السومرية نيوز / ديالى
عمد تنظيم القاعدة في محافظة ديالى منذ نحو ثلاثة اعوام الى اللجوء لتكتيك غير مألوف في استدراج الفتيات الى افخاخه عبر طعم الحب من اجل ايقاعهن واسقاطهن نفسيا ليصبحن بعد ذلك ادوات يتلاعب بها كيفما شاء.
قصص الحب التي يديرها التنظيم تنفذ فصولها بدقة واتقان من قبل "روميو القاعدة"، وهو في الاغلب شخصية قيادية تستدرج ضحاياها الى مصائد العاطفة ليتم تجهيزها بعد ذلك نفسياً من أجل حملها على ارتداء حزام ناسف وتنفيذ عملية انتحارية ضد هدف يحدده التنظيم.
"ن ل" امرأة في نهاية العقد الثالث من عمرها وتسكن الضواحي الغربية لمدينة بعقوبة، تسرد لـ"السومرية نيوز" قصة رفيقة لها كادت تسقط في شباك ما اسمته "روميو القاعدة".
وتقول "ن ل" إن رفيقتها "وقعت في حب شاب في نهاية العقد الثاني من عمره ادعى انه موظف حكومي ويسكن في منطقة قريبة من بعقوبة وتوثقت علاقتهما لدرجة لم يبق سوى تحديد يوم الخطوبة".
وتبين أن "رفيقتها كانت تثق بحبيبها وزوجها المستقبلي بشكل كبير، لكنها فجأة شعرت بالخوف والريبة من افعاله وتيقنت انه يريد بها شراً، لذا كانت حذرة في تصرفاتها معه في الايام الأخيرة من علاقتهما".
وتشير الى أن "حبيب رفيقتها اعتقل في غارة مداهمة لقوة خاصة قادمة من بغداد نهاية عام 2012 وتبين انه قيادي في تنظيم القاعدة وكل ما ادعاه كذب وعلاقته بها لم تكن سوى مؤامرة لايقاعها في فخ التنظيم لتصبح احدى الأدوات التي يجري استغلالها بأبشع الطرق".
وكشف مصدر استخباري محلي في ديالى عن أن اجهزة المحافظة الامنية نجحت على مدار الاعوام الثلاثة الماضية في اعتقال اربع فتيات تتراوح اعمارهن بين 15-25 عاما وقعن في حب عناصر وقيادات في التنظيم مارسوا دور (روميو القاعدة) دون علمهن بهوياتهم الحقيقية وجرى استغلالهن بطريقة بشعة اساءت لانسانيتهن".
وقال المصدر لـ"السومرية نيوز" إن "القاعدة عملت جاهدة لتحويل تلك النساء بعد تحطيمهن نفسيا الى دمى بشرية تتلاعب بها كيفما شاءت ونجحت في جعلهن يرتدين الاحزمة الناسفة تحت مبرر تطهير الروح من الذنوب عبر قتل الابرياء"، لافتا الى ان "جميعهن لم يكن في وعيهن وهن يرتدين الاحزمة الناسفة".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "عمليات استباقية ناجحة قادت الاجهزة الامنية الى اعتقال الفتيات الاربع وهن في طريقهن نحو تنفيذ عمليات انتحارية كانت تستهدف مناطق مدنية واهدافاً امنية في مناطق عدة في ديالى، ومنها بعقوبة".
وأكد المصدر أن "القاعدة تمتلك اساليب عدة في تجنيد الانتحاريين من النساء والرجال، لكن استخدام علاقات الحب لم تكن معروفة الى أن جرى اكتشاف اول حالة في نهاية عام 2010 قرب بعقوبة".
ويشير المراقب الأمني غسان محي الربيعي الى أن "تنظيم القاعدة حركة مسلحة متطرفة تطور نفسها باستمرار وتستغل كل شيء متوفر امامها، ولعل البعد الانساني في مقدمة الاشياء التي استغلتها على مدار سنوات عدة".
ويقول الربيعي لـ"السومرية نيوز" إن "الحديث عن روميو القاعدة قصة موجودة بالفعل وقد تم الاعلان عن احدها عبر وسائل الاعلام المحلية قبل اكثر من عامين لفتاة جرى استدراجها من قبل القاعدة بواسطة الحب لتقع فريسة اعتداء بشع فيما بعد بهدف تدميرها نفسيا ثم جعلها ترتدي حزاما ناسفا لتنفيذ عملية انتحارية كانت موجهة نحو مجلس عزاء حسيني في اطراف بعقوبة".
ويشير الربيعي الى أن "حساسية هكذا حوادث تدفع القوى الامنية الى التكتم عليها في اغلب الاحيان، لكن المصلحة العامة تفرض عليها البوح بها من اجل خلق عوامل تنبيه لبيان خطورة القاعدة وقدرتها في استغلال كل شيء، حتى الحب، لتحوله الى اداة للقتل والجريمة".
من جهته، يقول المختص بالشؤون الاجتماعية في بعقوبة ظافر اللهيبي لـ"السومرية نيوز"، إن "استغلال القاعدة للبعد الانساني يظهر خطورة التنظيم في تطوير اساليبه لتجنيد شرائح عدة من المجتمع وفق اساليب متعددة، ولعل الاغرب منها استخدام العلاقات الانسانية المتمثلة بالحب كطعم لاستدارج ضحاياه".
ويضيف اللهيبي أن "التسقيط النفسي وخلق اليأس الداخلي احدى ابرز الاهداف التي يسعى تنظيم القاعدة لتحقيقها بعد استغلاله لأي فتاة تحت لافتة الحب لتصبح فيما بعد مشروعا جاهزا للانتحار تحت مبرر غسل الذنوب وفق الايديولوجيا الدينية التي تؤمن بها القاعدة، وهذا ما اوردته تصريحات احدى ضحايا اسلوب ما نسميه روميو القاعدة امام وسائل الاعلام قبل ان تتمكن الاجهزة الامنية من ايقافها وهي في طريقها لتنفيذ عملية انتحارية بحزام ناسف".
يذكر أن اكثر من 20 عملية انتحارية سجلت لنساء ارتدين احزمة ناسفة في ديالى بين الأعوام 2006-2009 وادت الى مقتل واصابة العشرات واستهدفت شخصيات حكومية وامنية وقيادات في الصحوات.