كثير منـا يسمع عن الديانة " الزرادشتية " .. دون أن يعرف تفـاصيل
حقيقة هذه الديانة وشخصية مؤسسها " زرادشت "
نبدأ بتعريف " زرادشت " من موسوعة ويكيبيديا
صورة لزرادشت في كنائس الزرادشتية كما يزعمون ..
اسمه "زرادشت بن يورشب" من قبيلة "سبتياما"،
وكانت أمه لأبيه من أذربيجان، أما أمه فمن إيران واسمها "دغدويه"..
ولد في القرن السادس قبل الميلاد، واختلفت المصادر في التحديد الدقيق
لتاريخ مولده، غير أن المؤكد أنه ولد في وقت انتشرت فيه القبائل
الهمجية بإيران، وانتشرت معها عبادة الأصنام وسيطرة السحرة
والمشعوذين على أذهان البسطاء.
شعار الديانة الزرادشتية
وتقول الأساطير : "
إن والد زرادشت كان يرعى ماشيته في الحقل،
فترآى له شبحان، وأعطياه غصنًا من نبات، ليمزجه باللبن ويشربه هو
وزوجته دغدويه، ففعل وشرب ما طلبه منه الشبحان، فحملت زوجته،
وبعد خمسة شهور من حملها رأت في منامها أن كائنات مخيفة هبطت
من سحابة سوداء، فانتزعت الطفل من رحمها وأرادت القضاء عليه،
إلا أن شعاعًا من نور هبط من السماء مزق هذه السحابة المظلمة
وأنقذ الجنين، وسمعت صوتًا من هذا النور يقول لها:
"هذا الطفل عندما يكبر سيصبح نبي أهورامزدا".
حياته
اهتم والد زرادشت بابنه، ورأى أن يعلمه أفضل تعليم في البلاد؛
لذا أرسله في سن السابعة إلى الحكيم الشهير "بوزين كوروس"،
وظل الابن معه ثمانية أعوام درس فيها عقيدة قومه، ودرس الزراعة
وتربية الماشية وعلاج المرضى، ثم عاد إلى موطنه بعد هذه الأعوام الطوال.
ولم يكد يستقر بين أبويْه حتى غزا التورانيون إيران، فتطوع زرادشت
للذهاب إلى ميدان القتال لا ليحارب وإنما ليعالج الجرحى والمصابين،
ولما وضعت الحرب أوزارها انتشرت المجاعة في البلاد، وانتشر معها
المرض، فتطوع زرادشت ثانية ليضع خبرته وجهده في علاج المرضى،
وانقضت خمس سنوات أخرى من عمره في هذا الأمر.
ويبدو أن أباه قد ملّ من ابنه الذي تكاد حياته تضيع في خدمة الناس
من حوله؛ لذا فعندما عاد إلى موطنه طلب منه أبوه أن يتخلى عن عمله
بين الناس، وأن يتزوج ويعيش كغيره من الشباب ليرعى أرضه وماشيته،
غير أن الابن لم ينفذ من وصية أبيه إلا الزواج من الفتاة
الحسناء "هافويه".
وقد أقنعت الحرب زرادشت أن عليه عملا عظيمًا أفضل من تربية الماشية
وزراعة الأرض؛ ألا وهو علاج المرضى وتخفيف آلامهم؛ لذا ظل عشرة
أعوام أخرى بين المرضى يعالجهم، ويبتكر وسائل جديدة لمداواتهم، ووجد
أن جهوده لم تضع نهاية لآلام الناس وأحزانهم، وتساءل عن مصدر هذه
الشرور في العالم، وكانت هذه الأسئلة هي الباب الذي ولجه للتأمل العميق
والرحلة طويلة.
الحقيقة.. من أجلها تُترك الزوجات الجميلات!!
استأذن زرادشت زوجته هافويه في أن يعيش بعيدًا عنها ناسكًا لفترة
يفكر في الشر والخير، وانطلق إلى جبل "سابلان"، وعزم ألا يعود لبيته
حتى يكتسب الحكمة، وظل هناك وحيدًا يفكر لشهور لعله يجد تفسيرًا
للخير والشر، غير أنه لم يهتدِ لشيء، وذات يوم تأمل في غروب الشمس
وحلول الظلام بعد النور، وحاول أن يكتشف الحكمة من ذلك،
ورأى أن اليوم يتكون من ليل ونهار، نور وظلام،
والعالم أيضا يتكون من خير وشر؛ لذلك فالخير لا يمكن أن يصبح شرًا،
والشر لا يمكن أن يصبح خيرًا، وإن الكهنة والسحرة الذين يعبدون
الأوثان والأصنام لا بد أن يكونوا على خطأ؛
لأن معتقداتهم كانت أن الآلهة والأوثان التي يعبدونها هي آلهة الشر،
وأنهم يتقربون إليها اتقاء لشرها ودفعًا له،
وهم كذلك يتقربون إلى إله الشر ليصنع لهم الخير..
