هل تشهد السنوات القادمة حلولاً تشاركية للحد من الفقر
يموت طفل كل خمس ثوان بسبب الجوع.
يحتاج العرب إلى 51 مليون فرصة عمل جديدة عام 2020 م .
نظراً للكم الهائل من السكان في أنحاء العالم ، أصبح العالم لا يستطيع أن يتحمل ما يعيش فيه من بشر ، فظهرت مشاكل كثيرة حاصرت كل المجتمعات وخاصة المتخلفة منها ، وللأسف العدد الأكبر من هؤلاء يعيش حالة بؤس وفقر رغم ما يتوفر من موارد وثروات .
ينطلق مفهوم الفقر من التفاوت النسبي في الثروة ، وإن نقص الثروة ينعكس على الفرد في مظاهر عدة منها : سوء التغذية ، نقص الغذاء ، عدم إشباع الحاجات الفيزيولوجية ، الحاجة إلى النقل والسكن والتعليم والصحة ...إلخ .
يعد الفقر من الظواهر الإجتماعية الاقتصادية المعقدة ، التي تتسبب بعدد من العوامل ، وتتفاعل معها ، وهي ظاهرة منتشرة في أنحاء المجتمع ، ولا تقتصر على جزء جغرافي منه ، فهي في الحضر كما في الريف ، وتوجد بين الأصحاء والمعاقين جسدياً ، كما توجد بين الذين يعانون عاهات أو نقصاً في القدرات .
الفقر في الدول المتخلفة :
: قبل الحديث عن الفقر في هذه الدول ، نتعرض إلى واقع خريطة الفقر في العالم بشكل موجز ، أول ما تشير إليه هذه الخريطة هو مستوى الدخل اليومي ؛ ذلك أن هذا الدخل إذا كان أقل من 1 دولار للفرد الواحد يضيف صاحبه ضمن مجموعة الفقراء ، والعالم وفق هذا المعيار يعيش فيه (103) مليار فقير لكنهم يحصلون على دخل يقل عن دولار واحد لليوم الواحد ، وهذا يعادل 1\5 سكان العالم ، وهو نفس العدد أو أكثر أي (102) مليار من سكان العالم لا يحصل على المياه النقية الصالحة للشرب أي 92% من فقراء العالم ، في حين يعاني 800 مليون فقير عدم الحصول على الغذاء الكافي أي 62% من مجموع الفقراء ، من هؤلاء يعاني سوء التغذية وهو مستوى حدة مشكلة التغذية وعددهم 500 مليون فقير أي 38% .
تشير دراسات توزيع الفقر في العالم إلى أن 100 مليون فقير في العالم فقط في الدول الصناعية ، وهذا يدل على وجود علاقة بين التنمية الصناعية ودائرة الفقر . فالعلاقة عكسية بين الإنتاج الصناعي وعدد الفقراء ، والمؤشر نفسه يمكن الإستدلال به على أن بقية الفقراء أي 900 مليون هم في دول غير صناعية ، هي الدول المتخلفة وهي الأسرة الدولية التي ينتمي إليها العالم الإسلامي والذي يعتبر العالم العربي جزءاً منه .
فالدول المتخلفة تعيش حالة استمرار الفقر ، حيث يتوقع بقاء 540 مليون فقيراً أي بحدود 2\3 فقراء الدول المتخلفة على نفس مستوى المعيشة ، أي استمرار المعاناة تحت نفس الظروف المعاشية حتى عام 2025 وهذا في حالة استمرار معدلات النمو على ماهو عليه .
إن الدول المتخلفة ليست دولاً صناعية ، وهي تعيش برامج النمو والمخططات التي تستهدف ترقية نظم الإنتاج ، وهذه الأهداف لم تتحقق بسبب النزعات ، والحروب ، والفساد ، وضعف أداء الأنظمة ، وقد نتج عن هذا مظاهر كثيرة منها :
- يموت طفل كل خمس ثواني بسبب الجوع ، يمثل هذا تحدٍّ يصعب مواجهته في ظل الظروف الحالية المتوقعة .
- يصل عدد الفقراء في الريف إلى 950 مليون أي أكثر من 75% من عدد الفقراء ، وحوالي 650 مليون من صغار الفلاحين ، 20% منهم لا يملكون أراضي ، 10% يعيشون على أنشطة الرعي وصيد الأسماك .
- يصل عدد الفقراء في المدن إلى 300 مليون نسمة ، يعملون في الأنشطة الهاشمية ويشعرون بعدم الأمان نتيجة الإزدحام ونقص فرص العمل ويعانون من تلوث المياه وانتشار ظاهرة الصرف غير الصحي.
