معتقداتك السلبيه تدمرك..~
كلمة "اعتقاد" او "معتقد" تشير الى فكرة او أفكار, او بصفة عامة الى الايمان الراسخ او القناعة.
كل شئ يبدأ بفكرة, فالأفكار هي التي تحدد تلقائيا مشاعرنا و بعد ذلك ردة فعلنا تجاه موقف معين, اذا استعطنا التحكم والسيطرة على أفكرنا, سنتحكم كذلك على أفعالنا, وبما أننا لم نعد أطفالا فقد قمنا منذ ولادتنا بتخزين عدد كبير من الأفكار التي استحالت و أصبحت معتقدات تحدد مصيرنا و أفعالنا اليومية.
من الناحية النفسية، لا تتطلب قوة المعتقد أن يكون المعتقد ذاته حقيقياً، يكفي أن يكون حقيقيا وواقعيا للشخص ذاته، بصرف النظر عن ثقافة الفرد أو مستوى تعليمه أو توجهه نحو الانفتاح والتفهم.
معتقداتنا السلبية قد تؤتر في صحتنا النفسية و حتى الجسدية ان لم تدمر حياتنا بأكملها, فاحدر منها و راقبها باستمرار.
سأقوم بعرض و مشاركة بعض المعتقدات السلبية المخزنة في عقولنا. سنضعها تحت المجهر مما سيساعدنا على محوها, اول خطوة في طريق التحرر.
1- أفشل لأنني غبي,لا أفهم ,أنا أبله
بعض الأشخاص يكررون يوميا قول أنهم أغبياء و لا يفهمون أي شئ, والبعض الآخر لا يقول هذا او لا يصرح به لكنه ضمنيا و في قرارة نفسه يعتقد أنه كذلك,والدليل أنه يستسلم بسرعة عند أول فشل.
لايجب الاستسلام أبدا, الا اذا انتهت اللعبة تماما, ويبقى الفشل دائما مدرسة نتعلم منها ونستفيد..محطة للإقلاع.
2-لم أحصل على تعليم عالي,اذن لا يمكنني أن أنجح في حياتي
نعم صحيح ربما لم تدرس في أعلى الجامعات والداك لم يوفرا لك الدعم الكامل, لكن لا يجب أخد هذا كعدر فأنت الآن شخص ناضج, وأمامك الوقت الكافي لتدرك كل ما فاتك,اذا اشتغلت بجد و بذكاء,واذا وضعت أهدافا محددة تعمل عليها يوميا,فستصل لما تريد, وكلنا قرأنا او سمعنا عن قصص نجاح بدأت من الصفر او من لاشئ.
3-فات الأوان
اذا كنت تظن أن الاوان قد فات فهو فعلا كذلك,كل ما تفكر فيه صحيح, لكن بالنسبة لك فقط, أما في الواقع فلاشئ يفوت وما من شئ ينقضي أوانه, كل شئ ممكن.اذا كنت تظن العكس فستقوم بالغاء كل احتمال لاستدراك الوقت.
لايمكن لأي أحد أن يساعدك اذا كنت تظن أن القطار قد مر ولا يمكنك الوصول الى هدفك بطريقة أخرى..هناك دائما حل و طريق آخر,يجب أن تبحث بل و تنقب عنه حتى تجده.
4-أنا هكذا وهذا طبعي و لا أظن أني سأتغير
من أخطر المعتقدات ربما بالنسبة لي.
هناك العديد من الأشخاص الخجولين,الحساسين,الغضوبين ...الخ, الذين لا يفعلون أي شئ ليتغيروا ! بحجة أن هذا طبعهم,او لأنهم قرأوا ذلك في الصفات التي حددها برجهم.
السؤال الذي أطرحه هو: أين قمتم بتحليل او فصح شخصيتكم, هل سبق و فحصتموها بماسح ضوئي, لا أظن.
كل شئ يتغير, ما من أحد الا ولديه قابلية للتغيير وقدرة كبيرة على التحسن. لكن لن نستطيع الاقدام عليها اذا اعتقدنا أن الأمر قد انتهى و أن نقاط ضعفنا و عيوبنا هي جزء من طبعنا, جزء لايتجزأ منا, هذا كما أشرت الإعتقاد الأكثر تسميما لنا.
لا يحق لك أن تنسب اليك تعريفا وتسجن نفسك فيه, مع أنه لم يسبق لك أن خضعت لتحليل موضوعي لشخصيتك عند أحد المتخصصين, حتى و ان قمت بذلك فهذا لا يعني أن طبعك قد تم تحديده الى الأبد...
اذن, توقفوا أرجوكم عن خداع أنفسكم باعتقاداتكم تلك "هذا طبعي و يستحيل أن أتغير,أن أتحسن" .. فأنتم بذلك تدمرون أنفسكم.
منقول