إن الفكرة من عملية التذرر هي تحويل المادة إلى ذراتها بهدف الكشف عن مطلوب محدد
واتجه تفكير الباحثين إلى ايجاد البدائل للهب ويعتبر العالم الروسي ليفاف من أوائل من بحث
في هذا المجال حيث وضع محلول العينة في جفنة من الجرافيث ووضعها في مسار الأشعة
ثم سخنها كهربائياً وهذه البداية البسيطة هي من فتحت المجال لما نراه اليوم من المذررات
الكهروحرارية الحديثة المتطورة الأستخدام.
ومن أهم وأبرز المذررات الكهروحرارية هو مذرر (فرن ماسمان) والذي يتكون من :
أنبوبة أسطوانية من الجرافيث محموله على حاملين من الجرافيث أيضاً ومبردين بالماء و
يحيط بهذه الأنبوبة جو من النيتروجين وتسخن هذه الأنبوبة بواسطة تمرير تيار كهربائي
أما محلول العينة فإنه يمرر إلى وسط الأنبوبة بواسطة فتحة صغيرة حيث يتبخر المذيب
عند رجات حرارة منخفضة وبعدها نزيد من شدة التيار الكهربائي ليعطي درجة حرارة
في حدود 500_1100م وعن تللك الدرجة يتم حرق المكونات العضوية وكذلك يتم
التخلص من المواد سهلة التطاير وبعدها تزاد درجة الحرارة إلى 1800_2400م
حيث يتحول العنصر المراد تقديره إلى ذرات حرة وأنوه أن زمن مكوث الذرات في
مسار الأشعة يعتمد على درجة الحرارة وغالباً يكون في حدود ثوان بسيطة.
وأهم مزايا المذررات الحرارية:
1_ كفاءة عملية التذرر الكهروحراري أعلى من التذرر باللهب وبالتالي أكثر حساسية ودقة.
2_ يكفي أن يكون حجم محلول العينة بسيطاً ولانحتاج لكميات كبيرة منه وهذا مفيد في تحليل
العينات النادرة والثمينة مثل سوائل الجسم كالدم وغيره.
3_ من الممكن بواستطها تحليل العينات الصلبة مبااشرة دون الحاجة لمذيب.
4_ التدخلات الكيميائية بهذه الطريقة قليلة.
5_ عدم وجود تداخلات فيزيائية في المذررات الكهروحرارية لأننا لانمرر المحلول بل نحقنه
بطريقة مباشرة.
وإلى هذا اليوم والتطور هائل في المذررات الحرارية من حيث السرعة والكفاءة والشكل
فالعمليات التي كانت تتطلب ساعات طوال من أجل تذرر المواد أصبحت اليوم وبميزات
اضافية تساهم في انتاج النتائج التحليلية في وقت قياسي سريع .