الفقر في الدول العربية والاسلامية
يشير تقرير الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إلى أن إجمالي الفقراء في دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يبلغ 87,6 مليون في اثنا عشرة دولة أي 35% من إجمالي سكان المنطقة ، ويتوزعون على 52% من فقراء المنطقة بالريف ، أي أكثر من 45 مليون فقير من فئة المجموعة التي تعاني نقص وانخفاض معدلات النمو على مستوى التنمية البشرية إلى جانب التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
كما تشير الإحصاءات إلى أن أقل من نصف سكان الريف في الدول العربية يعتبرون فقراء وهم في معظمهم ذووا الحيازات (الأراضي والمساحات الزراعية) الصغيرة .
مع أن مظاهر التصحر والكوارث الطبيعية والجفاف إذا كانت من أعراض ظاهرة الفقر فإن المنطقة الممتدة من الشرق الشمالي لأفريقيا تعد منطقة متميزة من حيث موارد الموقع والموارد الطبيعية لكنها تعاني من الحروب والنزاعات وهو ما يعرضها لسوء استغلال مواردها .
وتشير تقارير الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إلى الاختلاف في نسب فقراء الريف إلى فقراء المدينة في الدول العربية ، والتباين يمكن ملاحظته من خلال نسبة فقراء الريف . مجموع الفقراء = فقراء الريف \ مجموع الفقراء
وهذه النسبة تساوي أو تعادل أقل من 33% في كل من جيبوتي ، الأردن ، تونس ، وهذا يفسر كون الفقراء في الدول السابقة ليسوا من فقراء الريف في حدود 1\3 عدد الفقراء بينما نسبة فقراء الريف \ مجموع الفقراء في الجزائر ومصر والمغرب تتراوح بين 33,3% و 66,6% ومعنى ذلك أن فقراء الريف في هذه الدول يصل حد 2\3 من مجموع الفقراء .
وتتجاوز نسبة الفقراء في الريف \ مجموع الفقراء 66,6% في الصومال والسودان ، سوريا ، اليمن ، فلسطين ، وهي دول يطفى فيها فقر الريف أي أكثر من 2\3 الفقراء من سكان الريف.
وبعد الدراسة انتبه العالم إلى الفجوة التي تشكل الفقر ، فلجأت المنظمات الدولية والهيئات إلى البحث عن حلول لسد هذه الفجوة ، وفي هذا الاتجاه انعقد مؤتمر القمة العالمي للأغذية ، والذي انبثق عنه السعي لتخفيض عدد الذين يعانون الجوع إلى النصف بحلول 2015 ، فكانت سنة 2002 سنة الشعار (التحالف الدولي ضد الجوع) أي تحالف كل التنظيمات الحكومية وغير الحكومية والدولية وهي بذلك سنة نشوء فكرة إعداد خريطة بمواقع الفقر في العالم ومتابعة الجهود لاستئصاله وتتجلى هذه الجهود في :
- برامج المنظمة الدولية للتغذية والزراعة والتي بينت المواقف الدولية ضد الجوع خاصةً والفقر عامةً عن طريق تمويل المشاريع الصغيرة ، ومقاومة حد الفقر الأسري ، وتنفيذ مشاريع ريفية . وكان لمساهمات هذه المنظمة استثمار قدر ب 7,7 مليار دولار في 630 مشروع في 115 دولة ، استفاد منها 250 مليون من فقراء الريف .
- البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة : يعتبر البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة سنة 1990 السنة المرجعية ، ويعتبر سنة 2015 السنة القصوى لتحقيق الأهداف . وعلى ضوء الانجازات التي تحققت لبلوغ الأهداف الإنمائية للحد من الفقر بحلول عام 2015 فإن سبع دول تتمكن من تخفيض حجم الفقر إلى النصف ، وسبع دول تنجح في استيعاب جميع الأطفال في مرحلة التعليم الابتدائي ، وتسع دول تستطيع تحقيق تحسن في مجال مياه الشرب ، ويتحسن وضع المرأة في 14 دولة ويتم تخفيض معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة بمقدار 2\3 بحلول عام 2010 .
ستواجه الدول العربية ست تحديات إنمائية خلال السنوات العشر المقبلة وعلى رأسها تبنّي سياسات نمو مناصرة الفقراء بحسب ما توصل تقرير خاص وضعته جامعة الدول العربية .
ومن بين هذه التحديات خلق 51 مليون فرصة عمل جديدة عام 2020 واقتصاد كلي يحمي الفقراء من ارتفاع الأسعار بسبب الأزمات العالمية . إصلاح المؤسسات وتوفير فرص العمل وتعزيز وتمويل عمليات النمو لصالح الفقراء وإصلاح نظم التعليم وتنويع مصادر النمو الاقتصادي وزيادة الأمن الغذائي والإكتفاء الذاتي في ظل القيود البيئية القادمة.
وشدد التقرير على أن التعامل مع هذه التحديات يحتاج إلى " نموذج شامل يعتمد نهج التربية البشرية القائم على الحريات كأساس تحقيق التنمية "
كم نتذمر ونشتكي من معيشتنا ولم نقف ولو للحظة نتامل كيف حال من ليس لديه مكان يؤويه اوسقف يحميه او غذاء يغذيه
.
.
تحياتي