يطلبُون مِن الشّبابِ كل شيء ...
و هُم في المُقابل لا يُعطون شيئاً جميل...
حتى إن مَنَحُوا منحُهم قليل ...
قد يَعُزُون البعض لكن الباقي يبقى ذليل ...
يقولُ عنا الكِبَارُ بلا هِمَّةٍ و عزيمة ...
مُقَلِدون و يَتبعُون أي سَبيل ...
وَ لوْ كانُوا عٌقلاء لَمَا شَتَمُونا، لإستَخرَجُوا...
مِن ألبَابِنا النَّخْوَة و كل شيءٍ فَضيل ...
أن تَقُولَ لإمريءٍ كل يومٍ أنَّهُ تافِه ...
سَيَدفِنُ قُوَّتهُ دُونَ إحساسٍ وَ هاكَ الدَليل ...
إذا ما قُلتَ للحَسْناءِ أنتِ جمِيلة ...
تَحمَرُّ خَجَلا و تزيدُ جَمالاً و بَهَاء ...
و شَتَائِمُكم لنَا تَجعَلُنا تافِهِين ...
وكَانَ الأَحَقُّ بِكُم أن تدفَعُونَا للعَليَاء ..
.
كُونُوا حُكَماءَ نَكُنْ مِثلكُم ...
لا تُقَلِلُوا مِن شأنِنَا نَكُنْ صَفَحَاتٍ بَيضاء ...
تَحْمَرُّ و تَثُورُ غَيرَةً على الوطن ...
تُخَضَبُ بِالدمِ فتُصبِحُ حَمرَاء ...
نَحنُ لا نَرضَى الذُّلَ أبدًا ...
لكِن رَضينَا بِحُكمِكُم عَنَا بِإزْدِرَاء ...
و إنْ سَابَبْنَا كِبَارَنَا أخطَأنَا ...
و فِيكُمُ الْجُدُودُ و الأمهاتُ و الأبَاء ...
رضِينا أنْ تَحْكُمُوا بالمظاهِر ...
و لا تَمنَحُوا الْمَنَاصِبَ العالِيَة إلا بِشرُوط ...
كَأنْ لاَ يَلبَسَ الْمُنَصَّبُ حسبَ الْمُودَة ...
و لا يَضعَ لِشَعره تَسْريْحَةً أو طِلاء ...
لا تَثِقُون بِمَا فِي دَاخِلِنَا ...
فكَأنَّنَا خَوَّنَة أمْ أنَّنَا فِي وطنِنَا غُرَباء ...
كل يومٍ تَسُدُونَ طريقًا أمَامَ الشَّبَاب ...
كل يومٍ تُذَكِرُونَنَا بِأنَّهُ لا أمَلَ و لاَ رَجاء ...
هَذا زَمَنُنَا نحنُ و إنْ كَانَ لأحَدٍ أن يَكُونَ غَرِيبًا...
فَأنْتُم في هَذَا الزَّمَنِ غُرَباء ...
إرْجِِعُوا لِمَاضِيكُم و اَرْضُوا عَن زَمَنِكُم و مَظاهِرِكُم ...
أو اِنْتَحِرُوا و نحنُ نُقِيمُ العَزَاء ...