ضحايا المسكنات أكثر من ضحايا المخدرات
الأطباء يواجهون انتقادات كثيرة على تسرعهم وإفراطهم في وصف عدد كبير من المسكنات للمرضى.
لندن- كشفت أرقام جديدة أن ضحايا المسكنات في بريطانيا أكبر من ضحايا الهيرويين والكوكايين، بعد أن تحولت بريطانيا إلى أمة مدمنة على الأدوية والوصفات الطبية.
وقالت صحيفة ديلي اكسبريس إن الأرقام التي أصدرها مكتب الإحصاءات الوطنية أظهرت أن 807 أشخاص فقدوا حياتهم العام الماضي بسبب المهدئات والمسكنات، بالمقارنة مع 718 توفوا جراء إدمانهم على الهيرويين والكوكايين.
وأضافت أن 1.5 مليون مريض أصبحوا مدمنين على مهدئات البنزوديازيبين، ومن بينهم امرأة في الحادية والخمسين من العمر تستخدم مسكنات ديازيبام منذ أكثر من 13 عاماً، وتمكنت من التخلص من هذا الإدمان بفضل نصيحة وجدتها على شبكة الانترنت.
وأشارت الصحيفة إلى أن المنتقدين حملوا الأطباء المسؤولية بسبب إفراطهم في منح وصفات الطبية للمسكنات والمهدئات، وأعربوا عن خشيتهم من خطر أن تتبع بريطانيا الولايات المتحدة، حيث يموت 16 ألف شخص سنوياً من جراء تناول جرعات زائدة من الأدوية المسكنة للألم.
ونسبت إلى رئيس اللجنة البرلمانية حول الإدمان اللاإرادي على المهدئات النائب العمالي جيم دوبن قوله «إن عدم توفير الدعم للناس المحتاجين الذين يُعانون من الإدمان على المهدئات من دون مساعدة يؤدي إلى تدمير حياتهم».
كما أعلن علماء بريطانيون في بحوث سابقة أن تناول جرعات كبيرة من المسكنات مثل الآيبوبروفين والديكلوفيناك لفترات طويلة، يشكل عامل خطر قد يسبب الإصابة بأزمة قلبية بشكل يشابه خطورة عقار فيوكس الذي تم سحبه من الأسواق لنفس السبب.
وقال الباحثون خلال عرضهم لنتائج دراسة دولية كبيرة حول مجموعة من المسكنات تسمى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، أن تناول جرعات كبيرة من هذه المسكنات يزيد بنحو الثلث خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الخطيرة، كالأزمات القلبية والسكتات الدماغية والوفاة.
وأضافوا أن ذلك يعني أنه من بين كل ألف شخص يواجهون خطرا متوسطا للإصابة بأمراض القلب ويتناولون جرعات عالية من الديكلوفيناك أو الآيبوبروفين منذ عام، سيزيد عدد المصابين بأزمات قلبية بمقدار إصابة قاتلة بين كل ثلاث إصابات.