قال علماء من السويد، إنهم اكتشفوا أن البقع اللونية الموجودة على قواقع حلزون الطين ليست طبيعية،
وإن الحلزون الموجود داخل القوقع هو الذى يتحكم فى شكل هذه النقط الداكنة فى الغالب.
وقال الباحثون فى دراستهم التى نشرت نتائجها، أمس الثلاثاء، فى مجلة "بايولوجى ليترس" التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم فى بريطانيا، إن قوقعة الحلزون الصفراء رقيقة لدرجة أن لون الحلزون ذى البقع الداكنة الذى بداخلها هو الذى يحدد لونها.
وتنتشر أنواع حلزون الطين فى أوروبا وتعيش فى الجداول المائية والأنهار والبحيرات الصغيرة التى تتدفق مياهها ببطء.
وركز الباحثون تحت إشراف يوهان آلجرين من جامعة لوند فى السويد على كيفية تفاعل هذه الأنواع من الحلزون مع المؤثرات البيئية المحيطة،
وجمعوا فى سبيل ذلك فى البداية نحو 300 من هذه الحيوانات من إحدى البرك القريبة من مدينة لوند جنوب السويد ثم جعلوها تعيش فى أحواض مائية.
ثم اختار الباحثون خمسة من نسل كل من هذه الحلزونات لوضعها فى 32 حوضاً مائياً للاختبار وكررت كل فكرة تجربة ثمانى مرات.
ولمحاكاة وجود أسماك فى الأحواض عرض الباحثون أحواض الماء التى بها حلزون ماء أخذ من أحواض سمكية بها نوع من أنواع أسماك شبوط غذيت بحلزونات مسحوقة،
ومن المعروف أن الحلزونات تستطيع التعرف على الآثار الكيميائية للأسماك فى هذه المياه، مما يجعله يظن أن عدوه يكمن فى هذه المياه.
تبين للباحثين أنه عندما وضعوا ماء سمك فى الحوض تزايدت نسبة البقع على قواقع هذه الحلزونات وأن أشكال هذه البقع ظلت معقدة جداً.
كما تطورت هذه البقع اللونية أكثر عندما تم تعريض القواقع إلى الأشعة فوق البنفسجية الضارة بالقواقع، ولكنها خدمت هذه المرة درجة تعقيد البقع اللونية على هذه القواقع.
وعندما عرض الباحثون هذه الحلزونات لـ"رائحة" أعدائها من الأسماك وإلى الأشعة فوق البنفسجية فى نفس الوقت وجدوا أن هذه النقط والأنماط كانت بنفس الشكل الذى تكون على هذه القواقع عندما تعرضت للأشعة فوق البنفسجية.
وأوضح الباحثون أن الجرعات المرتفعة من الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تتسبب فى نفس الأضرار فى الصفات الوراثية للإنسان عند تعرضه لها ولكن النقط الداكنة تعترض هذه الأشعة عند سطح القوقع وبذلك تحمى الحلزون من تأثيرها الضار.
كما أن هذه البقع الداكنة تحمى الحلزون من الأسماك المعادية لأنها تموه قوقعته من خلال اللون القريب من لون القاع، مما يجعل من الصعب على هذه الأسماك رؤية فريستها.
لذلك فقد كان من المهم فى هذه التجربة أيضاً معرفة أن سمك الشبوط يعثر على فريسته من خلال العينين.
لندن (د ب أ)