في ليلةٍ باردة
إلتحفتُ بأنفاسي الدافئة
تَوغلتُ كثيراً بتفاصيلي الدقيقة
امسكتُ قلمي المتوشح برداء الرحيل
لأَرسم حرفي
كيفما اشتهي واكونْ
لاتقيدني ملامح الوجوه
بِلا خيبة
بِلا إِنكسار
الملمُ اشيائي المنتحبة
طالما الأرض تأنُ
الامطارُ للفقدِ تبكي
الدروبُ وحدها تنوح
الشفاه تبوح
بعدما آمنتْ وتيقنتْ
بـِـأن الرحيل ومواسم الفراقِ
ماهي ألا اقدار
تُلهمنا ما لا نريد
تزجُ بدروبنا ما لا نريد
وتُرمينا في امواج التيه
نضيعُ ونصرخُ بأعلى اصواتنا
ضياعٌ ثم ضياعٌ وضياع
وشموع الإنتظارِ بِلا أمل تذوبُ
دموعُ الليلِ تُذرف
حسرةً على خارطةِ الخدود
مابها جَوارحنا للحُزنِ تَستكين
إلهي بعفوكَ ومغفرتكَ
متى تَستريح الرُوح
استباحتْ هواجسنا
اكفاننا تَوسّدتنا
لا مفّر ولا هُروب
مِن اقدارنا
يحكُمنا الحياء
لا نجزمْ قراراتنا
لِقلةِ حِيلتنا
اقلامُنا مِثلنا تلوذُ بالفرارِ
حينما تفقدُ الحنان
احياناً يسرحُ بِنا الخيال
نَتوهم بقايا احلامنا
نبعاً سرمدياً
وهمساً نقياً
بِدون دراية
اوهمتنا مشاعِرنا
طالما كانت مُغلفة بِصدأ الاوهام
بيَن مراسي الحرُوف
تجرفُ خِطاها
سيلُ الكلماتِ
لـِ تتلاشى افكارنا
لـِ تتبعثر سُطورنا
بيَن تنهيدة وَطن وغُربة روح
تبتعدُ احياناً طيورنا عن اسرابها وتعود
لِندرك بَعدها حجم ذاكَ النبض الجريحِ
وذاك الإغتراب بحضن اوطاننا
الليلُ يسرجُ بِسواده
الهلال بِـ كبريائهِ
مازال متربعاً على عرش الروح
رغم ما كانت تحومُ حولهِ
أَلاف الأفلاكِ والمجراتْ
أَراها لاتهدأ ولا تستكين
اُراقبها عن كثب
أخطو نحوها بصمتٍ
ياترى منْ يبوح لها ؟؟
منْ يغربل رمال الصمت ؟؟
و الظلام قد حلَّ
منْ ..منْ..منْ .. ياتُرى
و امنياتنا أمستْ درباً في اخر المطافِ
افراحنا ..احزاننا
همس ذكرياتنا
شاءتْ الاقدار
ان تكون هنا بداياتها
نهاياتها
مِسك الخِتام
تأملاتْ حُروف الضُحى
ستعصف بقوةٍ في الاعماق
لتؤطر مساراتْ الرحيلِ
وتُبرر هُروب الفمِ من اللجوء
لسطورٍ أتعبها السؤال
القُلوب الجائعة تَمردتْ
لم تعدْ تُبالي بمصيرها
إِستسلمتْ لحتفها
كفرتْ بتلك
الشوارع المستعارة
شرعت ْنوافذها البنفسجية
لكلماتٍ متعفنة المعاني
تتباهى بسؤالٍ من باب الاهتمامِ
وتناستْ تلك الوعود والحروف
التي تُحكي عن سر الدموعِ
رحلتْ السطور بِكُل هدوء
لم يتبقَ منها سوى حُروفٍ تُناظر البُعد
لِتعلن حيرتها بعد صمتها الطويل
ضحى المؤمن