مفهوم الانتظار في فكر السيد الشهيد محمد
الصدر(قدس سره)
إن المفهوم الإسلامي الواعي الصحيح للانتظار هو التوقع الدائم لتنفيذ الغرض
الإلهي الكبير وحصول اليوم الموعود الذي تعيش فيه البشرية العدل الكامل بقيادة وإشراف
الإمام المهدي عليه السلام .
وهذا المعنى مفهوم إسلامي عام تشترك فيه المذاهب الكبرى في الإسلام إذ بعد إحراز
هذا الغرض الكبير وتواتر أخبار المهدي عن رسول الإسلام صلى الله عليه واله بنحو
يحصل اليقين بمدلولها وينقطع العذر عن إنكاره أمام الله عز وجل.
وبعد العلم بإناطة تنفيذ ذلك الغرض بإرادة الله تعالى وحده ومن دون أن يكون
لغيره رأي في ذلك كما سبق إذن فمن المحتمل في كل يوم أن يقوم المهدي عليه السلام
بحركته الكبرى لتطبيق ذلك الغرض لوضوح احتمال تعلق إرادة الله تعالى به في أي وقت.
لاينبغي أن تختلف في ذلك الأطروحة الامامية لفهم المهدي عليه السلام عن
غيرها ... إذ على تلك الأطروحة يأذن الله تعالى له بالظهور بعد الاختفاء وأما بناء
على الأطروحة الأخرى القائلة : بان المهدي عليه السلام يولد في مستقبل الدهر ويقوم
بالسيف فالاحتمال أن يكون الآن مولودا ويوشك أن يأمره الله تعالى بالظهور وهذا
الاحتمال قائم في كل وقت بل إن لمعنى الانتظار مفهوما اعم من الإسلام وأقدم أما
قدمه فَلِما ذكرناه من تبشير الأنبياء باليوم الموعود فالبشرية كانت ولا زالت
تنتظره وان تحرفت شخصية القائد وعنوانه على ما ذكرناه وستبقى تنتظره ما دام في
الدنيا ظلم وجور. وأما عمومه فباعتبار التزام سائر أهل الأديان السماوية به مع غض
النظر عن الاسم .
وهذا بنفسه ما يجعل المسؤولية في عهدة كل مؤمن بهذه الأديان وخاصة المسلم
منهم في أن يهذب نفسه ويكملها ويصعد درجة إخلاصه وقوة إرادته لكي يوفر لنفسه ولإخوانه
في البشرية شرط الظهور في اليوم الموعود.
موسوعة
الإمام المهدي