وظل زرادشت على جبل سابلان يستوضح أفكاره،
التي تخرج في بطء شديد كأنها ولادة متعثرة، وتزعم الأساطير أنه وهو
واقف على الجبل رأى نورًا يسطع فوقه، وإذا به "فاهومانا" كبير
الملائكة، قد جاء ليقود زرادشت إلى السماء ليحظى بشرف لقاء الرب،
ويستمع إلى تكليفه بأمر النبوة، فصدع بالأمر، ثم قال بعدها: سأنزل إلى
الناس، وأقود شعبي باسم أهورامزدا من الظلام إلى النور، ومن الشقاء
إلى السعادة، ومن الشر إلى الخير.
زرادشت يدعو.. والقوم لا يستجيبون
قرر زرادشت أن يدعو قومه إلى تعاليمه والإيمان بها، واستمر في دعوتهم
عشر سنوات، لقي فيها عنتًا واضطهادًا، ولم يؤمن به أحد، وتخلت عنه
عشيرته وأسرته، بل طرد من بلده، فتنقل بين البلاد والأقاليم،
إلا أن الناس تجنبوه، وأغلقوا دونه الأبواب؛ لأنه رجل يسب الدين
والكهنة، فتطرق اليأس إلى قلبه.
الجُهلاء لا يستحقون الدعوة
وتزعم الأساطير أن أهورامزدا ظهر له، وأن الملائكة لقنته أصول الحكمة،
وحقيقة النار المقدسة، وكثيرًا من الأسرار؛ فبدأت سحابة اليأس المظلمة
تنقشع عن قلبه بعدما آمن به ابن عمه "ميتوماه" الذي نصحه أن يدعو
المتعلمين من قومه إلى تعاليمه؛ لأن تعاليمه الجديدة صعبة على فهم الناس
غير المتعلمين.
سر الإيمان.. موت الحصان!!
ولم تستمر سعادته طويلا؛ إذ تآمر الكهنة عليه، ودبروا مكيدة له،
انتهت بأن أصدر الملك كاشتاسب أمرًا بالقبض عليه وإلقائه في السجن،
وأمر الناس أن يعودوا إلى عبادة الآباء والأجداد، ونفض عنه الإيمان
بأهورامزدا. وتصادف في ذلك الوقت إصابة جواد الملك بمرض عضال
عجز الأطباء عن علاجه، ولم تنفع دعوات الكهنة للآلهة في شفائه،
وعلم زرادشت بالأمر، فأرسل إلى الملك أنه يستطيع شفاء الجواد
شرط أن يعود الملك إلى تعاليمه التي هجرها، ووافق الملك على ذلك،
وشُفي الجواد، وصدر الأمر بالإفراج عن زرادشت، وعاد الملك إلى تعاليمه
وآمنت المملكة به، وازداد إيمان الملك عندما رأى كثيرًا من المعجزات
تتحقق على يد زرادشت، الذي أصبح كبير كهنة الملك في بلاد بلخ بإيران.
هناك عشر وصايا لزردشت يدعو فيها الناس إلى الرأفة بالحيوانات
والتعامل معها على أساس أنها كائنات لها أرواح وخلقها الله لمنفعة
الإنسان، أيضاً من ضمن تلك الوصايا
(احترام الناس وعدم الاعتداء على الآخرين والرأفة بالضعيف،
والتقمص, واحترام العلاقات بين القبائل والاقوام الجارة).
من أقواله . .
بأذنيك استمع إلى هذه الحقيقة وبعقلك افهمها وبقلبك يجب أن تحبها
انهض ايها النائم ايها الغافل ايها الكسول وانشر كلمات الاله في كل مكان
نمت فيه أو صحوت فيه أو اكلت أو شربت انهض وقل كلمة الاله ولاتكن
اخرس في الحق ولاتكن متهاونا في الخير.. هذه نصيحتي.