفجارين.
وأفاد مسؤولون في الشرطة أن نساء وأطفالا كانوا من بين الضحايا.
ولم يصدر على الفور أي إعلان بالمسؤولية عن الهجوم الذي قال مسعفون إنه أسفر أيضا عن إصابة أكثر من 120 شخصا في حصيلة أولية.
وقال مراسل لوكالة رويترز للأنباء إن الناجين المصابين بالصدمة هاجموا رجال الشرطة والإطفاء الذين كانوا يحاولون إخراجهم من الموقع.
ووصف شهود عيان الحادث بانه أشبه بـ "الجحيم" ، إذ قال أحد الحاضرين في مجلس العزاء ويدعى الشيخ ستار الفرطوسي "رأيت عددا من الجثث المتفحمة ملقاة على الارض، وقد اشتعلت النيران في السرادق وفي السيارات القريبة والجرحى كانوا يصرخون من الألم".
هجوم بيجي
وكانت هجمات مسلحة أخرى أودت بحياة 11 شخصا بعضهم من رجال الأمن في وقت سابق من السبت.
ووقع الهجوم الأعنف حينما استهدف خمسة انتحاريين مركزا أمنيا خاصا بقوات التدخل السريع (المعروفة باسم سوات) يبعد نحو 20 كيلومترا عن مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين شمال العاصمة العراقية.
وقالت الشرطة العراقية إن أربعة من عناصر قوات سوات قتلوا في الهجوم وجرح خامس.
وقتل أكثر من 4000 شخص ما بين أبريل/نيسان وأغسطس/آب الماضيين حسب إحصائيات الأمم المتحدة.
وأوضح مصدر في الشرطة إن المهاجمين كانوا يرتدون زي قوات التدخل السريع نفسه.
ويُذكر أن مدينة بيجي مركز لصناعة تكرير النفط في العراق وتبعد بمسافة نحو 200 كيلومترا إلى الشمال من بغداد.
وقالت الشرطة إن معظم عناصر وحدة التدخل السريع لم يكونوا في المركز عند الهجوم عليه لأنهم كانوا ينفذون عملية أمنية خارج المدينة وإلا فإن حصيلة الضحايا كانت ستكون مرتفعة.
وفي حادث آخر، قتل مسلحون حارسي أمن يعملان في أحد السجون عندما أغارا على منزليهما في إحدى القرى بالقرب من مدينة الموصل في الشمال العراقي صباح السبت.
كما قتل جنديان وجرح أربعة آخرون عندما انفجر لغم كان مزروعا في قارعة الطريق في قافلتهم في مدينة الموصل.
وعثرت الشرطة العراقية على جثة مسؤول محلي في محافظة كركوك، الواقعة على بعد نحو 240 كلم الى الشمال من بغداد، بعد ساعات من أختطافه.
"رأيت عددا من الجثث المتفحمة ملقاة على الارض، وقد اشتعلت النيران في السرادق وفي السيارات القريبة والجرحى كانوا يصرخون من الألم."
الشيخ ستار الفرطوسي أحد الحاضرين في مجلس العزاء
"هاوية سحيقة"
وقد تصاعد العنف الطائفي في العراق في الأشهر الأخيرة مع تصاعد الأزمة السياسية في البلاد، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ عام 2008.
وقد سارع الزعماء السياسيون العراقيون الذين وقعوا وثيقة شرف الخميس لمنع الاقتتال الداخلي إلى إدانة هذه الهجمات.
وقال رئيس البرلمان أسامة النجيفي تعليقا على هجوم مدينة الصدر إن "مدبري هذه الجريمة النكراء يسعون إلى إثارة الفتنة الطائفية وزعزعة الاستقرار".
ومن جانبه حذر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من أن "استهداف السنة أو العكس قد يؤدي بالعراق إلى هاوية سحيقة لا يمكنه الخروج منها، وهي خيانة للأمانة التي في أعناقنا وهي الحفاظ على العراق والعراقيين".
وأضاف "أهيب بالعراقيين أجمع ممن نتوخى منهم الحس الديني والوطني والانساني أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يحموا الدم العراقي مهما كان دينه أو طائفته، وأن يحكموا العقل والمنطق على المصالح".
قتل أكثر من 4000 شخص ما بين أبريل/نيسان وأغسطس/آب الماضيين حسب إحصائيات الأمم المتحدة.
ويأتي عنف السبت في ظل توجه الناخبين في إقليم كردستان الذي يحظى بالحكم الذاتي إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 111 عضوا في البرلمان المحلي.
ويتطلع أكراد العراق إلى تعزيز الحكم الذاتي الذي يحظى به إقليم كردستان العراق وإبقاء إقليمهم بعيدا عن العنف المتزايد الذي يعصف بباقي أنحاء العراق.